تقوم نظرية حكم الناس لأنفسهم وشرعية ممارسة الجماعة البشرية
وان عملية الاستخلاف الرباني
للجماعة البشرية
على الارض ضمن هذا الفهم الواسع لها
تعني توحيد الانتماء البشري الى
اله واحد هو الله تعالى
وتخصيص العبودية بالله جل وعلا
ورفض عبودية من سواه
وتحكيم مبدء الأخوة العامة في كل مجالات العلاقات الاجتماعية
وان الخلافة تقوم على الأستئمان والمسؤولية
وتتميز خلافة الجماعة بمفهومها القرءاني
عن حكم الجماعة
في الانظمة الديمقراطية الغربية
فان الجماعة في هذه الانظمة
هي صاحبة السيادة ولا تنوب عن الله
في ممارساتها وتعني المسؤلية من ناحية اخرى
ان الانسان كائن حر اذ بدون الاختيار والحرية لا معنى للمسؤولية
ومن اجل ذلك كان
وبامكانه أن يفسد أيضا
وبارادته واختياره
يحدد ما يحققه من هذه الامكانات.
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ *قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }البقرة30-33
اذ لا استخلاف بدون مستخلِف فالمستخلف هو الله تعالى
والمستخلِّف هو الانسان واخوه الانسان أي أن الانسانيه
ككل الجماعة البشرية والمستخلِّف عليه هو الأرض وما عليها
حيث لاسيد ولا مالك ولا اله للكون والحياة الا الله سبحانه
وأن دور الانسان في ممارسة حياته انما هو دور الاستخلاف والأستئمان.