عندما يمرض الضمير
من أجل ثقافة غير مستوردة
من أجل ثقافة غير مستوردة
الضمير مصطلح دأب المعاصرين على استخدامه كثيرا في انشطة فكرية متعددة وهو في مقاصد الناس يعني ملكة العدل في عقل الانسان فذوي الضمائر الحية يملكون عقلانية عادلة في وسطهم المجتمعي وذوي الضمائر الميتة هم الذين فقدوا عدالتهم وقد يكون هنلك تطبيقات على حواشي هذا الترشيد الفكري الا ان موضوعية عدالة الضمير تطغى على مقاصد الناس في استخدامهم للفظ (الضمير)
موت الضمير قد يكون واضحا بين الناس في تحليل مواقف الشراذم المعتدية كما هم السراق والمحتالين والقساة مع الغير واقل وصف يوصف به العتات المعتدين ان ضمائرهم ميتة ... حياة الضمير تتوضح في ذوي الخلق الحميدة وتظهر الحياة في ضمائرهم عندما يعيدون الامانة الى اهلها او عندما يحسنون التصرف مع الناس حتى ولو كان في ذلك ايذاءا لانفسهم
مرض الضمير هو مصطلح مولود على هذه السطور يراد منه اللعب على حبلين في (موت الضمير) و (حياة الضمير) وهما حبلان وان كانا مربوطان على شكل خط متوازي الا ان مؤثرات الاول لا ترى في الثاني وبالعكس وفي هذه البؤرة في الرصد الفكري تكون ضبابية مرض الضمير مشخصة من فكر مستقل يرى الضمير حين يموت في شخص او منظومة ويراه يحيا في نفس الشخص ونفس المنظومة وتحت عنوان موضوعي واحد
قد تحتاج سطورنا الى مجهر فكري نرى فيه ذلك المرض بوضوح بالغ كما يفعل المحلل الطبي حين يستخدم المكبر التقني ليرى الجراثيم او الفايروسات المرضية ... سوف نستخدم مجهر فكري معروف للناس بشكل كبير مثل جهاز التلفزيون وله مسميات وعلامات تجارية (ماركات) عديدة الا ان اسمه التطبيقي موحد في كل ارجاء الارض وهو (المصلحة الوطنية) وهو له ماركات متعددة فلكل كيان لدوله حديثة فيها (مصلحة وطنية) فتتعدد العلامات التجارية المسجلة بصفة رسمية فتكون المصلحة الوطنية هندية او تركية او فرنسية او عراقية ومن العجيب ان المصلحة الوطنية قد تحمل اكثر من رقم انتاجي في الوطن الواحد فلكل حزب من احزاب الوطن الواحد يوجد رقم انتاجي لمجهر المصلحة الوطنية ..!!
مجهر المصلحة الوطنية الفكري سوف يكون فعالا ويرينا فايروسات مرض الضمير بحجوم كبيرة في معابر رفح او في احتلال العراق او قيام الدولة اليهودية حيث ترى اثنين من الحبال الفكرية (الاول) فيه حياة ضمير وفيه عداله كبيره كما يقولها اليهود اوالجالسون غرب معابر غزة وشرقها وكما يقولها ايضا اولئك الوطنيون التي ارتعدت فرائصهم من اسلحة الدمار الشامل الصدامية مما دفعهم لعبور المحيطات لنرى الحبل الفكري الثاني للمصلحة الوطنية الامريكية وهو في حالة (موت ضمير) تام عندما نرى تمزيق شعب بالكامل ..!! وقد نرى في مجهر المصلحة الوطنية الفكري من ماركة (تركي او سوري) حين تقام السدود العملاقة لحجب الماء من الهدر خارج الوطن ..!! فنرى موت الضمير في ارض عطشى حولها بشر يدفع دفعا لاستثمارات القتل والقتال من خلال مصلحة وطنية عراقية سرعان ما تتحول الى مصلحة وطنية ايرانية في صراع مع امريكا في ساحة عراقية ولو تم استبدال عدسات المجهر الفكري من ماركة كويتية سنرى ان مصلحة الكويت الوطنية تستوجب خنق العراقيين جميعا انتقاما من قرار صدامي بدأ يصدأ كثيرا الا انه يمتلك بريقا لامعا في حوض المصلحة الوطنية الكويتية... قبل ايام كان لنا نشاطا مع شركة كورية لشراء معدة بحرية (رافعة بحرية عائمة) وكان العقد على وشك الانعقاد عدا مرحلة الكشف على الرافعة ميدانيا من قبلنا ... ظهر فجأة مجهر المصلحة الوطنية الكورية في فايروس لضمير مريض يقول (تمنع تاشيرة الدوخول للعراقيين) . .. !!! جئت بهذه الامثال ليس لبيان الاسى واللطم على الخدود بل لبيان مرض الضمير عندما يصاب بفصام العدل فينطلق من منطلق عادل ليسقط في وحل الظلم وفقدان العدل في عنوان واضح الشهرة واضح البيان (المصلحة الوطنية)
هل يمكن ان نجعل (المصلحة الوطنية) حياة لضمير الناس في كل الاوطان ..!! ليكون الضمير الحامل للعدل ذو هوية آدمية ولن يكون الضمير الوطني ميتا على حدود الوطن ..!! اذا قـُبر الضمير على حدود الاوطان فان عداء الناس لبعضها يتحول الى دستور بشري ولا يحق لنا ان نشتم احدا من المعتدين بما فيهم الامريكان واليهود والفرس والاتراك لانهم انما مارسوا حقا في حياة الضمير اما ان يكون الضمير في حالة موت على الحدود فذلك هو الحق المتبادل التي تتبادل به المجتمعات ناموس ماسوني اسمه المصلحة الوطنية ولعل انعطافة عقل على لعبة كرة قدم بين دولتين ترينا كيف ان الضمير يموت على حدود الوطن في إسمه وبريقه الرياضي باتفاق طرفي الحدود وليس من طرف واحد ..!! انها مآساة انسان يعيش في هذا الزمان عسى ان تصحو الضمائر البشرية في كل كوكب الارض فتكون في صحة وعافية ولا تموت على مراسم علامتها الوطنية ..!! ولن تكون الحدود مقابر للضمير البشري ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق