من الاثارات الفكرية (الفطرية) التي تثور او يمكن ان تثور في عقل الانسان هي في :
* ألم الحمل والولادة
* ألم نبت الاسنان عند الصغار
* ألام الضرب او أي ضغط فيزيائي على الجسد
* الام الامراض بمختلف اصنافها واشكالها
الالم هو ظاهرة تصاحب الانسان بشكل مختلف عن الحيوانات خصوصا في الحمل والولادة وانبات الاسنان اللبنية
يتسائل العقل عن ألم الولادة في كينونته ولماذا كل ذلك الالم عند استقبال ءادمي حديث الولادة ..؟؟ هل الله يتعسف عندما يهب عباده نعمة الانجاب ..!! هل الله غير قادر على رفع الالم عن المرأة في المخاض كما يفعل الاطباء المعاصرين عند تخدير المرأة في الولادة القيصرية ..؟؟ ..!! نحتاج الى مشغل بحث في فطرة العقل للجواب على تلك التساؤلات .
هنا الفطرة تقول :
لو لم يكن ألم الولادة مصاحبا تكوينيا مع المخاض فان النساء ربما يلدن في باص النقل او في ممر دائرة رسمية او ربما عند صعود سلم ..!! ألم الرحمة التي كتبها الله على نفسه تتجلى في كينونة الالم ...!!... عند المخاض يتزايد الالم وكأنه صفارة انذار تعلن عن مولود جديد ... حين يبدأ الم الولادة تتحجم المرأة عن أي نشاط دنيوي وتعلن استقالتها عن كل ما يحيط بها بانتظار ساعة المخاض ويتسارع الركب من الاحبة والاقرباء وحتى الغرباء لنجدة الام في مخاضها ... كل ذلك نتيجة (خلق الالم) من قبل خالق عظيم ليحظى الوليد برعاية جمع من البشر وتكتنفه اذرع الرحمة من رحم يتألم ..!!
في معالجة فطرية ... حصلت مع امرأة اصابها انزلاق فقرات الظهر بسبب حركة غير مقصودة وكانت تتألم كثيرا وتتوسل بنقلها الى طبيب عاجل ونتيجة الحاح حاد تم حقنها بحقنة مهدئة في صالة طواريء مستشفى قريب وبعدها بدأت معها قساوة رحلة مع العقاقير المهدئة الخاصة بالمفاصل والم الفقرات لتستمر الازمة بضعة سنين مع ظهور امراض جسدية نتيجة لاستخدام المسكنات بشكل يومي ولزمن طويل ...
حصل مع امرأة اخرى نفس الحدث وكنت ذا كلمة مسموعةعندها فطلبت منها ان تمتنع عن أي عقار مهديء وسط استغراب من حولها فاستجابت لندائي على مضض وهي تستغيث ... عند الصلاة كانت غير قادرة على القيام والسجود والركوع فاضطرت لصلاة حرج المرض بما استطاعت ان تؤديه من حركات المنسك وحين انهت صلاتها بادرتها بحكمة الصبر على الالم (التواصي بالصبر) لان في الالم (سر الشفاء) فاستغربت من كلامي الا اني اردفت قولي (لو كنت قد استخدمت عقاقير مسكنة للالم فانك بالتأكيد كنت قادرة على الصلاة بشكل اعتيادي ..!! اليس كذلك ..؟ ) قالت نعم فقلت اذن هنا تكمن حكمة الشفاء من المرض بوسيلة الالم فلو عدت الى الحركة الطبيعية تحت اثر المسكنات فان انزلاق الفقرات سيزداد سوءا على سوء ويتحول الى ثابت مرضي مزمن فكان الالم هو صفارة انذار بل قيد يقيد حركة المريض لغاية استرداد الفقرات وضعها الطبيعي وهي لا تزال في منزلق بدائي لها والصبر لا يزيد عن بضعة ايام الا ان استخدام المسكنات يعني زيادة الحركة وذلك يعني الانزلاق المتتالي المتراكم نحو الاسوأ بسبب الحركة ..!!
الالم هو صفير انذار ينذر المتألم لتحييد حركته من اجل هدف رحيم وضعه الله في منظومة الخلق الا ان الناس هجروا رحمة الله واتجهوا نحو العقاقير المسكنة التي تركسهم في سوء المرض اكثر واكثر
ألم ... لفظ في علم الحرف القرءاني يعني في مقاصد العقل الناطق (مشغل تكويني ناقل) فالالم هو (مشغل تكويني) ينقل كثير من المنقولات من حيز الى حيز حيث يصاحب الالم دائما متغيرات هرمونية وتظهر انزيمات تحفيزية تحفز الايض الخلوي في كل او بعض الاعضاء فهي في رشاد علمي من علوم الله المثلى تكون (ناقل) لذلك المشغل التكويني ... الالم الذي يصاحب انبات الاسنان عند الاطفال اللبنية عند الصغار يصاحبه استنفار هرموني شديد الفعالية يصاحبه ازدياد في نسبة نضوخ السائل المخي ليفرغ في المعدة بمعدلات اكبر مع ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة وازدياد غير معهود في الغدد اللعابية ذلك لان الالم هو (مشغل تكويني ناقل) ...
الالم هو ءاية من ءايات الله ارتبط بسنة الخلق مع بدايات الخلق في ارحام الامهات
الالم هو ءاية انذارية تنذر المتألم بضرورة الحذر من سعير نار او برودة برد او خطر حراك فيزيائي يبدا بمجس الالم
الالم هو وسيلة شفاء لمن يصبر على المرض كما في امراض المفاصل والفقرات
الالم هو ءاية كبرى ارسلها الله مرئية في انفسنا وفي افاق اجسادنا نراها فنعرفها لنعرف الله
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النحل:104)
الناس جميعا يعلمون ان العقاير المسكنة لا تشفي من مرض بل تخفف من معانات المريض مادام العقار فعالا في جسد المريض الا ان محصلة المعانات من استخدام الادوية تحول كثير من الامراض المؤقتة الى امراض مزمنة تستهلك راحة الانسان ومتعته في يومياته
المسكنات تعلن عن نفسها انها ممارسة مخالفة لسنن الخلق وهي ءاية مبينة يراها بوضوح كل حامل عقل بشري ولعل العلم الحديث بدأ يعلن عن مساويء كثير من المهدئات ومنها اقراص الاسبرين المتهمة الان من قبل منظومة الطب بانها مسرطنة ولعل كثير من الناس يعرفون صفة الادمان التي تصاحب استخدام المهدئات كما في (المثيدين) و (المورفين) وما تفعله تلك العقاقير من سوء في اجساد متعاطيها ..!!
تأمين الجسد في منظومة خلق الله تعني الصبر على الالم حتى يأخذ دورته في جسد المريض ليشفى ..!! او حتى يعلن عن مخاطر سوء يستوجب الحذر منها كما في اوجاع البطن (المغص المعوي) والام والصدر او التهاب الزائدة الدودية وكل تلك نذر تنذر المتألم بسوء يعتري الجسد ولا يحق للمكلف ان يوقفها بالكذب من خلال المسكنات فاستخدام المسكنات ما هي الا كذبة يكذبها المكلف على نفسه ...!! فيكون ظالما لنفسه ..!!!
تلك تذكرة بايات الله
(فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) (الأعلى:9)
الحاج عبود الخالدي
تعليق