كـ هـ ي ع ص
من أجل بيان خطاب القرءان بدلائل حروف الفاظه
(كهيعص) (مريم:1)
(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (مريم:2)
(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (مريم:2)
لا يختلف اثنان من حملة القرءان بماضيهم وحاضرهم ان الحروف المقطعة في القرءان لا تمتلك بيانا مفهوما وان اكثر الاراء التي قيلت فيها ان (علمها عند الله) وهو رشاد عقل حق الا ان ذكرها في (قرءان مبين) يجعل العقل معترفا انه عاجز عن بيان مقاصد الله في تلك الحروف كما تقوم في العقل راشدة عقل لا ريب فيها ان عجز العقل البشري عن فهم مقاصد الحروف المقطعة لن يكون ازليا ولا بد لحملة القرءان يوما يفهمون فيه تلك المقاصد ذلك لان الله يعلم عاقبة الامور فلو كان عجز العقل البشري ازليا في فهم الحروف المقطعة لما ذكرت تلك الحروف من قبل منزل القرءان (الله) وهو يصفه بانه قرءان مبين ..!!!
عندما ننطق قائلين لفظ ( أبي) فتكون مقاصد العقل مدركة البيان وعندما نقطع الحروف في النطق (أ , ب , ي) فان مدركات العقل تتوقف او تذهب نحو مدارك اخرى لا علاقة لها بالابوة كأن تكون في مقاصد فقرات محددة فتلك فقرة (أ) وفقرة اخرى رمزت بحرف (ب) وهكذا ندرك ان لكل لفظ خارطة حرفية وندرك تلك الظاهرة بيسر عندما نقرأ او نسمع (نحس .. حسن) او (رب .. بر) او (بحر ... حرب) فمثل تلك الالفاظ متحدة الحروف مختلفة في خارطتها وحين نتعامل مع (كهيعص) فان ذلك اللفظ لا معنى له في مقاصدنا ومقاصد من سبقنا وبالتالي فهو لفظ تثويري يثوره ربنا في عقول حملة القرءان من اجل التذكرة ليتذكروا سنن خلق النطق التي فطرها الله في الناس من اجل معرفة سنن الخلق فيهم ونقرأ القرءان بالحق ولا نوكل قراءة القرءان لابائنا فالاباء ما كانت فيهم الديمقراطية ولا يستخدمون الحقن الطبية والاغذية الصناعية او المحفزات الهرمونية ولم يكونوا عالمين بعالم الخلية وكروموسوماتها ولا يعرفون المجاهر التي تكبر الاشياء الاف المرات ... عندما يعجز العقل الانساني عن ادراك لفظ (كهعيص) فان تقطيع حروف اللفظ تضعنا في عجز دائم عندما نقول (كـ هـ ي ع ص) ذلك لان الحرف الواحد يقيم القصد في العقل ولا يقيم البيان حيث يبقى القصد دفين العقل حتى يردفه الناطق بحرف ثاني فيقوم البيان مثلما نقول حرفين منفصلين (ب) و (ر) فلا ندرك بيان العقل الا ان لفظ (بر) يقيم البيان وذلك لا يعني ان العقل الذي نطق (ب , ر) لا يمتلك مقاصد في عقله لذينيك الحرفين الا ان مقاصده تبقى خفية حتى يظهرها هو فيقول مثلا ان (الفقرة أ) كانت في شأن كذا فاصبح لحرف الالف بيان صادر من مقاصد الناطق وما كانت بيانا منقولا كما في اللفظ المكتمل البيان ... وفق نفس المنهج فان الله القائل (كـ هـ ي ع ص) في قرءانه يؤكد لنا الله سبحانه وتعالى مقاصده في تلك الحروف وهي مقاصد فطرت العقل وبموجبها كان خطابه القرءاني الينا فلا بد ان الله سبحانه قد اردف تلك الحروف بالبيان لان القرءان (مبين) وعندما نبحث عن مرادفات المقاصد الالهية في حروف الفاظ القرءان يقوم البيان من القرءان لمعرفة مقاصد الله ... ونقرأ القرءان ومنه نقيم علم الحرف القرءاني الذي نستخدمه كثيرا في مشروعنا الفكري ونحن في هذا المنشور نحاول ان نضع بعض اللمسات في منهجية قراءة علم الحرف القرءاني ونقرأ
(ص وَالْقُرءانِ ذِي الذِّكْرِ) (صّ:1)
عندما يكون القرءان ذي ذكر ونحن نعرف ان الذكرى هي فاعلية متنحية في العقل فنتذكرها فجاء حرف ص مرتبطا بالقرءان (ص و القرءان) فتقوم في عقولنا مدركة البيان الالهي ان حرف ص يعني في مقاصد العقل انه يدل على (فاعلية متنحية) بدليل ان ص ارتبطت مع القرءان ذي الذكر والتذكرة هي فعل متنحي في العقل وهنا تفعلت عقولنا لتدبر النصوص الشريفة لمعرفة مكامن البيان الالهي الشريف ومنه امسكت عقولنا بمقاصد حرف (ص) في القرءان ومن تلك الصفة التدبرية عرفنا 1/5 من كهعيص
واذا اردنا ان نتعامل مع عقولنا لنعرف مقاصد العقل في حرف الكاف فان ذلك الحرف سهل الادراك عندما يرتبط مع الالفاظ (كتاب .. كتابك .. لي .. لك .. و ..و ) وان قيل في تلك الصفات لغويا انها حروف التملك الا ان فطرة العقل تظهر وظيفة الحرف في النطق انه (ماسكة الصفة) ونجد ذلك الترشيد العقلي في نصوص قرءانية لا حصر لها فنرى (كن فيكون) وهي ماسكة الخلق عند النشيء فلكل مخلوق نشأة اولى ونرى لفظ (ملكوت) حيث تكون الكاف دليل ماسكة مثل لفظ الملك وحين نقول لفظ كف فان الكف هو ماسكة تبادلية الفعل (تعطي وتأخذ) وهكذا يرحل العقل على مركب حرف الكاف مع كل لفظ ينطق به الناطقون عربا او من غير العرب حيث يكون للحرف كاف دليل في مقاصد العقل البشري بان هنلك ماسكة للصفة مهما كان نوع الصفة في اسم او فعل مثلما نقول (فعل .. فعلك .. فعلكم) او نقول (كفعل فعله فلان) واذا ما تخطينا هذه السطور نكون قد اقمنا الذكرى في 2/5 من كهعيص
حرف الياء في مقاصد الناطقين حرف كثير الاستخدام واسع في وظيفته الحرفية وهو يبدأ مع كل (شيء) فلكل شيء حيز والا يكون موصوف بالعدم ولكل حيز يمكن ان يكون حائز فتكون الياء دليل مقاصد العقل لكل الخلق
(فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يّـس:83)
كل شيء ... حيث نرى الكاف في لفظ (كل) وهي ماسكة الصفة ونرى لفظ (شيء) وهو دليل حيز مخلوق وان لم يكن (شيء) فذلك يعني اللاخلق (عدم) فندرك ان حرف الياء هو حرف حيازة الصفة ويمكن ان ندرك تلك الراشدة في الفطرة الناطقة (كتاب .. كتابك .. كتابي ) فحرف الياء دليل حيازة الكتاب سواء كانت حيازة ملكية او حيازة اصدار الكتاب (مصدريته) وحين يكون لحرف الياء مقاصد عقلية في حيز الصفة او حيازة الصفة فنفهم قول الله
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّـس:82)
كن .... هي الماسكة التبادلية بين الخالق والمخلوق
يكون .. هي تبادلية حيازة بين حيز مخلوق (شيء) وبين رابطة الخلق التي ربطها الله من خلال (امره) ... اذا قامت الذكرى في مقاصد العقل في حرف الياء فاننا نكون قد حزنا 3/5 من كهيعص
حرف العين من الحروف الصعبة في النطق لذلك فهي لا (تتكرر) متتالية فمن الصعب ان ندمج حرفين متتالين لحرف العين فلا نستطيع النطق (ـعـع ) كما ننطق (ت ت ك ر ر ـ تتكرر) بحرفين للتاء والراء متتالية وذلك لان مقاصد العقل مع حرف العين تمتلك خصوصية بحيث لا يستفيد الناطق من تكرار حرف العين وقد وجدنا ان حرف العين منفردا في اللفظ عموما عدا الالفاظ المركبة
(وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ) (التكوير:17)
ولم نجد في النطق لفظا يحمل اكثر من حرف للعين اما لفظ عسعس فهو لفظ مركب من لفظين (عس + عس) وحين يدور العقل على الفاظ يستخدمها هو او يسمعها من الناطقين فلن يجد لفظا يحمل اكثر من حرف واحد للعين كما في بقية الالفاظ مثل (كبكبوا .. علل .. باب . . عديد .. يشي .. مليم .. صياصي .. سلسبيل ... ءأدم .. قلق .. ترتيب ... و .. و ..) هذه المعالجة الفكرية التدبرية سوف تنفعنا لمعرف مقاصد العقل في حرف العين مع الفاظ قرءانية
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:75)
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (النحل:76)
مثل قرءاني عن (عبد مملوك) لا يأتي بخير ونحن نعرف يقينا ما هي صفة العبد المملوك فهو انما يمارس نشاط مطلوب منه ومن المؤكد ان للنشاط غلة (نتاج) والغلة هي الهدف من كل نشاط فلا ينشط الانسان الا لغرض المنفعة الا ان المنفعة (الغلة) سوف لن تكون للعبد المملوك بل لمالكه وتلك الراشدة الفكرية تعني ان نتاج فاعلية العبد ينقلب سريانها من حيازة العبد الى حيازة المالك فلو قام العبد بالحرث والسقي انما غلة ما يقوم به لسيده (يأتي بخير) ومن تلك الرجرجة الفكرية نستطيع ان ندرك مقاصد اللفظ للفظ (عبد) ان نتاج نشاطه المقبوض منقلب المسار فاصبح واضحا ان لفظ عبد فيه حرف يشير الى (نتاج الفاعلية) أي (غلة النشاط) وهو (نتاج الصفة) سواء كانت فعلا او اسما او أي شيء وفي هذه النقطة التي يراد منها (اعلان المنهج الاستقرائي لعلم الحرف القرءاني) نبحث عن حرف العين في لفظ (عبد) فلو قلنا (عبر) فان اللفظ لا يدل على منقلب سريان صفة فالعبور هو وسيلة سارية ولو تدبرنا مقاصد لفظ (عقد) فلن نجد صفة القبض في انشاء العقد فلن يبقى من لفظ (عبد) غير مداليل حرف العين لتدل على نتاج الفاعلية (يأتي بخير) وهنا نصل الى محطة فكرية منيرة تبين لنا ان حرف العين يدل في مقاصد الناطقين على (نتاج فاعلية الصفة) ونكون قد انجزنا فكريا 4/1 من كهعيص
حرف الهاء هو من حروف الاسم الشريف (الله)... الاسم الشريف مشهور جدا عند الناطقين الا ان مقاصد العقل الحرفية تأتلف في صفة الخالق دون ان يكون للحرف دلالة قصد عند الناطقين بالاسم الشريف (الله) ومن الاسم الشريف الذي يعلن عن مقاصد عقلية ندرك ان صفة (الخالق) المطلقة التي تعلو فوق كل الصفات هي (الدوام) في صفته فهو الخالق في كل حين وليس خالقا في الازل واليوم ليس بخالق فهو خالق مستمر وحين يريد الباحث ان يربط صفة الاستمرار بحرف الهاء فان مراشد العقل تنحى نحو لفظ (له) فهو لفظ نستخدمه في مقاصدنا للدلالة على العائدية كالملكية او غيرها فنقول (ابنه .. امه .. منزله) فالمنزل منزله بصفة تستمر ما لم يعترضها عارض والابن ابنه دون عارض لان العائدية تكوينية لا تقبل التوقف اما الملكية (منزله) فهي عائدية مستمرة ما لم يقطعه عارض فالملكية عموما لا تسقط بالزمن (التقادم) لانها صفة مستمرة تكوينيا الا اذا قطعها قاطع عقدي وليس قاطع حيازة فالمال المسروق يبقى ملكا لمالكه وان سرقه السارق ودليل المقاصد العقلية الناطقة تظهر في حرف الهاء .. من تلك الرجرجة يظهر ان حرف الهاء حرف يدل في مقاصد العقل على استمرارية الصفة (الشيء) وهنا نكون قد وصلنا الى 5/5 من كهعيص
ك : ماسكة
هـ : مستمرة
ي : حيازة
ع : نتاج فاعليه
ص : فاعلية متنحية
فتكون (كهيعص) تعني في مقاصد العقل الناطق (ماسكة مستمر الحيازة لـ نتاج فاعلية متنحية) وتلك الصفة التي يمكن ان يدركها العقل تخص (ذكر) والذكر يخص زكريا (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) فزكريا هو عبد الله (عبده) وهو ينتج فاعليه في موصوفات مثله المسطور في القرءان وصفتها انها (كهيعص) فهي وان كانت فاعلية متنحية (ص) الا انها تمتلك (ماسكة ك) وتمتلك (نتاج فاعلية ع) وتمتلك (حيازة ي) وهي (مستمرة هـ) لانها تمثل ركنا من اركان سنن الله وبالتالي نفهم ان مثل زكريا ليس وترا في التاريخ ولن يتكرر بل هو قانون الهي له استمرارية نتاج ولذلك الرشاد بوابات علم كبرى الا ان علوم الله المثلى مهجورة ولكن علوم علماء المادة مطلوبة وبتلهف كبير
ما كان هذا المنشور ليقيم (علما مكتسبا) بل هو تذكرة تنتقل من عقل بشري ناطق لعقل بشري مثله والتذكرة تخضع الى ادارة الهية مباشرة ولا يمتلك المذكر سلطانا على المتذكر لان الله هو القائل
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
الحاج عبود الخالدي
تعليق