الخالق لن يستقيل من صفته
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
استجابة لنداء موجه من احد الاخوة في معالجة ما يقال حول الخلايا الجذعية والاحلام الوردية التي يرسمها العلماء في مستقبل السيطرة على الامراض المستعصية من خلال زرع الخلايا الجذعية . .. كانت هذه الأثارة .
الاحلام الوردية التي يرسم العلماء لونها الوردي كثيرا ما تتبخر في كثير من المفاصل ولا تزال الذاكرة تحمل ضجة كبرى في عمليات استبدال القلب .. وقبل بضعة سنين تمت زراعة يد لرجل مبتور اليد ونجحت العملية نجاحا باهرا واصطبغت الاحلام باللون الوردي لدى الكثير من المعوقين بسبب طاريء او المعوقين خلقا الا ان خيبة الامل دقت ناقوسها قبل ان يتمم ذو العملية الناجحة عامه الاول مع يده المستعاره اذ بدأ الالم القاسي والشديد يدب في يده المستعارة وظهر على شاشة التلفزيون وهو يصرخ ... اقطعوا يدي واوقفوا الالم ..!!
استخدمت زراعة الخلايا الجذعية لاحد الملوك المشهورين عالميا وكانت تلك الزراعة في نخاع العظم وتحت غطاء اعلامي ولكن الموت كان نتيجة حتمية في برنامج الخالق فلم يستطع فيه الملوك وعروش العلم ان يتخطوا صلاحيات الخالق ابدا ..!!
العلم .. والناس .. والعقائديون ... يتصورون ان الله قد استقال من صفته في الخلق وان الخالق وضع الخلق في نشأة التكوين ومنح المخلوق فاعليات تلقائية وغادر الخالق مقعده ومباشرته لصفته في الخلق ... !!
العجيب ان تلك التصورات هي مركز مهم في ديانة البوذيين وديانة الزرادشتية (المجوس) وهي مبنية على ان الخالق قد غادر مقعده في الخلق بعد ان خلق النشأة الاولى ...
النصوص القرءانية تؤكد ان الخالق يبقى في صفته في الخلق وان التلقائية التي نراها في المخلوق من خلال سنن الخلق انما ترتبط ترابطا وثيقا في منظومة الخلق وفيها متحكمات تخضع لارادة الخالق بدءا من بداية المخلوق في النشأة الاولى انتهاءا الى نهاية برنامجه ..!!
في الخلايا الجذعية عندما يرى العلماء ان تلك الخلايا هي نشئ جديد ويتصورون انه تلقائي وانه سيكون وسيلة استشفائية انما تكون تصوراتهم التلقائية في الخلق هو محض باطل يتعارض مع صفة الخالق المتصف بصفة (الدائم) وصفة الدوام تشمل كامل الكيان الشريف للخالق وكامل صفاته ولا يمكن عزل صفة الدائم عن صفة الخالق ليكون الله دائم والخالق في اجازة !!!
(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (الانبياء:104)
تم التعامل مع النص اعلاه على انه صفات يوم القيامة ونهاية البرنامج في الخلق ولكن آخر الاية يؤكد غير ذلك في (انا كنا فاعلين) وذلك يؤكد ان اعادة بناء الخلق ذات صفة مستمرة غير متوقفة مع بداية الخلق ..
الناس والعلماء يتصورون ان الخلق قد بدأ من اول نسخة من بشر او بقر او طير ... ولكن الله يؤكد ان الخلق يبدأ مع كل مخلوق لان مرابط البذرة والنطفة لا تقوم تلقائيا بل لها مشغل يشغلها ويمسك بها
(أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) (الواقعة)
(إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (الأنعام:95)
(وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)(الأنعام: من الآية59)
ما كان عيسى عليه السلام يمتلك خلايا جذعية عندما صنع من الطين كهيئة الطير فنفخ فيه فصار طيرا
(أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ )(آل عمران: من الآية49)
اذن الخلايا الجذعية ما كان لها ان تكون مفصلا لتعديل منقصة في الخلق بل هي خلق له وظيفته المحددة في برنامج خلق الله
اذا تصور العلماء ان نجاحا سريريا قد تم مع الخلايا الجذعية فقد نجحت زراعة اليد المبتورة ونجحت النعجة (دوللي) عندما استنسخت ونجحت زراعة القلب ولا نزال ننتظر الزمن في نجاح زراعة الاعضاء ويجب ان تكون النجاحات في راصدة ترصد الخلق الاجمالي وليس مرصدا ذو مساحة محددة هي حياة المريض فقط ذلك لغرض رصد مؤثرات ذلك التغيير في السنن في نسل المريض ..!! او أي راصدة اخرى ترتبط بتقنيات الاعضاء الحية ..
وجد ان الخلية في جسد الكائن الحي تحمل مجمل برنامج الخلق لذلك المخلوق وعندما تكون الخلية في عضو من اعضاء الجسد فانها توقف البرنامج الاجمالي وتكتفي بتشغيل برنامج العضو الذي استعمرها ... اجريت تجربة في نقل خلية من لسان ضفدع نقلت الى عينه وتمت مراقبة تصرفات عقلانية الخلية في ثلاث سماءات (سماوات)
السماء الاولى ... عقلانية المادة
السماء الثانية .... عقلانية الخلية
السماء الثالثة ... عقلانية العضو
فيوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ...
كما بدأنا اول خلق ....... نعيده .... في عملية طوي سجل للكتب .. وتلك تحتاج الى صبر في مراحل قادمة من طروحاتنا
الخلايا الجذعية هي خلايا في مرحلة الطفولة كما هم الاطفال بعد حين يكون منهم المهندس والطبيب والنجار ... زراعة تلك الخلايا في العضو المصاب لا يعني ان الخلية تتحكم بالعضو .. الثابت ان العضو هو الذي يتحكم بالخلية وان الاصابة العضوية هو خلل في عقلانية العضو وليس عقلانية الخلايا عدا الخلايا السرطانية فهو جنون خلوي ولكن نخاع العظم هو عضو مستقل والكلية والقلب و المرارة هي اعضاء مستقلة لها عقلها فان كان الخلل في عقلانية العضو فان زراعة الخلايا الجذعية لن تصحح ذلك الخلل لان عقلانية العضو هي المسيطرة على الخلايا ..
الخلايا الجذعية قرءاة في خارطة المخلوق ولا يمكن ان تقوم علوم مؤكدة من خلال قراءة خارطة المخلوق اذا لابد من قراءة خارطة الخالق لمعرفة أي مفصل من مفاصل المخلوق
عندما تنتقل صفة الاثارة من عقل الى عقل فان العقل المتلقي يثور فينتج فتستقر الثابتة القرءانية في العقل ولن تكون مستنسخة
الفرق بين الاستنساخ الفكري والثابت الفكري ان الاستنساخ لا ينتج علما وان الثابتة الفكرية تنتج علما لمن اراد العلم
الحاج عبود الخالدي
تعليق