لفظ ( السماء ) اسم ( مؤنث ) ام ( مذكر ) ؟!
( إذا السماء انفطرت .. منفطر )
يقول تعالى ( إذا السماء انفطرت ) الإنفطار : 1
و قوله عز وجل ( السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً) المزمل: 18
و قوله عز وجل ( السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً) المزمل: 18
سؤال يوجه الكثير من الاخوة وطُرح كذلك في العديد من المنابر الدعوية ـ والهدف من طرح ( السؤال في المعهد ) لنشر البيان في هذه ( الاشكالية اللغوية ) باللسان العربي المبين
السؤال يقول :
((لماذا لم يقل ( السماء منفطرة ) فالسماء مؤنثة كما رأينا في الآية الأولى ؟
بعض ما قيل في نص الردود : وهو منقول لاقامة البينة من تلك الاختلافات الكثيرة في تفسير ذلك ( اللفظ )
الجوهري : السماء تذكر وتؤنث أيضا ، وأنشد ابن بري في التذكير :
فلو رفع السماء إليه قوما ، لحقنا بالسماء مع السحاب
وقال آخر :
وقالت سماء البيت فوقك مخلق ، ولما تيسر اجتلاء الركائب
. اهـ لسان العرب .
قال ابن عاشور :ووصف السماء بمنفطر بصيغة التذكير مع أن السماء في اللغة من الأسماء المعتبرة مؤنثة في الشائع.
قال الفراء:السماء تذكَّر على التأويل بالسقف لأن أصل تسميتها سماءً على التشبيه بالسقف، أي والسقف مُذكر والسماء مؤنث، وتبعه الجوهري وابن برّي، وأنشد الجوهري على ذلك قول الشاعر:
وأنشد ابن برّي أيضاً في تذكير السماء بمعنى السقف قول الآخر:
وقالت سماءُ البيت فوقَك مُخْلَقٌ * * * ولمَّا تَيَسَّر اجْتِلاَءُ الركَائب
ولا ندري مقدار صحة هاذين الشاهدين من العربية على أنه قد يكونان من ضرورة الشعر.
وقيل: إذا كان الاسم غير حقيقي التأنيث جاز إجراء وصفه على التذكير فلا تلحقه هاء التأنيث قياساً على الفعل المسند للمؤنث غير حقيقي التأنيث في جواز اقترانه بتاء التأنيث وتجريده منها، إجراء للوصف مجرى الفعل وهو وجيه.
ولعل العدول في الآية عن الاستعمال الشائع في الكلام الفصيح في إجراء السماء على التأنيث، إلى التذكير إيثاراً لتخفيف الوصف لأنه لما جيء به بصيغة منفعل بحرفي زيادة وهما الميم والنون كانت الكلمة معرضة للثقل إذا ألحق بها حرف زائد آخر ثالث، وهو هاء التأنيث فيحصل فيها ثقل يجنَّبه الكلام البالغ غاية الفصاحة ألا ترى أنها لم تجر على التذكير في قوله:
{ إذا السماء انفطرت }[الانفطار: 1]
إذ ليس في الفعل إلاّ حرف مزيد واحد وهو النون إذ لا اعتداد بهمزة الوصل لأنها ساقطة في حالة الوصل، فجاءت بعدها تاء التأنيث.اهـ التحرير والتنوير .
وقال الآلوسي :وقيل: إذا كان الاسم غير حقيقي التأنيث جاز إجراء وصفه على التذكير فلا تلحقه هاء التأنيث قياساً على الفعل المسند للمؤنث غير حقيقي التأنيث في جواز اقترانه بتاء التأنيث وتجريده منها، إجراء للوصف مجرى الفعل وهو وجيه.
ولعل العدول في الآية عن الاستعمال الشائع في الكلام الفصيح في إجراء السماء على التأنيث، إلى التذكير إيثاراً لتخفيف الوصف لأنه لما جيء به بصيغة منفعل بحرفي زيادة وهما الميم والنون كانت الكلمة معرضة للثقل إذا ألحق بها حرف زائد آخر ثالث، وهو هاء التأنيث فيحصل فيها ثقل يجنَّبه الكلام البالغ غاية الفصاحة ألا ترى أنها لم تجر على التذكير في قوله:
{ إذا السماء انفطرت }[الانفطار: 1]
إذ ليس في الفعل إلاّ حرف مزيد واحد وهو النون إذ لا اعتداد بهمزة الوصل لأنها ساقطة في حالة الوصل، فجاءت بعدها تاء التأنيث.اهـ التحرير والتنوير .
وكان الظاهر السماء منفطرة بتأنيث الخبر لأن المشهور أن السماء مؤنثة لكن اعتبر إجراء ذلك على موصوف مذكر فذكر أي شيء منفطر به.
والنكتة فيه التنبيه على أنه تبدلت حقيقتها وزال عنها اسمها ورسمها ولم يبق منها إلا ما يعبر عنه بالشيء.
وقال أبو عمرو بن العلاء وأبو عبيدة ولكسائي وتبعهم منذر بن سعيد التذكير لتأويل السماء بالسقف وكأن النكتة فيه تذكير معنى السقفية والإظلال ليكون أمر الانفطار أدهش وأهول.
وقال أبو علي الفارسي التقدير ذات انفطار كقولهم امرأة مرضع أي ذات رضاع فجرى على طريق النسب، وحكي عنه أيضاً أن هذا من باب (الجراد المنتشر) و(الشجر الأخضر) و(أعجاز نخل منقعر) يعني أن السماء من باب اسم الجنس الذي بينه وبين مفرده تاء التأنيث، وأن مفرده سماءة واسم الجنس يجوز فيه التذكير والتأنيث فجاء منفطر على التذكير. اهـ روح المعاني.))
................
هذا ما نوه عليه سؤال الاخوة ..ونرغب ببيان هذا الاختلاف بموجب التاويل الواضح للفظ من دلالات ( علم الحرف القرءاني ) باللسان العربي المبين
مع جزيل الشكر ووافر التقدير
السلام عليكم
تعليق