لا من أبناء الدنيا فان كل أم يتبعها ولدها
والدنيا الى فناء وزوال ولا تساوي عند الله تعالى جناح بعوضة
فمن كانت الدنيا هي همه واهتمامه وشغله الشاغل
يتعلق بها ولا ينظرالى سواها
قد أشتد حبه وولعه بها
اليها يسعى ولها يطلب ومن أجلها يجد ويجتهد
جعل الله تعالى الفقر بين عينيه
فمهما جمع من مال لا يشبع ولا يقنع
وشتت الله تعالى عليه ضيعته
فلا يجمع له أمر ولا يستقر له حال
ولا يستريح له بال
فمن كان من أبناء الآخرة لها يسعى
واياها يطلب ومن أجلها يعمل
لا يشغله عنها شاغل فان الله سبحانه يجعل غناه في قلبه
فلا يشعر بالفقر الا لله تعالى
ولا يكون له حاجة في شىء ولا احتياج لمخلوق
ولا يلجا الا لله تعالى
ولا يسأل سواه
يعلم علم اليقين أن ما فاته من الله تعالى
سوى الله تعالى يسير
وصلح باله وأستقرت أحواله
واتته الدنيا صاغرة دون جهد أو تعب
ورزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب
ويشير القرءان الى هذه المعاني في قوله الحق تبارك وتعالى
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }الشورى 20
فلينتبه كل غافل
فمن كان يريد الدنيا لا يصيب منها الا ما كتب له
وقد يخسرآخرته
ومن كان يريد الآخرة يسعد فيها
وتأتيه الدنيا صاغرة
وهو القائل عز وجل
{كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً }الإسراء20