نجد أنه قبل أن يبين أية قيمة من القيم
يبدأ بالحديث عن الأيمان
وعلى سبيل المثال فاننا اذا تدبرنا في سورة هود
التي تحدثنا عن رسالة الأنبياء عليهم السلام
الى الأمم
نجد أنها تنقسم وتتشعب
وكل مجموعة هي خلآصة عن رسالة نبي من الأنبياء
أبتداء
من رسالة الله تعالى
الى نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
خاتم النبيين وسيد المرسلين
حيث تفتتح هذه السورة الكريمة
بها في الآية الثانية ومن ثم سائر
الأنبياء عليهم السلام.
ففي سورة هود- مثلا- نجد هذه الآية :
فهي تبتدء هكذا
{الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ* أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ }هود1 -2
وهكذا فأن هذه الآية تمثل محتوى هذا الكتاب
ومحتوى رسالة الله تعالى
التي أرسلت الى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
عبر القرءان الكريم
ثم تتوالى بعد ذلك الآيات الكريمة فيقول تعالى
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ *إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }هود3-4
ففي هذه الآية نقرأ حول نوح عليه السلام :
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ *أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }هود25-26
نذير مبين
وهنا
أني أخاف عليكم عذاب يوم اليم
فالحقيقة واحدة
والنذير أيضا ينذر بعذاب أليم.
وهذا أيضا هو محتوى رسالة شيخ المرسلين
نوح عليه السلام
حيث تتسلسل بعد هذه الآية أيضا مجموعة من القيم
في قوله تعالى
{فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }هود27
الى آخر الآيات التي تحدثنا
عن بقية مبادىء وبصائر الله سبحانه وتعالى
الى النبي نوح عليه السلام
وفي الآية الخمسين
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ }هود50
وهنا نلاحظ أن نفس الفكرة قد تكررت
يأتي الحديث حول قوم ثمود
والنبي صالح عليه السلام
الذي أرسله الله تعالى اليهم
فيقول - عز من قائل :
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الأعراف73
والرسول الذي بعث الى مدين كان شعيبا
حيث يقول عز وجل :
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ }هود84
فالحديث يدور حول الأيمان والتوحيد
وعن خلوص
ثم عن سائر الحقائق .