كيف خـُلق أول إنسان
من اجل حضارة عقائدية معاصرة
ترسخ عند حملة العقائد جميعا ان الخالق خلق نموذجا واحدا من مخلوق الانسان وكان من الطين ومن ثم نفخ فيه وصار انسانا وبعدها خلق الله زوج ذلك الانسان وتزاوجا فتكاثر الانسان كما نراه اليوم عبر اجيال متعاقبة حتى يعد اليوم باكثر من ستة مليارات انسان على وجه الارض .
تلك التصورات تشترك فيها مجمل العقائد تقريبا مع بعض الاضافات والحواشي الا ان القاسم المشترك هو ان الله خلق نموذجا واحدا اسمه ءادم في لغة العرب ...
التساؤل الذي يتفجر في فطرة العقل أن (لماذا نموذجا وحدا ..؟؟) فمن يستطيع ان ينتج شيئا ما فهو دليل استمرار قدرته على انتاج مستمر فلماذا استخدم الخالق منهج خلق انسان واحد ..!
ذلك هو تساؤل اثارة وليس سؤال عقيم خصوصا وان الفقهاء احتاروا بعدما ترسخ في فقه القول عندهم نظرية (خلق الرجل الواحد وانثى واحدة) فقام عندهم في فقه القول ان كيف قام ذلك الواحد بتزويج بناته واولاده من رحم واحد فكان عقم العقل في تصور أي شكل من اشكال الخروج على سنن التكوين التي رسخ الله عدم تحولها وعدم تغيرها ومن ذلك العقم في التصورات استعرت الاراء في اختناق فكري واضح ما كان له ان يكون الا عندما رسخت راسخة خلق الرجل الواحد
الماديون اوغلوا في التصورات ففقدوا مقودهم العقلي فاقاموا مدرسة اصل الانواع على تصورات عقيمة لا مساس لها بالواقع العلمي رغم ان المروجين لمدرسة اصل الانواع بذلوا الغالي والرخيص والجهد العنيد لاثبات اراء شيخ ضلالتهم الا ان افكار اصل الانواع انهارت عند تقدم المفردة المعرفية واصبح علماء الهندسة الوراثية هم الاكثر تسفيها لاصل الانواع .
اذا كان خلق الانسان تاريخيا قد بدأ بانسان واحد فقط فكيف نفهم الأطوار البشرية المختلفة في الاسود والابيض والاسمر والطويل والقصير اضافة الى ماكشفه العلم من تباين تكويني جسدي للبشر بشكل عام كما اكد علماء الهندسة الوراثية التباين التكويني في بنية الجين وبنية الكروموسومات وهل يقبل العلم ان تكون مصدرية تلك الأنواع من نوع واحد وكيف ..؟
ربما يرى العقل ان الاختلاف والتباين قد حصل نتيجة لـ (طفرة وراثية) تبعتها طفرة وطفرة عبر الزمن الطويل لعمر الانسان وعند تزاوج تلك الطفرات مع بعضها قام التباين الهجيني في الوان الشعر والعين والبشرة فاصبحت الاطوار التي يحملها الانسان متباينة كثيرة ...
العلم المادي استطاع التعرف على شكلية الطفرة الوراثية بصفتها الجينية او الكروموسومية في الناقل الوراثي ولم يجد العلم تفسيرا علميا واضحا للطفرة الوراثية في الزمن السحيق الا من خلال الاعتراف بـ (الصدفة) فقط والصدفة هي المحور الذي بنى عليه التطوريون نظريتهم في اصل الانواع على فرض ان (الصدفة) هي دائما ايجابية النتاج اما علماء الهندسة الوراثية المعاصرين يملكون الان ناصية حديثة عن الطفرة الوراثية وهي البديل عن مفاهيم (الطفرة الوراثية) تحت نشاط (التعديل الوراثي) عندما يتدخل العلماء الماديون تدخلا صناعيا في بناء الجينات الوراثية وهو اثبات علمي يجب ان يحتظنه العقل الانساني في ثابتة عقل لا فرار منها تؤكد ان الصدفة غير قادرة على تطوير المخلوق كما يتصور التطوريون اذ لا بد ان يكون هنلك نشاط عقلاني برامجي يسبق النشاط المادي لتكون عملية الطفرة الوراثية تحت عنوان ايجابي الا وهو (التعديل الوراثي) ... فهل تتوائم النتائج بين (الطفرة الوراثية) و (التعديل الوراثي) كصفة لتباين واضح في طبيعة البناء الجسدي (اطوار) .. رغم ان الصدفة لا يمكن ان تكون تطور فتطور الاطوار يرفض في العقل ان تكون الصدفة تطورية الصفة
القرءان يتدخل في النقطة فيحسم التصورات ليضع ثوابت واضحة البيان لا تقبل الريب
(وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً) (نوح:14)
فكل صنف من اصناف البشر (جسديا) هو في الخلق الاول ولن يكون التباين بين البشر نتيجة طفرات وراثية او تعديلات وراثية بل هو في الخلق بدلالة نص لا ريب فيه وعلى حملة القرءان ان يعترفوا بثابت البيان القرءاني وان الله لم يخلق نسخة بشرية واحدة (ءأدم) بل خلق اعداد بشرية كبيرة في نقطة البداية للخلق ... ذلك اذا اردنا الفضول العلمي على نقطة البداية في خلق الانسان ... اما اذا اردنا ان ننظر الى الخلق القائم في خلق الانسان فيكون كل جنين في رحم امه هو (ءأدم) ويخضع الى قانون الخلق فالله لن يغادر موقعه في الخلق من خلال اطلاق الخلق الاول وتحويل الخلق الى منظومة تلقائية التكوين والاستمرار وكأن الله يمارس الخلق في خط البداية فقط ... فكيف يكون بيده ملكوت كل شيء .. وهل الله هو رب البدايات فقط ..؟؟
اذا كان الله رب البداية ..؟؟ فمن رب هذا اليوم ..؟؟ والتساؤل الاكبر
هل الله خلقني ..؟؟ او ان الله خلق الابوين ..؟؟
ومن ذلك التساؤل كيف تكون نظرية خلق الرجل الواحد راسخة في العقل ونحن ابناء الاباء والامهات .. فهل الرب هو مجرد متفرج على تلقائية خلق الانسان ..!!
في تلك النقطة يجيب العقل بفطرته .. فتقوم العقيدة في اعمق نقطة في العقل
ان الله هو الرب الخالق لكل صغيرة وكبيرة في الكون ... خلق امي وابي .. نزولا الى بداية الخلق ... اطوارا مختلفة .. في اللون .. في الطول .. في الاداء الجسدي ... وتباين لا حصر له ... واستمرت خارطة الخالق تتكرر كنظام .. ولكنها لن تتكرر في التكوين ... فلو جمعت مستلزمات خارطة جسد الانسان لتفعيلها بموجب تقنيات العصر فهل يكون انسان مخلوق كما قالوا في الاستنساخ ..!!
من خلال الفشل الكبير لجهود الاستنساخ تقوم في العقل ضابطة منضبطة ان البشرية يجب ان تغادر منهجية (التصورات) وان البشرية لن تصل الى المثالية في برامجية العلم المبنية على تصورات العلماء بل لا بد ان يركع البشر للرب الذي خلقني انا الان وإن خلق ابي وامي فهو ربهم هم وهو ربي انا فهو الخالق الذي لا يغادر مقعده ولا تاخذه غفوة او نوم ولا يمكن ان يكون البديء في خلق الانسان نموذجا واحدا فقط ولا يمكن ان يكون انسان اليوم مستنسخا من منظومة الجينات او من منظومة تزاوج الابوين بل لا بد من دراسة العقيدة من خلال كتاب سماوي لا ريب فيه وقطع دابر التصورات الانسانية .
الحاج عبود الخالدي
تعليق