انا وأولادي والخراف
كان يوما ذا مسغبة اثناء الهجوم الامريكي على العراق في شتاء عام 1991 فكان فيما كان من مساهمة منا في تخفيف عبيء تلك الايام على الناس ان نذبح كمية من الخراف وتوزيع لحومها وخرجت مبكرا الى سوق الخراف لاملأ شاحنة صغيرة منها واتيت بها الى الجزار على اتفاق مسبق معه وكان معي ثلاثة من اولادي وكانوا صبية فما ان وقفت بباب الجزار حتى انفلت احد الخراف قافزا من الشاحنة نافرا بسرعة مما جعل من اولادي يطاردوه لغرض الامساك به حتى قاربوا الوصول الى نهاية الشارع الطويل فخرج الجزار ليشهد الموقف فنادى باعلى صوته على اولادي ان اتركوا الخروف وشأنه فتوقفوا مذهلين من مطلب الجزار الا ان الجزار طلب من اولاده ان ينزلوا بقية الخراف من الشاحنة بسرعة ففعلوا والجزار لا يزال يلح على اولادي بالعودة وترك الخروف النافر وهم لا يصدقون مطلبه كما كان ذلك موقفي ايضا الا اني صبرت على طلب الجزار لانه يعلم ما لا نعلم في اختصاصه مع تلك الحيوانات وحين تجمعت الخراف بالقرب من الشاحنة واذا بالخروف النافر يتوقف وكأنه (يفكر ..!!) واذا به يعود بهدوء ليلتحق برفاقه الخراف برغبته هو فادخلهم الجزار الى مجزرته ليذبحه كما ذبح رفاقه بصمت ...!!!
من ذلك المشهد الذي تخصص بالخراف عرفت كيف تفعل الفئة الباغية المتحكمة بالارض فعلها بشعوب الارض فهي تتعامل مع سنة تكوينية في مستوى عقلي غرائزي لا يخضع لصحوة العقلاء بل لغرائزهم التي يمكن ان تقاد كما قاد الجزار خرافه
حكاية ملأت حارة من حارات العقل في حب الوطن والوطنية ... لاستكمال اللعبة الغرائزية في حب الوطن ننصح بالاطلاع على المنشور التالي
الله لا يحمي المواطنينحب المال هو حب غرائزي استطاعت الفئة الباغية المتحكمة بالارض ان تقود الجماهير كما قاد ذلك الجزار خرافه من خلال ربط تلك الغريزة بالعملة الورقية التي لا قيمة لها عند حائزها فهي عملة لا تحمل قيمتها معها بل تحمل منهجية فرعونية معاصرة تستخدم للهيمنة على البشر في كل بقاع الارض ..
العملة الورقية صفة شيطانية 2
الحاج عبود الخالدي
تعليق