سنة نبوية في قرءان 1 ــ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ
من أجل احياء سنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (يونس:108)
( إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) (الزمر:41)
(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) (الأنعام:107)
(وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (الأنعام:66)
دأب المسلمون على مر تاريخهم ان يتعاملوا مع سنة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام عبر رواية الرواة واجمعوا ان السنة الشريفة لا تؤتى الا من خلال (الحديث) والرواية حصرا الا ان الفكر المستقل يرفض هجر القرءان وهو يحمل فيضا لا حصر له من السنن الرسالية الشريفة والتي خولفت علنا دون حياء من الله والرسول عليه افضل الصلاة والسلام من خلال ما يمارسه سلطويوا الاسلام الذين يمارسون اقسى انواع التسلط بصفتهم وكلاء الله على الناس لانهم يتسلطون (باسم الله) و (بأسم الدين) ولعل دور الفتيا او لجان الفتوى المنتشرة في اقاليم الاسلام او لجان الامر بالمعروف او الالسنة الحداد في الفضائيات والمنابر اوذوي الاقلام اللاذعة في المواقع الالكترونية او ذوي المؤلفات النارية ضد غيرهم من المسلمين انما يمثلون صفة الوكلاء عن الله في تطبيقات الدين والله الذي منع حامل الرسالة المحمدية الشريفة محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام من صفة الوكيل على الناس وحصر الوكالة في ذاته الشريفة الا ان سنن الرسالة المحمدية معطلة والقرءان ينطق بها
(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) (النساء:132)
(ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الأنعام:102)
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) (الاسراء:65)
رب قائل يقول ان ممارسة الفتيا او الامر بالمعروف او النصيحة في الدين انشطة عقائدية لا تندرج تحت صفة (الوكالة) بل هي مراشد دينية من سنة وقرءان استخدمها المسلمون منذ الصدر الاول للاسلام سنقول نعم الا ان السلطوية الكلامية او السلطوية القهرية المادية التي تصاحب تلك الانشطة تجعل منها اداة قهرية باسم الله وبأسم الاسلام وتلك صفة مبينة في كل تسلطية دينية خصوصا عندما يدعمها سلطان الاقليم بدولته التي تفرض قوانينها على الناس .... فهم معنى الوكالة يمنح الباحث عن الحق فرصة رؤية الحقيقة
وكيل ... لفظ من جذر (وكل) وهو يعني في علم الحرف القرءاني (ناقلية رابط ماسكة) فعندما يوكل احد الناس غيره في شأن ما انما ينقل اليه رابط ماسكة هي اصلا بيد الموكل نقلت الى الوكيل برابط محدد في الوكالة في بيع او شراء او رهن او غيرها من الشؤون التي تربط الشخص بنشاطه (ماسكاته) التي نقل روابطها الى الوكيل ... تلك الصفة الفعالة في الوكالة حسرت في الله سبحانه فيما يخص تطبيقات سنن الله فلا وكيل غير الله في امر الله وذلك يعني ان لا يوجد (ناقل لرابط الماسكة في الدين) غير الله فالله سبحانه هو الكافي لنقل روابط ماسكات الناس ذلك لان الله يدير كل امر (كل شيء) لانه هو الله (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) ... عندما اراد نوح عليه السلام ان ينجي ابنه ليركب في السفينة انما كان ءامر بالمعروف لابنه ناصحا له باسم الله الا ان الله منعه من ذلك التصرف ونعته بنعت قاسي وهو نبي رسول
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (هود:46)
ذلك لان الله سبحانه يدير الخلق من اصغر صغيرة لاكبر كبيرة وما من ورقة تسقط ولا رطب ولا يابس الا بيده ملكوته فبيده ملكوت كل شيء ومن ذلك المنطلق الراشد في ءايات الله البينات المفصلات يدرك المكلف انه انما يتدخل في شأن الهي عندما يفرض على الاخر تطبيقا دينيا سواء محددا بالفتوى او كان في شأن عام كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر او عند الهجوم على الاخرين بالكفر بفكر متسلط او نعتهم بالفسق بفكر متسلط اما طرح صفات الكفر او الفسق في انشطة بعض الناس او كثيرهم دون تسلطية فهو عمل يسري في صميم السنة النبوية الشريفة
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99)
فمن تسلط على الناس بأسم الله او بأسم الدين فهو انما كان وكيلا لله والله لم يجعل وكيلا له من البشرعلى البشر ولا يحق للمذكر برسالة الله اينما وجد رسالة الهية مهجورة فهو لا يمتلك غير صفة واحدة فقط وهي سنة من سنن الانبياء جميعا تقع في تكليف كل مكلف يريد ان يكون داعية لله
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وءاتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) (هود:28)
تلك تذكرة من قرءان يقرأ حين نتدبر نصوصه ونذكر بها من يذكر عسى ان تنفع الذكرى فالذكرى لا تقوم الا بامر مباشر من الله فالله ليس بمعجز في الارض حتى ياتي بمن يغطي عجزه
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
الحاج عبود الخالدي
تعليق