الله لا يحمي المواطنين
من أجل بيان حدود نظم الله في دستور قرءاني
ليس من السهل ان يتبرأ الانسان من موطنه فالوطن له مقام غريزي يبدأ في حظن الابوين ويتسع الى مهد الولادة الاول فلا يهدأ الادمي ولا يقر عينا الا في حظن الابوين او في مهده وهو لا يعرف من الدنيا سوى النوم والغذاء وتلك الصفة الغرائزية تنمو مع نمو الادمي فبعد وطن المهد تكون غرفة نومه هي وطنه ولا يهدأ ولا يسكن الا فيها وينمو .. وينمو ومعه تنمو غريزته الوطنية في باحة منزله ومن ثم اركان منزله ركنا ركنا حتى يتخطى عتبة باب منزله الى زقاق داره فهو كائن بشري يسير في خطوة اولى الى موطنه الاكبر ليكبر ويتسع وطنه الى حارة الحي وشوراعه ويكبر وطنه بكبر قريته او مدينته وريف مدينته الاجمل دائما في ناظريه ..!!
معيار الوطن :
قصر صلاة السفر هو معيار تكويني يبين فيه ربنا في ما كتبه لنا من نظم فان ابتعد المكلف عن موطنه مسافة قصر الصلاة صلى صلاة الغرباء وذلك دليل قاطع وملزم عند حامل الشريعة المحمدية ان صلاة الغرباء هي (صلاة السفر) وهي صلاة خارج الوطن ...
دين الماسونية الذي تفعل بعد نجاح الثورة الفرنسية وانطلاق البرنامج الماسوني في بناء الدولة الحديثة على انقاض خجولة للدين المسيحي عندما تم الحجر على كهنة الدين المسيحي في دولة اسمها (الفاتيكان) اصبح دين الوطنية الماسوني دينا مهيمنا على الاديان جميعا وبعد مؤتمر (نابولي) حيكت خيوط المؤامرة الاولى في المؤتمر الاخطر الذي رسم معالم الهيمنة القانونية في الدولة الحديثة على الهيمنة العقائدية لكل اقاليم الارض وشعوبها وبدأت رحلة برمجة (الوطن) وفق معايير تمت صناعتها في مؤتمر نابولي (مؤتمر المؤامرة الكبرى) حيث تم اعلان المفاجئة الكبيرة عندما تم صبغة الفعل الماسوني بصبغات الطيف الاقليمي والعرقي والعقائدي لكل اقليم وعندما اقر المؤتمرون وهم من اعضاء المحافل الرئيسية في اطراف الارض على ان تمنح الماسونية الوان اقليمية ولكل محفل اقليمي الصلاحية لان يلون ماسونيته بلون ذلك الاقليم فصارت الماسونية اسلامية وقبطية وبوذية وعربية وتركية وفارسية وهندية وخرجت من صومعة التلمود الى صومعة ماسونية اممية ... اطياف الماسونية تلك رفعت شعارات عرقية وعقائدية واقليمية بشكل مفاجيء وقامت الدولة الحديثة على اطياف تلك الالوان فاصبحت معايير الوطنية هي معايير ماسونية الصبغة على غفلة جماهيرية مطبقة ...
في الاقاليم الاسلامية التي يهمنا الحديث عنها بل نمتلك الحق عند الحديث عنها كانت الالوان الماسونية ملونة بموجب مؤتمر مزدوج يمثل وجه المؤامرة النافذ في معاهدة وقعت بين طرفين لا يمتلكان الحق الوطني فيها وهو الاتفاق الذي تم بين رئيس وزراء بريطانيا ورئيس وزراء فرنسا عام 1916 والتي عرفت باسم معاهدة (سايكس بيكو) وهي اتفاقية تخص اقاليم عربية اسلامية تحيط بها من الشرق وشمال شرق عرقية فارسية منحت لونا خاصا وعرقية تركية منحت لونا مختلفا اخر ر غم اشتراك دولة العرقين الفارسي والتركي بلون ماسوني اطلق عليه (العلمانية) في منهج الدولة الفتية في تركيا وايران وفي الجانب العربي الاسلامي تم تقسيم اقاليم متحدة العرق في عربيتها متحدة الدين في اسلاميتها الا ان معيار الوطنية عند الماسون تم بنائه من لبنات كفر باطن وشرك ظاهر فاصبح الوطن (شريك الله) حين نودي بشعار (الله ’ الوطن) وقيل (الولاية لله والوطن) ورفعت شعارات اكثر عمقا في الكفر فقيل (الولاية للوطن) الا ان حقيقة تلك الصفة المشتركة بين الله والوطن هي الكفر المطلق حين استبدل الله بإله الوطن فاصبح الله هو الرب المزاجي يؤتى من قبل العبد بمزاجه او لا يؤتى فـ (هو ربه وهو حر فيه) وذلك هشيم لأي صفة للعبودية لله سبحانه يمكن ان تتصف بها العبودية وبشكل معلن على الناس والناس يصفقون ..!! ... ويرقصون ...!! الا ان رب الوطن ملزم للمواطن ملازم له من اول ساعات ابصار النور الى يوم قبره في تراب الوطن والناس يسمون المقتول لاسباب سياسية انما هو شهيد يرزق عند ربه ...!!
(ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) (غافر:12)
وهنا تذكرة قرءانية واضحة التطبيق في زماننا
الولاية لله حين تكون لله وحده (كفرتم) ولا احد يعرف أي دستورية للقرءان ونصوصه تقرأ للثواب دون تطبيق ونقرأ :
(هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً) (الكهف:44)
الا ان خير الثواب حين يكون وطنيا وخير عاقبة هي عاقبة وطنية ..!! في تطبيق مبين للنص الشريف نعيش يومه المعاصر
(الولاية لله والوطن) في شعار (الله الوطن) ءامن الناس (الوطنيون) واصبحوا يخافون السلطات ولا يخافون الله
(وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النحل:35)
ذلك هو الله وليس كما يصفه الخطاب العقائدي (في كل الاديان) والتي تضع لله صفات وكأنها صفات الاباطرة والسلاطين في جبروتهم ... منظومة الله (سننه وقوانينه النافذة) لا تقبل ان يشرك بها تفعيل نظم اخرى لان اشراك (قانون الخالق) مع (قانون المخلوق) يؤدي الى تخريب حسن التقويم في السنن الالهية وتتحول الدائرة على المشرك في الارتداد نحو اسفل سافلين ... الذي يشرك بالله (قانون الله + قانون الوطن) انما يخسر القانون الالهي تكوينيا وذلك يعني ان الله (لا يزعل) كما يزعل السلاطين والاباطرة بل قوانين محكمة محبوكة باتجاهين
الاول : كل شيء بقدر حسن
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الأِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) (السجدة:7)
الثاني : العقوبة الابليسية :
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (لأعراف:16)
خلط قانونين اثنين او ثلاث او اكثر او خلط منهجين اثنين او اكثر او خلط سنتين انما تؤدي الى نتائج سيئة فلو ان مصلح جهاز الحاسوب (مثلا) ادخل على تصميم الصانع اضافة من عنده انما قام بتخريب منهجية الصانع وبالتالي يتصدع الحاسوب في كامل وظيفته او في جزء منها ... تلك نتاجات فطرية يعقلها العاقل فكيف اذا تم خلط حزمة كبيرة من القوانين الوطنية مع القانون الالهي (الشرك) فيكون :
(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48)
(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:116)
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (الأنعام:22)
ولم نسمع ان الصيني او غيره حين يموت تدفن معه بطاقته الوطنية ويعلم الانسان علم اليقين انه سيواجه الله بلا وطن ..!! بلا هوية مدنية بلا جواز سفر ...!!
فمن ءامن نفسه في منهجية وطن يكون قد اشرك نظم امن الله مع منظومة امان الوطن وقد ضل ضلالا بعيدا فالله وعد
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءامَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
وما اكثر من خان ولاية الله وهجرها ليولي ولاية الوطن ...!! الا ان نصوص القرءان تؤكد ان من اتخذ أمن الشريك يضيع عليه الامن الالهي وتلك فطرة نعرفها فمن يقوم بتأمين نفسه او ماله في منظومة ما فان المنظومة الاخرى تتوقف وذلك العلم واضح مبين في شركات التأمين التي ترفض التأمين على ما تم التأمين عليه عند شركة اخرى فلا تأمين على تأمين لعين واحدة لخطر واحد ولمرتين (اذن كنتم تعلمون) ..!! ونسمع القرءان وانتم تعلمون
(وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنعام:81)
وفي النصوص القرءانية بيانات خطيرة تعلن هلاك المشركين حين يستشري الشرك في الامة عند تراكم الاجيال ونرى تلك الصفة في شراكة الوطن مع الله والتي بدأت في نهايات الربع الاول من القرن الماضي في اقاليمنا الاسلامية ورغم انها حوربت من بعض الناس وقبلت من كثير من الناس الا ان اباؤنا كانوا بغالبيتهم على ولاية الوطن ونحن اليوم وبعد بضعة اجيال نشهد شركا جماعيا نشرك الله والوطن والله يقول في القرءان
(أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ ءابَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) (لأعراف:173)
الا ان القرءان ينذر من كان حيا ونحن نسمع القرءان اليوم وكأنه نزل ليلة البارحة ولا ينفعنا ان كان القرءان منذرا لاباؤنا لان القرءان يقرأه الاحياء ومنه يستخلصون الانذار
(وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرءانٌ مُبِينٌ) (يّـس:69)
(لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ) (يّـس:70)
وتلك سنة رسالية ما كان للوطن شراكة مع الله في زمن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام لينذرنا من سوئها فالوطن هو ممارسة حديثة فجعل ربنا القرءان الموحى به على قلب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام (ذكر) ينذر الامة المحمدية ويبشرها
وحين يؤدي المسلمون الوطنيون مراسيمهم الاسلامية وعباداتهم لله فالله يصف الاحباط في اعمالهم لان سنن الله لا تتفعل بالاختلاط مع نظم اخرى من غير الله
(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65)
معيار الشرك مع الوطنية معيار مشهور يمتلك بيان مبين تدركه عقلانية متميزة يحملها كل وطني وان انسلق لسان احدهم وهو يريد ان يجعل من حب الوطن الغرائزي صفة تجيز له تأليه الوطن او العبودية تحت ولايته فليعير الوطنية بمعيار صلاة الغرباء حين يصلي قصرا خارج موطنه التكويني
(حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) (الحج:31)
ذلك ما وعد الله كل من اشرك فالوطن لا يحمي مواطنيه ولعل ربيع ثورات هذه الايام اقام الدليل الكافي ان (الوطن لا يحمي المواطنين) بل يمزق لحمتهم القومية ولحمتهم العقائدية شر تمزيق
تلك تذكرة فمن شاء ذكر ومن شاء هجر
الحاج عبود الخالدي
تعليق