وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ
من أجل بيان الايات البينات
(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (لأعراف:74)
من (هو) او من (هم) عاد ...؟؟
كيف لنا ان نذكر عاد ..؟؟ !!!
تلك التساؤلات لن تكون من فضول عقلاني بل هي تكليف عقلاني عندما يريد حامل العقل ان يحمل القرءان بصفته رسالة الهية موجهة للعقل الانساني عموما ولحامل القرءان خصوصا بصفته مدين بالدين الاسلامي في عهد المسلم باسلاميته لله سبحانه وهو يعلم انه بين يدي خالقه منزل القرءان وهو له . وضع الله سبحانه صفة (عاد) ووصفهم بانهم (قوم)
(أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (التوبة:70)
ربنا وضع لقوم عاد صفة انهم ظلموا انفسهم وذلك يعني انهم اساءوا لانفسهم ووصف عذابهم ومن صفات عذابهم يمكن ان نمسك صفاتهم سواء كان وصف عذابهم قائم في زمننا او لم يكن في زمننا وصف لعذابهم الا ان القرءان يذكرنا فنذكر ان شاء الله ان يذكرنا
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) (فصلت:13)
(وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) (الذريات:41)
(وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ) (الحاقة:6)
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ) (الحاقة:4)
البيان القرءاني يعلن صفة العذاب الذي اكتنف عاد بان (صاعقة) و (ريح عقيم) و (ريح صرصر عاتية) و (القارعة) وان استطاع الباحث ان يدرك صفات ذلك النوع من العقاب يستطيع ان يحدد صفة عاد ان كان في زمن مضى او زمن معاصر او ان يكون وصفهم بعذابهم سيكون في زمن ءاتي فيذكر فتكون صفتهم في العذاب منذر ينذر حامل القرءان ... نستحلب من الايات الشريفة صفات عاد لتكون ماسكة تربط بين العقاب والمخالفة
(وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) (لأعراف:65)
(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (لأعراف:74)
(وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُفْتَرُونَ) (هود:50)
(وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (هود:59)
(وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ) (هود:60)
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (ابراهيم:9)
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ) (الحج:42)
(كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:123)
(وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) (العنكبوت:38)
(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت:15)
(كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) (القمر:18)
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ) (الحاقة:4)
اهم صفة وردت في الايات القرءانية انهم (كذبوا الرسل) وحين يقرأ حامل القرءان انهم كذبوا الرسل فان صفة (عاد) تنحسر حين يتصور الناس وقوعها في الماضي مع الرسل لان الحاضر ليس فيه رسل ..!! وعندما يقوم العقل بتدبر النصوص القرءانية ويستبصر فيها سيجد ان الرسل هي ليست رسل الله بل هي رسلهم هم
(جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)
فمن هم الذين يمتلكون رسل وهم انفسهم يكذبون رسلهم هم ... !! النصوص القرءانية تصف عملية التكذيب لرسل الله ايضا
(عَادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) ...
من ذلك التدبر يظهر ان رسل الله كانت رسلهم ايضا واذا اردنا تطبيق تلك الصفة في زمن معاصر سنجد لها ممارسة مبينة يمكن ان يدركها كل ذي عقل ويجد مثلها لاغراض وضوح البيان في استخدامات الادوية الكيميائية حيث تظهر رسالة المؤسسة الطبية في تعليمات الادوية وهي عبارة عن مجموعة من التحذيرات بمضاعفات تلك الادوية ويتم ارسالها على شكل رسالة مطبوعة مع كل علبة دواء وتلك هي رسلهم التي يرسلوها لزبائن الدواء والى العناصر المهنية الطبية والصيدلانية ايضا الا ان الاطباء الذين يصرفون الادوية يكذبونها ويقولون (لاضرر منها) وهم يرون ءايات الله في اجساد مرضاهم وكيف يكون لمضاعفات الدواء اثرا ضارا ولعل الحقبة الزمنية المعاصرة تشهد بوضوح بالغ حقيقة مضار تلك الادوية كأيات بينات يعرفها رواد المؤسسة الصحية وهم يعلنونها بكثافة في شبكة الاتصالات الفعالة في زمننا الا ان ممارستهم سارية في عملية جحود لايات الله وهي عملية تكذيب لرسلهم اما رسل الله اليهم نراها على مرسلات الهية معروفة للعقل البشري بما فطر عليه العقل ان (الضرر والمنفعة لا يجتمعان وان اجتمع الضرر والمنفعة فالترك واجب) وفي القرءان نص دستوري يؤكد تلك الفطرة
(يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة:219)
وهيا لنتفكر فلن تنفع الصدقات وما ينفقون بل لا بد من (العفو) وهي في (قل العفو) ليتوب المتضرر من مسببات الضرر .... فيها اثم كبير ومنافع للناس ورغم منافعها الا ان الاثم الذي تحتمله اكبر من منافعها والاثم هو ما يتراكم من السوء الذي يحيق بمؤهلي السوء ولعل في مثلنا السابق اثخنت الدراسات الحديثة ءاثام استخدامات كثير من الادوية والهرمونات التي تتراكم مساوئها في جسد من يتناولها كما يفعل الخمر بشاربه وكل ضرر من سوء دوائي ما هو الا رسالة الهية للبشر وما هو الا جحود بايات الله فمن يبتلع الادوية وهو يرى ضررها يقينا انما يجحد بايات ربه وهو العائد الى الضرر بارادته فهو من مقومي العودة الى الضرر (عاد) وهو المعتدي على جسده (عاد)
معيار التفريق بين (الاثم) (اكبرمن) (المنافع) هو معيار فطري يمكن ان يدركه كل حامل عقل فان كان السوء ضمن قدرات الجسد في امكانية اصلاحه فهو ذو (اثم صغير) يقدر عليه الجسد فينعدم الضرر اما اذا استفحل السوء وعجز الجسد عن التخلص منه فان ذلك يعني ان المنافع اقل من الاثم وذلك المعيار لا يحتاج الى فرق بحث معاصرة ومؤسسات رسمية لاكتشافه بل يمكن ان يدركه كل من يمارس السوء او كل من يراقب السوء ونرى فيما نرى (مثلا) ان ملح الطعام هو اضافة فوق الطبيعة فلا يوجد مأكل خلقه الله مالحا الا ان الناس يضيفون الملح الى مطعمهم الا ان الفطرة ترفض الملح الفائق فان شرب احدهم من ماء البحر فانه يصاب بعجز كلوي قد يؤدي بحياته وتلك هي صفارة انذار تنذر الطاعم وتبلغه بايات الله (رسل الله) الا ان تكذيب رسل الله ورسائل فطرة العقل التي فطرها الله في عقل الانسان والجحود بايات الله اصبح له استكبارا في الرضا (الارض) فيأخذ كثير من الناس نشوة الاستكبار والاصرار على (العودة) الى ممارسة الفعل
(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:173)
(قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145)
وعندما نقرأ الايات نتذكر من (هو) عاد ومن (هم) قوم عاد فهم القائمين على العودة الى الاثم وهم يعلمون فكل عائد الى مخالفة لسنن الخلق انما هو حمال اثم وهو موصوف بصفة (عاد)
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:275)
انه قرءان كريم في كتاب مكنون وهو رسالة موجهة من الله للبشر وهي تحمل بيانها معها (وقرءان مبين) وما على العاقل الا ان يتدبر النص فيفهم مقاصد الله من اجل ان يكون (سليم) في تطبيقاته وانشطته وحين يكون (سليم في التطبيقات) يكون (مسلما) وعندها يكمل الله له دينه ويقبل منه الاسلام دينا
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:3)
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (10) الميتة
في الرابط اعلاه ذكرى من قرءان بتذكرة عشرية (1 ـ 10) في مجلس مناقشة محرمات المأكل وهي منشورة في الرابط ادناه
الجحود بايات الله يعني معرفتها ومخالفتها ولعل مثل استخدام الادوية والاغذية الصناعية هو خير دليل ذلك لان الناس يعلمون ضررها و(يعودون) الى استخدامها وكأنها اله متأله
(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ)
ولو اردنا ان نستدرج مثلا معاصرا لفاعلية (العادون) لوجدنا مثلا حيا بيننا في يومنا المعاصر في استخدام الهاتف النقال حيث تكثر رسائل العلماء (رسلهم) باضرار استخدام ذلك الجهاز الا ان الناس (يعودون) الى استخدام الهواتف النقالة بافراط شديد والاستكبار يمارسه كثير من الناس فقد سبق تقنية الهاتف النقال وما ظهر من سوء في استخدامها تقنية الافران المايكروية والتي تستخدم الموجات القصيرة جدا في طهي الاطعمة والتي تكاثرت فيها رسائل العلماء المعاصرين عن اضرارها الا ان الناس (العادون) يكذبون تلك الرسل ويجحدون بايات الله في ما يحضرون من اطعمة وما يمارسون من مخالفات ونقرأ هنا مخالفات ليست في مطاعم الناس بل في جحود مبين لايات الله
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) (المؤمنون:5)
(إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (المؤمنون:6)
(فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) (المؤمنون:7)
وبلسان عربي مبين في خامة خطاب قرءاني مبين ومن فطرة عقل يظهر البيان (عاد .. عادون) ولفظ عاد هو من جذر (عد) وفي البناء العربي نجد (عد .. يعد .. وعد .. عدد .. عاد .. عدو .. عدوان .. عادون ... و ... و ... و ..) ولعل جذر (عد) يمثل خارطة حرف لفظي لكثير من الالفاظ على عربة عربية تحمل مقاصد العقل وهي نفسها خامة الخطاب القرءاني ومنه البيان كما ورد في نصوص قرءانية (بلسان عربي مبين) ...
عندما نستعيد بدايات هذه السطور الحرجة ونتدبر العقوبات التي وعد بها الله (العادون) فنجد (صاعقة) و (ريح عقيم) و (ريح صرصر عاتية) و(القارعة) ونستبصر بعقولنا البشرية التي تحمل بنيانا موحدا في الخلق (لا تبديل لخلق الله) فيكون التذكير (من عقل لعقل) ونتسائل في :
الصاعقة : وهل كان للصاعقة وجود بين الناس ام ان الموت بالصعقة الكهربائية هو سبب معاصر للموت وقد وصل الى حدود كبيرة ادت الى وضع ذلك السبب من الموت منفردا في اسباب التأمين المعاصر في شركات التأمين على الحياة ... اليست المتفجرات صاعقة تقتل العادون ... اليست الاشعة النووية صعقة تصعق الناس فيموتون كما في هيروشيما وناكازاكي ابان الحرب العالمية الثانية ..؟؟؟
ريح عقيم ... ونحن نسمع اعاصير لا تعرف اسبابها فهي جديدة بحجمها وجديدة بدمارها ورسل العلماء تقول انها (مؤشرات غير حميدة للتدهور البيئي بسبب الاحتباس الحراري) والاحتباس الحراري بحد ذاته حملته رسائل علمية معاصرة الا ان كثيرا من الناس يكذبون رسلهم وينتجون مزيدا من الالة التي تعتعمد على المحروقات الاحفورية ويجحدون بايات الله التي اصبح بيانها منتشرا بين الناس ويستخدم الناس السيارات بافراط شديد جاحدين بايات الله مكذبين رسل الله في وباء البيئة المتدهور ومكذبين لرسل العلم التي تنذر بكارثة متحققة لا محال ..!!
ريح صرصر عاتية ... ونحن نعلم ان (صر) الشيء هو حفظه في صرة فـ (يحتبس الشيء) في الصرة ويتوقف تداوله واستخدامه وحين تكون صرتان صرة داخل صرة يكون (صرصر) وتلك هي الجسيمات المادية المقيدة في محيط الحياة (الاجواء) والجسيمات المقيدة في اجساد المخلوقات ومنها الانسان والكل يعلم كيف تتدهور صحة الانسان المعاصر في امراض لا تعرف اسبابها ولا تمتلك المؤسسة الصحية بكامل جبروتها معايير الوقاية منها او وسائل الشفاء منها ولن تستطع حشود كبيرة من الجهود العلمية والتطبيقية في وقف معدلات تزايد امراض غير معروفة السبب بين الناس مثل مرض السرطان والسكري وقائمة طويلة من الامراض المستعصية على جبابرة العلم والقرءان مهجور ولم يسجل المسلمون أي (سلام) لاجسادهم فهم كغيرهم من الناس في ريح صرصر عاتية تأكل اجسادهم
القارعة :
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) (القارعة:3)
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌأَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
القارعة في ما (ادراك ما القارعة) في بيان مبين من قرءان مبين انها مصيبة (تصيبهم) بسبب دستوري يقرأ في قرءان بـ (ما صنعوا) وما صنعوا الا دمارا للناس وهلاكا جماعيا في كارثة اصابت البشرية في اجسادهم او حلولا قريبا من دارهم وتلك خيمة اوزون ممزقة وظاهرة نينو في البحار وكتل ثلجية تذوب في القطب الشمالي لترتفع مناسيب البحار فتدمر ما تدمر حتى تغرق مدن كاملة ..!!
اولئك هم (العادون) وهم فرادى في (عاد) حين يعود جاحدا ءايات الله مكذبا رسائل الله في عقل مفطور ويكذب رسائله هو حين يعلن سوء فعله عندما يضع اله غير الله يتحكم به كالذين يؤلهون الوطن ويجعلون من (الوطنية) امانا امين للمؤمنين بالوطنية والوطن وجبروتا واستكبارا ومثلها الممارسات التقنية التي يعتبرونها الهة متاله يمنحهم ما يريدون ويعلنون علنا ان لا يمكن الرجوع الى حياة الماضي في طبيعة طاهرة فيتزاحمون في المدن وكأن الله قد خلق البشر ليسكنوا في المدن ويتركون الالة تزرع نيابة عنهم وكل ءالة تلقائية النشاط (اوتوماتيكية) بتقنية تتقدم باطراد فتشطب الانسان فاصبح الانسان مجرد ريبوت اقتصادي وسياسي يتحكم به المتسلطون على البشرية
فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً
وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ
ذلك هو القرءان وهذا عقل بشري يتذكر عاد ومعنا القرءان ذي ذكر
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ
وهنا نبأ مأتي في زمن نرى فيه ما يذكرنا الله به في قرءانه
وما ابريء نفسي من عاد وانا اكتب هذه السطور التذكيرية فاذكر واذكر عسى ان تنفع الذكرى
الحاج عبود الخالدي
تعليق