هى ان يجمل الادب قيم ومثل وتعاليم الدين الاسلامى الحنيف من خلال توظيفه لمعالجة كافة قضايا الامة والحياة بشكل عام فيصبح الموضوع والشكل يحمل الصبغة الاسلامية البحتة
ولكى يتفق مع هذه الصبغة بمعنى ان يكون ادب اسلامى يجب اولا ان يتصف بالالتزام بكل ما فى هذا الدين من تعاليم وقيم ومثل ويجب ايضا ان يتصف بالمصداقية التى تعبر بصدق عن مضامين هذا الدين الحنيف وبالتالى يعطى الصورة الحقيقية والوضوح التام ولا بد بالضرورة ان يمتلك الكاتب المقدرة التى تؤهله لذلك بمعنى ان يكون على قدر واسع من الاطلاع على قيم ومثل هذا الشرع السمح وعليه ايضا الاستمرار على هذا النهج القويم فالاستمرارية تعطى الصبغة الاسلامية لما يكتب فى مجال الادب
وممن ابدعوا بهذا المجال قديما نذكر شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وعبد الله ابن رواحة والفاروق وكعب بن زهير وعمر بن عبد العزيز وغيرهم رضوان الله عليهم
اما حديثا فنذكر احمد شوقى ومحمد قطب ومحمد اقبال ومحمد الرابع الندوى وابو الحسن الندوى الخ جزاهم الله عنا كل خير
ونستطيع ان نذكر بعض المؤلفات التى كانت تحمل هذه الصبغة /
- منهج الفن الاسلامى / محمد قطب
- فى الادب الاسلامى المعاصر / محمد حسن بريغش
- نظرات فى الادب / ابى الحسن الندوى
- ادب الصحوة الاسلامية / واضح الندوى
- نحو مذهب اسلامى فى الادب والنقد / عبد الرحمن الباشا
وهناك الكثير من المؤلفات لا يتسع المجال لذكرها فالحمد لله الذى هيىء لهذا الدين اقلام تحمل قيمه ومثله بهذه الصورة المشرقة المشرفة
وفى الواقع انتشر هذا الادب السامى فى جميع انحاء العالم وشكلت منتديات وروابط ادبية تضم ادباء جل ابداعاتهم فى مجال الادب الاسلامى
ومن جميل القول ان يكون هذا الادب الراقى يحمل الصبغة الاسلامية فى الشكل والمضمون - جملة القيم والمثل الاسلامية - والبناء وبالتالى يسود التصور الاسلامى فى كافة فنون واشكال الادب التى هدفها الاسمى بنظر كل منصف السمو بالنفس الانسانية دون ادنى معارضة للمضمون الجليل لكافة القيم الاسلامية وما اكثرها
اما بخصوص الغاية المثلى التى يحملها الادب الاسلامى هى وجود المضمون الهادف والذى يترتب عليه ترسيخ الاعتقاد وتثبيت القيم السامية الثرة فى النفس البشرية وما اروعها من قيم حملتها اجل رسالة الى البشرية جمعاء
وعليه فالوسيلة المتبعة فى الادب الاسلامى بصوره كافة توصل بالضرورة الى الهدف الاسمى بمعنى ان لا يحمل الادب غاية لذاته بل يوصل الى هدف كما اشرنا سابقا - ترسيخ جملة القيم الاسلامية - وهى القيم التى تتفق بالحكم مع الفطرة الانسانية السليمة على اعتبار المصدر كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام والتاريخ الاسلامى بكل ما حوى من عظمة
ومن المؤكد ان صنوف الادب المختلفة من شعر ونثر وقصة الخ يمكن مجاراتها من خلال الفكر الادبى الاسلامى كونه يتلائم مع شتى صنوفها بل يفوقها قطعا باعتبار المصدر والاستمداد اولا وسعة اللغة - لغة القران - التى تعجز امامها كل اللغات على الاطلاق
على كل الاحوال يكفى الادب الاسلامى مصادره الثرة فقط اخذين بعين الاعتبار ان المبدع بهذا المجال ربما يكون مسلما فقط غير عربى عندها مخزونه الاسلامى جدير ان يجعله من المبدعين فحسب
لو امعنا النظر واعملنا العقل لوجدنا ان الادب الاسلامى يمتلك ميزة قد لا يملكها الاخر الا وهى عدم الجنوح او الانحراف باعتبار الضابط له اسس وقواعد الدين الحنيف
اما بقية صنوف الادب الاخرى يمكن ان تنحرف عن المسار لانه لا ترتكز الىاساس وضابط متين وهذه الميزة فى الادب الاسلامى يلمسها كل مهتم ودارس للادب بشتى صنوفه
على كل الاحوال نجد فى الاداب الاخرى الاغراق فى التزام مذهب بعينه يؤدى بهذا الادب الى الانحراف - كلاسيكى وجودى رومانسى الخ - وهذا يؤيد بالفعل صورة الالتزام بالضابط - الادب الاسلامى - الحق المستند الى معتقد يحمل فى ثناياه كل ما هو جميل للانسانية جمعاء ويسمو بها الى ما تقبله الفطرة السليمة الا وهو الاسلام العقيدة والشريعة
هذا كله جعل خيرة كتاب الغرب - الاخر - ينظرون الى الادب الاسلامى انه الاوحد الذى يمتلك صفة ** الواقعية ** التىتحاكى النفس الانسانية حتى بادنى مكنوناتها وهذا جعلهم يقفون بكل اجلال واحترام لشريعة جعلت حملة اقلامها على هذه الصورة ولمن التزم بنهجها واتخذها القدوة والمثل بكل اعماله
فعلى سبيل المثال لا الحصر نلمس هذه الواقعية وبابهى صورها فى كتاب الله جلت قدرته - قصة يوسف - عليه السلام فهى من الاتقان المعجز ببناءها وفنياتها المتجانسة الاداء وهذا يعلمه كل مبدع علم اليقين كيف لا
وهو كلام الله التىتنعدم دونه القدرات جلى وعلى
اذن الادب فى الاسلام ياءبى الزيف والانحراف بل هو ادب حقيقى ومستقيم هدفه نبيل وغايته اسعاد بنى البشر بالتالى فهو ادب ليس عليه قيد او مانع بل هو طليق فى ظل حضارة امدت البشرية بكل ما وصلت له علىاعتبار المصدر الذى لا يضاهيه اخر
ما دام هذا الانطلاق فى مصلحة بنى الانسان رغم انف كل الاقلام التى حاولت ان تشوه ذلك - جهلا ام قصدا - فلا متالب ولا عيوب بل هى حجة دامغة قاطعة على كل من يتطاول لان العجز امام هذه العظمة حاصل لا محالة
باعتقادى ان الانفتاح على كافة الاصناف الادبية لا تعنى بالضرورة السير على خطاها بل تهذيب تلك الاعمال وهذا بنظرى اعتقاد كل منصف يهمه التزام الحق والحقيقة - فهى حضارة اسلامية الصبغة - فانعم بالسلام وبحضارته
وعليه بالمحصلة يجب ان تكون الاسلامية فى الادب موفقة للفطرة الانسانية السليمة
وليس من العدل ايضا زج الاسلامية فى الادب مع غيرها من المذاهب الاخرى لانها مهما بلغت لا ترقى مستوى الادب الحامل الصبغة الاسلامية
علما بان الاسلامية كمذهب ادبى لا ترفض التعايش مع الاخر على اعتبار طبيعتها وقيمها واساسها الذى احتوى الاخر فصفة الشمول والمرونة والعالمية الخ من صفات ديننا الحنيف السمح فالاداب الاخرى لا بد من وجود مثالب وعيوب وهذا ثابت ومتبت وهذا ما يرفضه الادب الاسلامى على اعتبار السند والمستند والمنطلق
فى الواقع الكتابة بهذا الموضوع لا يمكن اجمالها بمقال فهى من السعة لتجعله يضيق على كاتبه
فالادب فى ظل الاسلام ذو اثر عالمى ونزعة شاملة ورؤيه تطال الكون بقضه وقضيضه الا يكفيه الموافقة بين الواقعى والغيبى والتوئمة بين المادى والروحى وجانس بين المختلفات بتابتها ومتغيرها والمطلق والمحدود بالكل والجزء لطالما اسعاد بنى البشر هدفه فهذا واقعه المعجز فانعم بحضار ة وانعم بادبها
الكاتب // طارق فايز العجاوى
تعليق