مكبرات الصوت في خطوات
الشيطان
الشيطان
من أجل فهم الشيطان في زمن معاصر
أكدت بحوث حديثة اعلنت في الاعلام العلمي المرئي أن الأزيز والضجيج والاصوات عموما تسبب ارتفاع ضغط الدم وقد تصدى لتلك التأكيدات فريق علمي اجرى بحوثه على عدد كافي من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم الذي يعتبره العلم واحد من امراض العصر وهو مرض غير محدد الاسبباب بشكل علمي مؤكد وحوله اقاويل واحصاءات كان التأكيد العلمي الاخير نتيجة الجهد العلمي في رقابة مجموعة من المصابين بضغط الدم وهم يتعرضون للضجيج الصناعي .
ننصح بمراجعة ادراجنا تحت عنوان (الأزيز صفة شيطانية)
الأزيز .. صفة شيطانية
في هذه المعالجة سوف نركز اثارتنا على مكبرات الصوت التي يكثر المسلمون استخدامها في المادة المنسكية عند الآذان ومجالس العزاء وخطب الجمعة حيث تصدح مكبرات الصوت بشكل متزايد في كل مكان وكثيرا ما تسمع القرءان المرتل او المجود يبثق من خلال مكبرات الصوت وكأن ارغام الاخرين على سماع القرءان فيه مثوبة لفاعله ...
الشيطان في محاولتنا البحثية المنشورة هو خروج عن سنن الخلق ويمكن تقسيم الشيطنة الى قسمين (اولا) يخص العالم اللامادي العقلاني وفي هذا العالم تكون العقيدة بكاملها في وعاء عقلاني (لامادي) ولها تكوينتها بين قطبي العقل فمن (يشطن) فيض تيار اليمين العقلاني ويفقد فيض تيار اليسار (لا إيمان) فهو شيطان في الوصف العلمي القرءاني فيكون قد خرج من سنن التكوين فيكون شيطان الانس ومن الوعاء العقلاني ينتقل الاثر الى العالم المادي في تصرفات غير المؤمن المقدوحة في الوصف القرءان والمجتمعي كالسرقة ولعب القمار والاعتداء على الاخرين وغيرها كثير .. (ثانيا) عندما تكون عملية الخروج على سنن الخلق والتكوين بدءا من العالم المادي ومن العالم المادي تنتقل المؤثرات واثرها الى العالم العقلاني فيصاب الانسان بامراض العصر او غيرها من الامراض غير المعروفة الاسباب وتلك الامراض المجهولة السبب تمتلك في ايامنا قاموسا كبيرا تتراكم فيه المسميات المرضية بشكل مستمر مع استمرارية مجهولية السبب .
الأذن البشرية عضو في مخلوق الانسان تم بناء منظومتها التكوينية وفق نظم ترابطية في الخلق ... تلك الترابطية لها علاقة بالاصوات التي تتعرض لها تلك الأذن فيكون من فطرة العقل أن يكون الترابط بين قدرات الاصوات المسموعة الصادرة من الانسان والحيوان او أي نشاط اخر متناغمة مع تكوينة الاذن البشرية من حيث قدرتها التكوينية على تحمل قدرة الصوت ... عندما تقدم الانسان بالصناعة والتقنيات وبدأت الاصوات تتكاثر وفي نفس الوقت تمتلك قدرات طاقوية موجية مسموعة تفوق تكوينة الاذن فاصبح هنلك خروج كبير على منظومة التكوين (شيطنة) خصوصا وإن الانسان لا يستطيع ان يعيد بناء منظومة التكوين للاذن البشرية بحيث يستطيع العلم ان يطور قدرات السمع البشري برفع طاقة الاستماع وبالتالي فان الخرق لسنن الخلق افتعله الانسان من جهة وعجز عن معالجة الجهة الاخرى (الاذن البشرية)
تشير بعض الدراسات العلمية الى قدرات السمع للاذن البشرية وقد وضع قياس قدرة تحمل الاذن الانسانية وفق وحدة يرمز لها بـ dBm ويطلق عليه في البحوث المترجمة (ديسيبل) وهي وحدة قياس قدره تساوي 1 ملي واط ... أي كل 1000 ديسيبل تساوي 1 واط ووجدنا في بعض التقارير العلمية المترجمة الجدول التالي الذي يبين قدرة الاصوات الطبيعية التي تسجلها الأذن البشرية وهي تمثل قدرة تحمل الاذن محسوبة بوحدة الديسيبل
مصدر الضجة وقوة مستوى الصوت يقاس بوحدة (ديسيبل)
الحد الأدنى للاستماع لدى الإنسان صفر
احتكاك أوراق الشجر 20
محادثة هادئة 30
ضجيج متوسط في شارع 40
ضجيج متوسط في مكتب 50
كلام بصورة عادية ببعد 1 متر 60
شارع مكتظ 70
ساحب الغبار وهو يعمل 80
مقدح كهربائي 90
مقدح هوائي يعمل 100
ضجيج فوري, صفارة اسعاف 110
حد الأوجاع نتيجة الضجة 120
الجدول اعلاه لا يمثل ثابتة وتر بالنسبة لاثارتنا ذلك لان الاصوات المرتفعة تسبب ازعاج واضح للاذن البشرية وكثيرا ما يعلن الانسان انزعاجه منها وجاء في القرءان ما يؤكد الأمر لغض الصوت المرتفع
(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان:19)
فكيف يخالف المسلمون نصا قرءانيا (وأغضض من صوتك) وهم يستخدمون مكبر الصوت الذي يرفع الاصوات ويضخمها ..!! اليس ذلك دليل هجر القرءان ..!!
الجدول اعلاه يبين ان حد الازعاج (اوجاع) للاذن البشرية يساوي 120 ديسيبل وهو يساوي 0,12 من الواط وبالتالي فان مكبرات الصوت المعتادة 10 ـ 20 واط تعتبر مدمرة للاذن البشرية رغم ان توزيع الصوت على المساحة يقلل من قدرات الصوت الواصل للاذن ورغم ذلك فان القدرة الواصلة للاذن تعتبر في وصف (الضجيج) الذي يعبر منظومة التكوين الخاصة بالاذن واذا علمنا ان هنلك مكبرات صوت تصل الى 125 واط تستخدم في بعض الساحات الاحتفاليه فذلك يعني ان القريب من مثل تلك المكبرات الصوتية يصعق من قدرة الصوت العالية لذلك يتم وضع مثل تلك المكبرات على اعمدة مرتفعة ... ضجيج بعض الطائرات عند الهبوط والاقلاع يصل الى قرابة 100 واط وبذلك يتم ابعاد المطارات عن المناطق السكنية ومنح المدارج مساحات واسعة محاطة بالاشجار الكثيفة والعالية ..
الاستخدام المفرط لمكبرات الصوت فيها مس شيطاني مؤكد لخروج تلك الفاعلية على سنن التكوين الخاصة باذن الانسان والعلم لم يلج لحد الان المعارف التي تخص قدرات الخلايا على السمع رغم ان بعض التقارير تفيد ان الخلية تسمع وبالتأكيد فان القدرة السمعية لسنة التكوين فيها ستكون منخفضة اكثر من الاذن وان الضجيج يؤثر في عقلانيتها ...
الانسان قبل الحضارة تعرف على مساويء الضجيج ويردنا من تراث السابقين ان مصدري الاصوات العالية يعزلون في مشاغل خاصة (خانات) او في سوق تخصصي مثل سوق الصفارين ونرى مثلا ان الحرفيون بجملتهم ينتشرون في حارات وازقة المدن القديمة كالخياط واللبان والنقاش الا ان الصفارين معزولون في سوق خاص فيهم لانهم يستخدمون المطارق لطرق النحاس ... ومن تراث شريعة الاسلام وفي مستحبات المتقين دفع نوع من الاستحقاق التكليفي يطلق عليه (حق الدخانية) وهو ما يشبه الضريبة يدفعها المؤمنون المتقون لفقراء المدينة كرد مظلمة عن دخان يصدر من حرفتهم او غبار يتطاير من ركوبتهم او اصوات تزعج الناس تصدرها حرفتهم او ركوبتهم ... انه الاسلام اخوتي ... فكيف بنا اليوم ونرى المسلمون يكثرون من مكبرات الصوت في الاسواق والجوامع والحارات لطرح الشعارات الاسلامية او لقرءاة القرءان والقرءان القائل (وأغضض من صوتك) ... والغريب ان المسلمين امتعضوا من القرار السويسري بوقف بناء المآذن ولعل اطلالة بسيطة على كنائس المسيح (بلا مكبرات صوتية) تمنحنا فهما اضافيا عن السبب الجماهيري الذي تم عليه التصويت لمنع بناء المآذن في سويسرا ..!! رغم اننا على قناعة ان القرار السويسري موجه للمسلمين بصفته القاسية الا ان المبررات الشعبية التي اعتمدت تلعب دورا في منح اعداء الاسلام بطاقة العدوان
نحن لا نعرف الشيطان ... ولا نعرف الشيطنة والمس الشيطاني ... المسلمون يطيعون رواد الحضارة ... طاعة الله في قاموس مغلق لا يعرفه الناس ... وإن عرفناه اليوم ..!! فهل فات الفوت علينا ... ولا رجوع ...!! ذلك يرتبط بتوفيق المسلمين ورغبتهم في طاعة الله قبل طاعة سادة العلم والصناعة ...
تلك اثارة تذكير .. من شاء ذكر ... ان الذكرى تنفع المؤمنين
الحاج عبود الخالدي
تعليق