كيل المشاعر
كان احد الاغنياء كريما الى حد كبير فملأ وجدان الناس ومشاعرهم حتى فاقت شهرته على شهرة السلطان فامر السلطان بالقبض عليه لغرض اذلاله مما اضطر ذلك الغني الى التخفي وهو يحاول الهروب من تلك السلطنة فتعرف على شخصه احد جنود الملك وعندما قبض عليه قال له الغني (خذ هذا الخاتم الثمين فثمنه يكفيك عيشا لبضع سنين على ان تتركني لسبيلي) فاخذ الجندي الخاتم وتمعنه مليا فقال للغني (هيا اذهب وكأنني ما عرفتك) وما ان تخطى الغني بضع خطوات حتى استوقفه الجندي ليسأله وهو لا يزال يتأمل بذلك الخاتم (اخبرني ايها الغني ما حجم هذا الخاتم لحجم ثروتك .. ؟؟) فقال الغني هو (نقطة من بحر) فقال الجندي (الله يشهد اني لا املك من المال سوى هذا الخاتم ..؟؟ فان اعدت اليك هذا الخاتم واطلقتك فهل اكون اكثر منك كرما ..؟؟) فقال الغني (كلا ...!! ) فقال الجندي (كيف واني اهبك كل ما املك وانت تهب الناس جزءا مما تملك ..؟) فقال الغني (لاني اكرمت الناس بمشاعري نحوهم قبل اموالي ..!!) فقال الجندي (وما الفرق ..؟؟) فقال الغني (انت اكرمتني لتكون مثلي ..!! وانا اكرمت الناس لاكون مثلهم ..!!) فقال الجندي (وكيف تكون مثلهم وانت الغني وهم فقراء ..؟؟) قال لاني تحسست مشاعرهم حتى عشت فقرهم فاغدقت عليهم من مالي ..!!) فقال الجندي (زدني حكمة ايها الكريم) فقال :
عجبت لقوم يعتزون بمشاعرهم وهم يستخفون مشاعر الناس
سخرت من قوم يعرفون مشاعرهم وما عرفوا مشاعر غيرهم
كرهت قوما اذا اكتالوا مشاعرهم اكتالوها بصواع من ذهب واذا اكتالوا مشاعر غيرهم اكتالوها بصواع قحف من فخار
احترمت قوما نزفت خواطرهم لنزيف خواطر غيرهم
فرمى الجندي سلاحه معلنا برائته من جند السلطان
تعليق