قبح الموظف الحكومي
والسياسة
والسياسة
كان الولاة والجندرمة والكتـّاب في دوواين الامبراطوريات القديمة قلة قليلة من الناس ذلك لان الامبراطوريات القديمة كانت قليلة الهيمنة على الناس وشؤونهم وحين نبتت الدولة الحديثة نبتت بوسعة محددة على حجم التدخلات عن ما كانت عليه في زمن الامبراطوريات الا ان وسعة نشاط الانسان المعاصر وتشعب الانشطة الحضارية الحديثة من سيارات ووسعة مدن ووسعة مصانع منحت الحكومات المعاصرة حق تكثيف دور موظفيها من حيث الكم والنوع فاصبح الموظف الحكومي يمثل شريحة مجتمعية واسعة تصل في بعض الدول الراديكالية الى حجوم رئيسية من بنية المجتمع ذلك لان الحكم الراديكالي يمتلك وسعة اوسع في التدخل في شؤون الجماهير وخصوصياتهم بما يختلف عن النظم الديمقراطية ويكفي ان نرصد تلك الظاهرة بحجم المؤسسات الامنية والمخابراتية واعداد عناصر الجيش المتزايدة دائما مع تدخل الدولة الراديكالية بالانتاج الصناعي والزراعي والسياحي مما يزيد كثيرا من حجم تعداد الموظف الحكومي ...
الدولة المعاصرة امتلكت ناصية مفتعلة افرغت في الساحة المجتمعية في نهايات القرن الماضي وبدايات القرن الحالي انصبت في لحن سياسي خطير (مكافحة الارهاب) فجعلت من الحكومات الديمقراطية شبيهة بالحكومات الراديكالية وامتلأت سجلات الوظائف الحكومية التي تواجه الجمهور في سلال من الاداريات القبيحة التي يحمل قبحها (الموظف الحكومي) وترى تدخلات الدولة في شؤون الجماهير تزداد بشكل طردي متزايد تحت منطق (مكافحة الارهاب) فاصبح الارهاب سياسيا هو وسيلة الدولة المعاصرة في سطوتها على جماهيرها وجماهير البشر جميعا اينما يكون حيث يزداد القبح الوظيفي بشكل مطرد في مفاصل متعددة من انشطة البشر في الحدود الدولية والمطارات والساحات العامة وتناقل الاموال دوليا وتناقل البضائع دوليا بحيث اصبح الانسان المعاصر يعيش في زمن القرون الوسطى على شاكلة اسطورة (حكم قراقوش) المتقلب الفاقد للمنطق ... لو يكون الارهاب سببا منطقيا مفتعلا فهنلك تدخل حكومي مفتعل لا يمتلك منطقا واضحا مثل سعير استخدام حزام الامان عند السياقة في المدن ومثل منع التدخين في المحال العامة في عملية خرق فاضح للحرية الشخصية التي يطبلون لها مع كثير من المفاسد مثل المثليين جنسيا وفساد العقائد كالرائليين والرقص الماجن مثل الروك والبوب والتحلل الخلقي المهين للرصانة البشرية كمخلوق عاقل يسود الخلق في الارض ولعل مزامير المونديال المبنية على الحرية الشخصية تكفي لوصف (اللامنطق) الذي تضطلع به الحكومات المعاصرة وحين يكون المنطق على طاولة بحث ميداني مع موظف حكومي قبيح فان خطر السيكارة لا يساوي خطر دخان السيارات ومداخن المحروقات المتزايد مع وسعة انتاج الطاقة بما فيها التسريبات النووية لمحطات تشع بالدمار البشري فان قبح الموظف الحكومي يتمنطق بتطبيق القانون وكأن القانون هو إله معاصر يستوجب العبودية له من خلال الجماهير بقيادة الموظف الحكومي الذي يمثل الكاهن لتلك العبودية ... ولا يخفى على الناس ان تسلطية الدولة على الحرية الشخصية تتدخل في بناء منزل او صناعة ثوب او لعبة طفل حيث تتسلط الدولة المعاصرة من خلال موظفيها على الحريات البشرية في الهجرة والسفر والزراعة والصناعة والسياحة والانجاب والزواج والطلاق ولم تترك الدولة الحديثة نشاطا الا وسجلت فيه حضورا يدمر الحرية الشخصية للانسان حتى وصلت الى الحجاب الاسلامي للمرأة المسلمة ليكون التدخل فيه هو من خصوصيات حكومات العصر ..!! وتكون اكذوبة الحرية والعدل والمساوات لعبة البدايات التي شكلت فيها الدول المعاصرة لتموت في ايدي حكومات حديثة في القرن الحادي والعشرين والتي تمتلك من الصلف ما يتصف بالقبح الشديد ..!!
البشرية تشهد تراجعا حضاريا خطيرا على نجاحات تقنية واسعة ولو شاهدنا او صورنا مشهدا لموظفي حفظ النظام والاقسام البلدية للمدن وهم يطاردون الباعة المتجولين وتجار الارصفة لعرفنا حجم قبح الموظف الحكومي الذي يمثل كلب حكومي سعران في شوارع المدن وهو يعلم ان حكومته كان عليها توفير فرص العمل لاولئك الباعة المتجولين الذين يبحثون عن لقمة عيش تسد عنهم حاجة الفاقة او التطاول على اموال الناس بالسرقة ... التراجع الفكري البشري يسري بين البشر على نظام الاستكانة والخضوع للقهر كما كانت منهجية الامبراطوريات في القرون الماضية وبالتالي فان الحضارة القائمة الان تشهد كفافا انسانيا يزداد خطورة بزيادة اعداد الموظف الحكومي القبيح وتعيد البشرية الى زمن ما قبل الحضارة بصفاتها التي كانت مماسك الثوار الذين امتلكوا صفات ثورية من اجل الخلاص من العبودية في بناء نظم العدل والمساواة ومن تلك الشعارات حصلوا على بطاقات تأييد جماهيرية وقامت الحكومات وفق مفاهيم شفافة صادقت عليها جماهير البشر الا ان الحكومات المعاصرة انما تخون عهد انساني كان قد قدمته للجماهير وهي تتحلل منه اليوم من خلال زيادة رقعة صلاحيتها ضد حرية الانسان عموما وفي كل مكان وفي اكثر الدول التي تدعي الديمقراطية الا انها كاذبة خائنة لا ترعوي ذمة ما قدمته من عهد لجماهيريها . انهم موظفون حكوميون يمتلكون وجها قبيحا في كل مكان
الحاج عبود الخالدي
تعليق