وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً
من أجل تدبر النصوص في حاجة يومنا المعاصر
لفظ (عرب) استخدم كثيرا لبيان عرقي يخص امة العرب بصفتها قومية عربية لها لسان اطلق عليه اسم (اللغة العربية) حيث يصر فقهاء اللغة ان القرءان قد نزل بلسان العرب وهم حصرا قوم زمن الوحي ...
عندما يريد الباحث ان يحافظ على صفته كباحث فان البحث في الاقاويل سوف يفقده صفة الباحث فالبحث عن الشيء مرتبط باولياته فان فقدت الصلة باولياته فان الباحث ستكون له صفة معرفية بالشيء ولن تكون لكلمة البحث جدية خصوصا عندما يكون البحث عن سنه من سنن الخلق كما ورد في عنوان هذه السطور فهنلك عملية انزال كوني للقرءان موصوف بصفة حكما عربيا ...
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ) (الرعد:37)
النص يوضح ببيان مبين ان اتباع الاهواء بعد مجيء العلم القرءاني فان ولاية سوف تنطفيء (ما لك من الله من ولي) ولا تمتلك الوقاية من الضلال (ولا واق) وهنا يكون الحكم القرءاني مهم لغاية قصوى يحتاجها انسان اليوم خصوصا بعد ان اظهرت الحضارة المعاصرة فساد ممارساتها وبان سوء تطبيقاتها في كوارث بيئية محتملة وامراض مستشرية لا تمتلك قاموسا للاسباب او قاموسا للوقاية منها كالسرطانات والعدوى الفايروسية ...
من عربيتنا الفطرية نستخلص الاستخدامات الوظيفية للجذر (عرب) في ممارسة تستخدم اللسان العربي المبين بصفته خامة الخطاب القرءاني لغرض الامساك بالبيان ونرى ببساطة بالغة كيف تحمل الفطرة الناطقة حزمة من الاستخدامات يسخر فيها لفظ (عرب) في البناء العربي ورغم اننا نستخدم لفظ (عرب) في وظائف مختلفة الا اننا نجد ان المقاصد العقلية متحدة على ثابت واحد هو (خارطة الكلمة الحرفية) فحين ترتبط الحروف في حاوية كلامية تقوم الكلمة وحين تمتلك الكلمة خارطة حرفية واحدة فان المقاصد ستكون متحدة ونرى في فطرة نطق :
عرب .. هم قوم محددي النسب موطنهم الاصلي هو جزيرة العرب يتكلمون لغة عربية
عرّاب ... هو العارف بالانساب العربية
أعرب ... وهو لفظ يستخدم بقصد البيان فيقال (اعرب عن وجهة نظره او اعرب عن حزنه)
أعراب ... وهم فئة موصوفة من العرب
إعراب ... وهو وصف يلصق الفاظ الكلام بقواعد اللغة العربية التي ظهرت في زمن ربيع الفقه
عربة ... وهي اداة لها عجلة يراد منها حمل الاثقال ونقلها
عربون ... وهو مبلغ يدفع كمقدمة للعقود الرضائية في االبيوع والاجارة والرهن
عُرُباً أَتْرَاباً ... قيل ان المرأة (عربا) في (عربة) تحمل الجنس البشري
يعرب ... كثير من الناس ينسبون نسب العرب الى رجل يحمل اسم يعرب
أعرب عن وجهة نظره هو ذلك الشخص الذي امتلك قابض تكويني في فكره (رأي او مشاعر) فيعرب عنها ليعلنها وهي وسيلته في بيان مقاصده على (عربة) فأعرب عن مقاصده فيها.
لايزال اللسان العربي في مصر وما حولها يسمي السيارة الحديثة بلفظ (عربية) كما يسمون العربة التي تجرها الحيوانات بـ (عربية) ولفظ عربة يستخدم لكل سطحة متحركة على عجلات بما فيها عربة الطفل التي يعرفها كل ناطق بالعربية.
لفظ (عرب) في علم الحرف القرءاني يدل في مقاصد العقل على (قبض نتاج فاعلية وسيله) وكما عودنا متابعينا الافاضل ان نجرب نتاج علم الحرف القرءاني على حزمة من الالفاظ المختارة لكي نحصل على اليقين فيما نتج من علم الحرف ونرى :
عرب ... هم قومية من نسب يعربي فهم (القابضون) لـ (نتاج فاعلية وسيلة التناسل) من يعرب واسم يعرب يعني (مفعل قابض) لنتاج فاعلية وسيلة النطق فيعرب يعني عربي اللسان.
عرب ... هم قومية من نسب يعربي فهم (القابضون) لـ (نتاج فاعلية وسيلة التناسل) من يعرب واسم يعرب يعني (مفعل قابض) لنتاج فاعلية وسيلة النطق فيعرب يعني عربي اللسان.
عرّاب : هو القابض لنتاج فاعلية وسيلة يعربية فهو عراب الانساب الذين ينطقون العربية (نتاج وسيلة تناسل الامة)
أعرب : وهو لفظ استخدمه الفقهاء في بيان قواعد اللغة العربية فهو (قابض تكويني) لنتاج فاعلية وسيلة النطق فقواعد اللغة العربية ما هي الا (نتاج لفعل وسيلة النطق) والدليل ان العرب القدامى ما كانوا يعرفون قواعد العربية بل قواعد اللغة العربية هي (نتيجة) من فعل النطق بصفته وسيلة بشرية معروفة أي ان العرب تكلموا اولا وجاء فقهاء اللغة بعد ان تكلموا وقالوا بالقواعد العربية فذلك يعني ان الاعراب هو نتاج لفعل وسيلة النطق
علاقة الحرف بالعقلأعراب : وهم اقوام استخدموا الاسلام عربة تحمل ءامانيهم ولم يؤمنوا
(قَالَتِ الأَعْرَابُ ءامَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحجرات:14)
(يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً) (الأحزاب:20)
أي فرقة متحزبة تود لو انهم بادون بالاعراب أي ان يـ (جعلوا الاسلام عربة لامانيهم الدنيوية) ... والدليل انهم لو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا لان هدفهم لم يكن ايمانيا بل ان هدفهم كان ويكون يتربعوا على عربة اسلامية (قولوا اسلمنا ولا تقولوا ءامنا) فهم اتخذوا الاسلام لغرض غير ايماني فهم اعراب سواء كانوا عرب النسب او من اقوام غير عربية فالنص الشريف يشملهم جميعا
عربة : هو لفظ مشهور وهو حصرا من جذر (عرب) ببيان واضح مبين والعربة معروفة المقاصد فهي تحمل اثقال حائزها لذلك قلنا ان العربية تعني (عربة) (اللسان يحركها) (اللفظ عجلتها) (الفكر قائدها) (العقل وقودها)
معنى العربيةعربون ... هو صفة تبادلية تتبادل نتاج الوسيلة (القابضة الرابطة) بين البائع والمشتري فالعربون يمثل (نتيجة لفعل العقد) بين طرفين او اكثر فهو (عرب) تبادلي الرابط بين المتعاقدين .
عربا اترابا ... المرأة هي التي تفعل وسيلة نتاج لقبض وسيلة استمرار العنصر البشري فهي عربة تحمل وسيلة بقاء البشر فهي (ام البشر)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (لأعراف:189)
والعربة تحمل حملا خفيفا وثقيلا (فلما اثقلت) فالمرأة (عرب) بموجب منهجية اللسان العربي المبين.
كذلك انزلناه (حكما) متصفا بصفة (عربيا) فالقرءان هو حزمة احكام تغطي كل حاجات الانسان وكل متطلبات حياته في محيطه القائم وبالتالي فان احكام القرءان محمولة على (عربة) تتحرك مع كل زمن وتلك العربة تحمل سنن الخلق (احكام الله) التي كتبها لمخلوق البشر تتحرك عبر الاجيال
(وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرءانٌ مُبِينٌ) (يّـس:69)
(لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ) (يّـس:70)
فالقرءان منذر ينذر الاحياء ومن ذلك البيان لا بد ان تكون احكامه متحركة مع ظروف كل جيل يحمل القرءان ولن يكون لجيل محدد في حقبة زمنية محددة .
اذا كان القرءان قد نزل بحكم عربي أي على عربة أحكام متحركة عبر الزمن فذلك يعني ان قيامة القرءان فينا هو امر ملزم وعلينا ان نقرأ القرءان ونتدبر ءاياته باحكامه القائمة في زمننا وبالتالي يستوجب تعيير كل الممارسات الحضارية بموجب الحكم القرءاني القائم اليوم وما اكثر ما نحتاجه من معايير معاصرة لم يكن لها وجود في الزمن الماضي ولم يكن هنلك وسيلة ليعالجها حملة القرءان الاوائل فكل نشاط انساني معاصر تم احتلاله بممارسات معاصرة وقام المسلمون باستنساخ تلك الممارسات من امم لا تجعل لاحكام الله أي قاعدة او ضرورة في ممارساتها المتحضرة وقد شملت الممارسات الحضارية المأكل والمشرب والملبس والمسكن والتنقل ولن يبق شيء من الماضي وان لم نقرأ الاحكام الالهية المنزلة في القرءان والمتحركة مع جيلنا لتغطي حاجاتنا فاننا سنكون قد هجرنا القرءان يقينا وان قضينا العمر كله ونحن نتغنى بالقرءان فان القرءان لم ينزل لغرض التغني به .
تلك تذكرة فمن شاء ذكر ومن شاء هجر
الحاج عبود الخالدي
تعليق