حديث عن آية ( الزمن ) على ضوء آية (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الافاضل الباحثين والمتتبعين الكرام
لعل آية ( الزمن ) من الآيات التي وقف عندها ( العقل ) البشري العاشق والباحث عن سبر غور ( الحقائق ) تائهاً و حائراً !!..لآنها من ( الآيات الكونية ) التي لا تملك لذاتها (سلطانا ) ، فسلطانها بيد الله ( وحده ) فالزمن يحكمنا بقدرة الله تعالى ولا نحكمه !!.. يسيرنا ولا نسيره ..!! يقيدنا بشعبه ولا نقيده..!!
عشنا الماضي لا نملكه ، ونعيش الحاضر بذاته ولا نملك الا ساعته التي (تأتينا بغثة)، والمستقبل مجهول نعدمه !!
ولعلنا نقتبس من السطور الحكيمة والعلوم الكبيرة لفضيلة الحاج عبود الخالدي هذا البيان ، الذي يكشف لنا مدى ( عصية ) حقيقة الزمن علينا وعلى مداركنا ومعارفنا :
تأكيد لا بد منه
علوم الزمن من اكثر العلوم ظلاما في المعارف البشرية ولم يكن العقل البشري بماضيه وحاضره قادرا على فك لغز الزمن ومن تلك الصفة فلن يكون جوابنا طموحا في نقل البيان من سطور موجزة الى المتلقي ... لغز الزمن يحتاج الى وسعة علم القرءان لكشف بعضا من اسراره ونظمه وتكوينته ..
كما يسعدنا ان ننقل لمسامعكم الفاضلة بعض بحوث ( المعهد ) التي ناقشت آية ( الزمن ) بفقه ( علمي ) كبير
قارورة الزمن
وقف الزمن !!
ولعلنا نمضي بخطى ثابثة لمناقشة هذا ( الملف ) وفتح آفاق معرفية اخرى به ، امام عظمة هذه ( الاية ).. آية الزمن !! ، وما عساها تحمل من كنوز ( علمية ) فيها من الاهمية وايضا من الخطورة على حد سواء .
والمفتاح العلمي الذي سنناقشه هذه الساعة يكمن في آية : (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا(13)
فهي آية شريفة كريمة تحمل من البيان القرءاني الكثير ، ينقسم بيانها الى 3
آيات متواليات في (العلم) :
1ـ لفظ (أَلْزَمْنَاهُ)
2 لفظ وآية (طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ)
3ـ آية سجل الزمن الاخر : (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا)
الآية المتوالية الاولى والثانية تتحدث عن حياة الإنسان في ما يعيشه من ( زمن ) في سيرته حتى مماته وفيه ( ماض ،وحاضر ومستقبل ) .. اما المتتالية الثالثة فتتحدث عن ( الزمن ) الأخر المرتبط بيوم ( القيامة ) حين ينشر ( الكتاب ) ويجد الانسان ما عمله حاضرا .
سيكون تركيزنا بالتأكيد على الاية ( الاولى ) و( الثانية ) وبخصوص لفظ ( ألزمناه ) ولفظين ( العنق ) و ( الطائر) ..ونتذكر ونذكر الاخوة اننا نتحدث عن آية ( الزمن ) !!..لنرى ؟!
1 ـ " أَلْزَمْنَاهُ" : نرى حضور بارز لجذر لفظ ( الزمن ) !!.. وان كانت ايضا تحمل دلالات لفظ ( لزم ) !!
نقول : كفن .. الكفن ... الكفناه
زمن .. الزمن .. الزمناه .. ـ نلاحظ دخول حرف ( الهاء ) دخولا بارزا على لفظ ( الزمن ) ، وهي دلالة توافق ( الحركة الدائمة ) الدائرية لخاصية الزمن ( الماضي ، لمستقبل ، الحاضر )
نمضي الى المتتالية التالية :
ألزمناه ماذا : ماهو الشيء المتجانس مع حركة ( الزمن ) وهو صفة مادية اخرى له ؟؟ ما هو الشيء الذي يكون مع زمن ( الانسان ) لصيقا به : نقرا بيان الحقيقة والجواب في الآية الكريمة (أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ) ..اذن هو ( الطائر ) .. ما معنى لفظ ( الطير ) والطائر في القرءان عموما ، فذلك اللفظ لوحده ( من وراءه ) حقائق عظمى من ( علوم الكتاب )
فالطائر جاء ذكره في عدة مواضع من آيات القرءان الكريم ، نذكر منها :
قال تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة : 260
قال تعالى (وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران : 49)
(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) النحل : 79
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) النور : 41)
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) النمل : 16)
(وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) النمل (17)
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) الملك : (19)
(وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ) ص 19)
(أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) سبا
11
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) يوسف :
36
36
بالمعهد : ذكرت العديد من البحوث واخصها بالذكر لفضيلة الحاج عبود الخالدي التي تفصل اسرار لفظ ( الطير ) ودلالته بالقرءان . نذكر منها على سبيل المثال والاستشهاد :
ا
سر العقل والسماوات السبع السماء السابعة
لطير هو ذلك المخلوق الذي يطير في السماء وبنص قرءاني
(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل:79)
واثارة في العقل ... هل يقصد ربك ذلك الطير الذي نعرفه ..؟؟ اليس الطير يصطاده الصياد ويمسك به ؟؟؟ فكيف (ما يمسكهن الا الله) ... !! تلك اثارة تدير العقل باتجاه معاكس ... ذلك ما يؤكده ربك في القرءان
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) (الملك:19)
الم يروا ...؟ ماذا ..؟ طير فوقهم صافات ... يقبضن ... ماذا يقبضن ...؟ وهل الطيور التي نعرفهن فوقنا يقبضن شيئا ...!! انها رجرجة عقل تساوي ثقل عقل الانسان بكامله ... !!
سر العقل والسماوات السبع السماء السابعة
(
ظهور الدين في مختبرات المعاصرين
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة:260
ثبات حقيقة احياء الموتى من قبل الله قائم في عقل ابراهيم الا انه اراد ان يمسك بـ (الكيفية) فنقله ربه الى وعاء التطبيق الميداني (قال فخذ اربعة من الطير ..) ... تلك هي منهجية الحقيقة العلمية العقائدية فيكون لثبات الحقيقة فاعلية عقل تبدأ قبل فاعلية الميدان المادي
ما استمعنا اليه اعلاه يضع بين أيدنا اشارات ومفاتيع علمية ( دقيقة ) لمعرفة كينونة ( الطير ) ولما كان حضوره ملاصق مع آية ( الزمن ) ..في آية تنطق برهانا وحقا؟..
وعلينا استخدام ( القليل ) من المدركات العقلية لنصل الى الحل ( الشفرة الاخيرة ) للغز ( الزمن ) و ( الطير )
وفي آخر حديثنا سيقى جانب هام آخر من لاية ( نخصص ) له عودة ( باذن الله تعالى ) .. لمعرفة ما علاقة ( العنق ) بجل ( آية ) الزمن ..!! رغم ان المعنى قد يكون واضحا ولكن قد نضيف كلمة بسيطة : نسمعها للاخوة الافاضل المتتبعين معنا هذه السطور ( المتواضعة ) .
فالعنق هو الذي يفصل حركة ( العقل ) عن ( الجسد ) وهو أيضا الذي يربيط بين ( الحركتين ) حركة في ( اللامادية ) ينص عليها العقل وحركة ( مادية ينص ) عليها الجسد !!
وللحديث بقية .. ياذن الله
شكرا لمتابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله
الباحثة وديعة عمراني
تعليق