القربى الى الله .. والخطاب الديني
من أجل معرفة حدود التكاليف الدينية
في الخطاب الديني الاسلامي وسعة واسعة جدا في صفة تفعيلية للتقرب الى الله ولعل الباحث المستقل في التراث العقائدي والتعاليم الدينية لعموم المسلمين سيجد ان صفة التقرب الى الله هي الهدف الاول والاخير من الممارسة الدينية سواء كانت الممارسة فكرية (الفكر الايماني) او كانت الممارسة منسكية في صوم او صلاة او حج او أي منسك عقائدي اخر .
الله سبحانه لا يمتلك صفة مادية ولا يمتلك كيانا فكريا تبادليا فالعقل البشري بكامل نشاطه لا يمتلك أي قدرة على ادراك الصفة المادية او الصفة الفكرية لله سبحانه وبالتالي كان ويكون الاقتراب لله أنشطة عائمة تتحكم بها الاراء الفقهية وتصل احيانا الى حد (الفنون) الخطابية بنبرة القول او البكاء المنبري وهم يتلون معها الخطاب الديني الوانا فاقعة لانها لا تمتلك رابط السببية بين نشاط التقرب ونتيجته فلا يمتلك احد من المصلين او الصائمين أي علاقة سببية لها نتيجة واضحة في تلك القربى الى الله ولا يعرف احد الناس كيف اقترب الى الله فكرا او مادة مما ادى الى تميع الخطاب الديني وضبابيته بين اوج التطرف الديني و حضيض التمسك بالدين فترى المسلمين اما متطرفين في الدين لغايات صعبة القبول مثل ذلك الذي يطلق لحيته قربة لله او يقوم بتقصير قميصه قربة لله وذلك الذي لا يمارس من الدين شيئا ملموسا سوى ان صفة الاسلام ذكرت في بطاقته المدنية وهو يتمسك بصفته الاسلامية وكان الاسلام حزب متحزب وكلا الوصفين هما من موصوفات الاسلام فمن قال الشهادتين فهو مسلم ومن يمارس القتل التكفيري ومن يمارس الانتحار التفجيري في تطرف ديني خطير هو مسلم ايضا .
كثير من الناس اعتمدوا الاكثار من الصلاة في القرب الى الله وكثير من الناس استخدموا الصدقات في القربى الى الله ومنهم من يكثر من الصوم ومنهم من يحج كل عام ومنهم من يتخذ الدروشة (التصوف) وجميع تلك الممارسات وان صحت في الاسلام الا انها لا تمثل الوسيلة المطلقة في القربى الى الله بدليل ان كثير من اولئك المصلين او الصائمين او غيرهم لا يتمتعون بغطاء إلهي تأميني فمنهم من يصاب بالسرطان وهو فحشاء جسدية ومنهم من يفقد كثيرا من الصفات الدنيوية التي تتعارض مع نتيجة القربى الى الله فاقرباء الله لن يكونوا معذبين في الارض لان الله قد جعل الارض مسخرة لاقربائه .... !!!
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62)
تلك نتيجة قربى الله (لا خوف ولا حزن) فحين نرى من هو في خوف او في حزن في دنياه انما هو فاقد لولاية الله ولا يمتلك القربى بمفهومها التطبيقي وكل ما يمتلكه المتقرب من ممارسات يجب ان تخضع للتعير والتمحيص وتلك فطرة عقل بشري في وجوب (التحاق النتيجة بالفعل) فان لم يكن للمارسة نتيجة مبينة فذلك يعني ان الممارسة تستوجب التعيير او التصحيح فمن يكثر من الصوم والصلاة وغيرها من الممارسات عليه ان يحصد نتيجة غلته لانه اقترب من وليه الله فان لم تتحقق النتيجة فذلك يعني (بلا ريب) ان هنلك خلل في الممارسة سواء كانت فكرية او منسكية مادية
اسرف الخطاب الديني في موصوفات افعال التقرب الى الله وتكاثرت النصائح العقائدية في القربى الى الله وتضخمت التعاليم المؤدية الى قربى الله حتى حصل اسفاف في كثير منها حتى وصلت الى التصوف والاعتزال تحت عناوين القربى الى الله وتكاثرت السبل القاسية عند المتطرفين فحصل ما تمت تسميته (جلد الذات) من اجل القربى الى الله دون ان تتحقق نتيجة تلك القربى مما جعل المسلمين في سلم متدني بين الامم وجعلهم الاقل قدرة على مواجهة المد الحضاري المستعر بكثير من السوء
اتصفت سبل القربى الى الله بثلاث محاور تنفيذية ناشطة يمكن رصدها
المحور الاول : التفعيل المادي المنسكي سواء باقامة المناسك (الواجبات) قيامة مضاعفة تزيد عن حد التكليف او باقامة الممارسات الطوعية (المستحبات) مثل قراءة القرءان او استخدام زي خاص بالملبس او الاكثار من قراءة الادعية المكتوبة او تقمص حياة السابقين من السلف الصالح او استخدام السنة النبوية الشريفة بصفتها المنسكية مثل صبغ الحناء او عمل الحجامة وغيرها
المحور الثاني : التفعيل الفكري في اقتراب العقل من الله وهو ما سماه الفقهاء (ما وقر في القلب) وهو الاخطر تأثيرا في نفوس المسلمين والاكثر استخداما في الخطاب الديني ... المحور الفكري في القربى الى الله اتسع وسعة مفرطة الى درجة اخرجت الله من صفته التكوينية في عقول الناس وتحول الله الى ما يشبه الامبراطور (الجبار المتكبر القوي المهيمين العزيز .. الـ ... الـ ..) وجميعها صفات فكرية جعلت القربى الى الله وكأنها القربى الى موضوعية السلطنة وصاحب الامر وكأن الله يتعسف على عباده الذين لا يتقربون اليه زلفى كما يفعل الجبابرة ..!!
المحور الثالث : هو المحور المزدوج والذي يخلط بين الماديات في القربى وبين الفاعليات الفكرية في القربى وتلك الصفة يختص بها فئوية من المسلمين يكثرون من التقرب الى الله بمنسكهم وبتفكرهم ولهم مسمى معاصر اطلقه الاعلام الغربي بـ (الاصوليون) ..!!
الفكر البشري يدرك بشكل واضح (مبين) ان لكل فعل ردة فعل تكون نتيجة له وبالتالي فان عملية تعيير مسالك القربى الى الله لا بد ان تخضع لادارة العقل في زمن النشاط والممارسة التقربية الى الله ولا يمكن القبول بـ (التأجيل) الذي ينادي به الخطاب الديني الجماهيري حين يصف الدنيا بالسوء سواء كان الشخص عابدا زاهدا او فاسقا ولا يمكن القبول ان ان نتيجة افعال القربى الى الله تنحسر لما بعد الموت ... لا بد للقربى ان تؤتي ثمارها في زمن فعلها فهي صفة (تقريب) لها مضامين ظاهرة القرب ولا يمكن قبول التأجيل في فطرة العقل الساعي ليمسك كل نتيجة فعل كما ان تأجيل نتيجة القربى (الثواب) الى ما بعد الموت يتعارض مع نصوص قرءانية كثيرة منها
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
ففي النص الشريف (لنحيينه) بصفة موصوفة (حياة طيبة) وهي لن تكون بعد الموت يقينا وبلا ريب ... في رصد مجتمعي نسوقه على هذه السطور يغني المقاصد التي نسعى اليها فقد كان من معارفنا رجلا صالحا بكل مقاييس الخطاب الديني فهو يكثر من الصلاة كثيرا ويكثر من الصوم ويكثر من الادعية ولا نراه مرة الا وهو يسبح بحمد الله او يستغفره ... اصيب ذلك الرجل بداء المفاصل حتى اقعدته تلك الاصابة عن الحركة مع ما يصاحبها من ألم شديد فجائني يحاورني على ما بين يدي من بحوث قرءانية ويتسائل تساؤلا كبيرا (اذا كانت حياتي كلها قربى الى الله فمن الذي افرغ علي الم المفاصل بشكل عنيف ..!!؟؟) فقلت له :
ما نفعت صلاتك وانت تصلي في اليوم 100 ركعة ..!! فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر وفي جسدك من ألم فاحش هو الفحشاء بعينها وما (يلم) بجسدك من (ألم) هو المنكر بعينه
ما نفع صومك ..!! وانت تسبح وتستغفر الليل والنهار وما رأيتك مرة الا ورأيت شفتيك تردد التسبيح والتوحيد والاستغفار ..!!
ما نفعك انفاقك فقد ابتنيت جامعا وانفقت على الايتام كثيرا ولكن لم تفز بـ (حياة طيبة) كما وعد الله ووعد
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام:61)
فاين الحفظة في الوعد الالهي وانت تعاني الكثير ولسنين طويلة ..!! وكان لا بد من محاورة ذلك المؤمن المتقرب الى الله كثيرا حوارا يستنفذ مسالكه العقلية الواحد تلو الاخر ليعلم ان مسارب التقرب بين يديه تحتاج الى تعيير معاصر هو يحياه ولم يكن في خطاب ديني مستورد من تاريخ الدين فالدين يتحقق يوميا وفي كل ومضة يحياها الانسان وبالتالي فان تطبيقات الدين تحتاج الى تعيير متواصل فوصل معي المؤمن الصالح الى ضرورة الحديث عن معيار القربى الى الله فكان الحوار التالي وهو معيار يبحث عن تطبيقات معاصرة في مسالك القربى الى الله :
الله يقول
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
من النص الشريف يتضح ان ظهور الفساد في مفاصل جسد الانسان انما هو مكسب من مكاسب وسيلة المصاب نفسه (ما كسبت يداه) والله ليس بظلام للعبيد وبالتالي فان المصاب بذلك السوء عليه ان يتفحص مسببات السوء في جسده وبالتأكيد سيكون من سوء المأكل الذي تسبب في ظهور الم المفاصل وانزلاق الفقرات وهو داء منتشر بسبب انتشار سوء المأكل حيث تظهر الفحشاء في جسد الطاعم بسبب سوء المأكل ... ننصح بمراجعة مجلس مناقشة حرمات المأكل تحت الرابط
http://www.islamicforumarab.com/vb/f91/
الرجس في البطون مأكل ملعونالله سبحانه لا يمتلك صفة مادية ولا يمتلك كيانا فكريا تبادليا فالعقل البشري بكامل نشاطه لا يمتلك أي قدرة على ادراك الصفة المادية او الصفة الفكرية لله سبحانه وبالتالي كان ويكون الاقتراب لله أنشطة عائمة تتحكم بها الاراء الفقهية وتصل احيانا الى حد (الفنون) الخطابية بنبرة القول او البكاء المنبري وهم يتلون معها الخطاب الديني الوانا فاقعة لانها لا تمتلك رابط السببية بين نشاط التقرب ونتيجته فلا يمتلك احد من المصلين او الصائمين أي علاقة سببية لها نتيجة واضحة في تلك القربى الى الله ولا يعرف احد الناس كيف اقترب الى الله فكرا او مادة مما ادى الى تميع الخطاب الديني وضبابيته بين اوج التطرف الديني و حضيض التمسك بالدين فترى المسلمين اما متطرفين في الدين لغايات صعبة القبول مثل ذلك الذي يطلق لحيته قربة لله او يقوم بتقصير قميصه قربة لله وذلك الذي لا يمارس من الدين شيئا ملموسا سوى ان صفة الاسلام ذكرت في بطاقته المدنية وهو يتمسك بصفته الاسلامية وكان الاسلام حزب متحزب وكلا الوصفين هما من موصوفات الاسلام فمن قال الشهادتين فهو مسلم ومن يمارس القتل التكفيري ومن يمارس الانتحار التفجيري في تطرف ديني خطير هو مسلم ايضا .
كثير من الناس اعتمدوا الاكثار من الصلاة في القرب الى الله وكثير من الناس استخدموا الصدقات في القربى الى الله ومنهم من يكثر من الصوم ومنهم من يحج كل عام ومنهم من يتخذ الدروشة (التصوف) وجميع تلك الممارسات وان صحت في الاسلام الا انها لا تمثل الوسيلة المطلقة في القربى الى الله بدليل ان كثير من اولئك المصلين او الصائمين او غيرهم لا يتمتعون بغطاء إلهي تأميني فمنهم من يصاب بالسرطان وهو فحشاء جسدية ومنهم من يفقد كثيرا من الصفات الدنيوية التي تتعارض مع نتيجة القربى الى الله فاقرباء الله لن يكونوا معذبين في الارض لان الله قد جعل الارض مسخرة لاقربائه .... !!!
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62)
تلك نتيجة قربى الله (لا خوف ولا حزن) فحين نرى من هو في خوف او في حزن في دنياه انما هو فاقد لولاية الله ولا يمتلك القربى بمفهومها التطبيقي وكل ما يمتلكه المتقرب من ممارسات يجب ان تخضع للتعير والتمحيص وتلك فطرة عقل بشري في وجوب (التحاق النتيجة بالفعل) فان لم يكن للمارسة نتيجة مبينة فذلك يعني ان الممارسة تستوجب التعيير او التصحيح فمن يكثر من الصوم والصلاة وغيرها من الممارسات عليه ان يحصد نتيجة غلته لانه اقترب من وليه الله فان لم تتحقق النتيجة فذلك يعني (بلا ريب) ان هنلك خلل في الممارسة سواء كانت فكرية او منسكية مادية
اسرف الخطاب الديني في موصوفات افعال التقرب الى الله وتكاثرت النصائح العقائدية في القربى الى الله وتضخمت التعاليم المؤدية الى قربى الله حتى حصل اسفاف في كثير منها حتى وصلت الى التصوف والاعتزال تحت عناوين القربى الى الله وتكاثرت السبل القاسية عند المتطرفين فحصل ما تمت تسميته (جلد الذات) من اجل القربى الى الله دون ان تتحقق نتيجة تلك القربى مما جعل المسلمين في سلم متدني بين الامم وجعلهم الاقل قدرة على مواجهة المد الحضاري المستعر بكثير من السوء
اتصفت سبل القربى الى الله بثلاث محاور تنفيذية ناشطة يمكن رصدها
المحور الاول : التفعيل المادي المنسكي سواء باقامة المناسك (الواجبات) قيامة مضاعفة تزيد عن حد التكليف او باقامة الممارسات الطوعية (المستحبات) مثل قراءة القرءان او استخدام زي خاص بالملبس او الاكثار من قراءة الادعية المكتوبة او تقمص حياة السابقين من السلف الصالح او استخدام السنة النبوية الشريفة بصفتها المنسكية مثل صبغ الحناء او عمل الحجامة وغيرها
المحور الثاني : التفعيل الفكري في اقتراب العقل من الله وهو ما سماه الفقهاء (ما وقر في القلب) وهو الاخطر تأثيرا في نفوس المسلمين والاكثر استخداما في الخطاب الديني ... المحور الفكري في القربى الى الله اتسع وسعة مفرطة الى درجة اخرجت الله من صفته التكوينية في عقول الناس وتحول الله الى ما يشبه الامبراطور (الجبار المتكبر القوي المهيمين العزيز .. الـ ... الـ ..) وجميعها صفات فكرية جعلت القربى الى الله وكأنها القربى الى موضوعية السلطنة وصاحب الامر وكأن الله يتعسف على عباده الذين لا يتقربون اليه زلفى كما يفعل الجبابرة ..!!
المحور الثالث : هو المحور المزدوج والذي يخلط بين الماديات في القربى وبين الفاعليات الفكرية في القربى وتلك الصفة يختص بها فئوية من المسلمين يكثرون من التقرب الى الله بمنسكهم وبتفكرهم ولهم مسمى معاصر اطلقه الاعلام الغربي بـ (الاصوليون) ..!!
الفكر البشري يدرك بشكل واضح (مبين) ان لكل فعل ردة فعل تكون نتيجة له وبالتالي فان عملية تعيير مسالك القربى الى الله لا بد ان تخضع لادارة العقل في زمن النشاط والممارسة التقربية الى الله ولا يمكن القبول بـ (التأجيل) الذي ينادي به الخطاب الديني الجماهيري حين يصف الدنيا بالسوء سواء كان الشخص عابدا زاهدا او فاسقا ولا يمكن القبول ان ان نتيجة افعال القربى الى الله تنحسر لما بعد الموت ... لا بد للقربى ان تؤتي ثمارها في زمن فعلها فهي صفة (تقريب) لها مضامين ظاهرة القرب ولا يمكن قبول التأجيل في فطرة العقل الساعي ليمسك كل نتيجة فعل كما ان تأجيل نتيجة القربى (الثواب) الى ما بعد الموت يتعارض مع نصوص قرءانية كثيرة منها
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
ففي النص الشريف (لنحيينه) بصفة موصوفة (حياة طيبة) وهي لن تكون بعد الموت يقينا وبلا ريب ... في رصد مجتمعي نسوقه على هذه السطور يغني المقاصد التي نسعى اليها فقد كان من معارفنا رجلا صالحا بكل مقاييس الخطاب الديني فهو يكثر من الصلاة كثيرا ويكثر من الصوم ويكثر من الادعية ولا نراه مرة الا وهو يسبح بحمد الله او يستغفره ... اصيب ذلك الرجل بداء المفاصل حتى اقعدته تلك الاصابة عن الحركة مع ما يصاحبها من ألم شديد فجائني يحاورني على ما بين يدي من بحوث قرءانية ويتسائل تساؤلا كبيرا (اذا كانت حياتي كلها قربى الى الله فمن الذي افرغ علي الم المفاصل بشكل عنيف ..!!؟؟) فقلت له :
ما نفعت صلاتك وانت تصلي في اليوم 100 ركعة ..!! فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر وفي جسدك من ألم فاحش هو الفحشاء بعينها وما (يلم) بجسدك من (ألم) هو المنكر بعينه
ما نفع صومك ..!! وانت تسبح وتستغفر الليل والنهار وما رأيتك مرة الا ورأيت شفتيك تردد التسبيح والتوحيد والاستغفار ..!!
ما نفعك انفاقك فقد ابتنيت جامعا وانفقت على الايتام كثيرا ولكن لم تفز بـ (حياة طيبة) كما وعد الله ووعد
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام:61)
فاين الحفظة في الوعد الالهي وانت تعاني الكثير ولسنين طويلة ..!! وكان لا بد من محاورة ذلك المؤمن المتقرب الى الله كثيرا حوارا يستنفذ مسالكه العقلية الواحد تلو الاخر ليعلم ان مسارب التقرب بين يديه تحتاج الى تعيير معاصر هو يحياه ولم يكن في خطاب ديني مستورد من تاريخ الدين فالدين يتحقق يوميا وفي كل ومضة يحياها الانسان وبالتالي فان تطبيقات الدين تحتاج الى تعيير متواصل فوصل معي المؤمن الصالح الى ضرورة الحديث عن معيار القربى الى الله فكان الحوار التالي وهو معيار يبحث عن تطبيقات معاصرة في مسالك القربى الى الله :
الله يقول
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
من النص الشريف يتضح ان ظهور الفساد في مفاصل جسد الانسان انما هو مكسب من مكاسب وسيلة المصاب نفسه (ما كسبت يداه) والله ليس بظلام للعبيد وبالتالي فان المصاب بذلك السوء عليه ان يتفحص مسببات السوء في جسده وبالتأكيد سيكون من سوء المأكل الذي تسبب في ظهور الم المفاصل وانزلاق الفقرات وهو داء منتشر بسبب انتشار سوء المأكل حيث تظهر الفحشاء في جسد الطاعم بسبب سوء المأكل ... ننصح بمراجعة مجلس مناقشة حرمات المأكل تحت الرابط
http://www.islamicforumarab.com/vb/f91/
وحين حل الرجس والفحشاء في جسد الطاعم من مأكل بعيد عن نظم الله في مأكولات معدلة وراثيا او محفزة هرمونيا فان ذلك العبد المقترب الى الله كثيرا في المحاور الثلاث المذكورة اعلاه انما ابتعد عن الله كثيرا في مطعمه فاصاب جسده الفساد الظاهر في ألم المفاصل فالاطعمة المعدلة وراثيا والمتلاعب في جيناتها او الاطعمة التي تم تفعيلها هرمونيا انما هي مأكولات لخلق إلهي تم تغييره بفعل فاعل استثماري يريد الربح مما دفعه الى تغيير خلق الله وحين تغير ذلك المأكل اصبح جسد الانسان مضطربا في التعامل معه لان الجسد لا يملك ارشيف ذلك المأكل الذي تم تغييره مما تسبب في مرض مؤذي دون ان يقوم ذلك المسلم بتعيير مسالكه التي يتقرب بواسطتها الى الله في مأكله والسبب يكمن في فاعلية الخطاب الديني المستورد من التاريخ ففي ايام زمان ما كان للاطعمة المعدلة وراثيا وجود بين الناس الا المنخنقة (الخمر) فالخمر ما هو الا مخلوق (بروتين نباتي) مخنوق نتج منه الميثانول (الخمر) وما اكثر الاطعمة المعاصرة تحت صفة (المنخنقة) ولعلها الاكثر شهرة هي الالبان المعلبة بعلب محكمة الغلق تم سحب الهواء منها لغرض وقف الايض الخلوي في بروتين الحليب لغرض منحها مدة زمنية كافية للتسويق تزيد من مرابح منتجيها فجعلوها منخنقة لتصلح استثماراتهم والمسلمون يلتهمون منها يوميا ما لا يقدر بقدر الا انهم يتقربون الى الله في صلاة او صوم ومن ثم يبتعدون عن الله في طعامهم ..!! ذلك هو معيار اليوم المعاصر ولا يحق للمتدين ان يتمسك بمعيار السابقين فيومهم لا يشبه يومنا في القربى الى الله
معيار اليوم هو في ان القربى الى الله لا تكون بالهيمان الفكري وتعاويذ الاستغفار والبكاء في الصلاة او عند تلاوة القرءان بل في تطبيقات وممارسات على مدار الساعة مستحدثة صناعيا وبايولوجيا وكيميائيا وهرمونيا وفيها الكثير الذي يخرج الانسان من قربه الى نظم الخلق وتجعله بعيدا عن المنظومة التي خلقها الله فلا تنفع صلاة او صوم او انفاق او أي ممارسة كانت تنفع الاولين فاليوم الحضاري هو يوم الخروج على سنن الخلق في المأكل والملبس والمسكن حيث اصبح انسان العصر متحكما بالطبيعة وكان بالامس محكوما بها والفرق بين الوصفين فرق كارثي يصيب الانسان المعاصر
في حواريتنا مع المؤمن الصالح المصاب بداء المفاصل سألته عن العلاج الذي استخدمه فحدثني عن رحلة استطباب كبيرة واسعة من فحوصات وعمليات جراحية وقائمة متزايدة من الادوية الكيميائية وتعرفت على احد تلك الادوية وهو دواء يصرف لكل مرضى المفاصل وهو (مسكن الالم) حيث تصرف تلك الادوية مع اول معاناة الم المفاصل لكي يستريح المريض من الامه ..!! فقلت لمحدثي ( هل تلاحظ ان البشرية جميعا قد جاءت من خلال عملية انجاب الاباء والامهات ..؟) قال ان ذلك مؤكد فقلت له (الا ترى ان الولادة البشرية يصاحبها الالم ..؟؟) قال ذلك يقين ... فقلت له (هل الله عاجز عن الغاء الم الولادة ..؟؟) قال كلا قلت اذن الالم هو سنة خلق خلقها الله خلقا تكوينيا يصاحب نظم التكوين مثلها مثل ظهور الاسنان عند الصغار حين يصاحبها الالم فالالم هو جزء من الشفاء فمن يسعى لتسكين الالم بالادوية الكيميائية انما يقوم بوقف سنة الهية خلقها الله رحمة بالناس الا ان الناس لا يخضعون لسنن الخلق فيبتعدون عن الله ولا يقتربون اليه فيصيبهم الرجس في كل خارجة تخرجهم عن منظومة حق خلقها الله ..!!
نحن نحاول ان نتذكر ءايات الله في ءاياته النافذة فينا (كتاب الله) وهو ما كتبه الله في الخلق والخليقة والقرءان يساعدنا على قيامة الذكرى ونثورها على سطور الكترونية فهي ذكرى عقل بشري لعقل بشري اخر فان قامت الذكرى في العقل البشري نفعت المؤمنين وان لم تقم الذكرى فذلك (شأن اداري) يمارسه الله ولا يمتلك مقيم الذكرى أي سلطوية اجبارية على تذكير الاخرين
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
الحاج عبود الخالدي
تعليق