كومبارس سياسي
من المعروف بين الناس ان وظيفة المصطلحات الدارجة بينهم تمنح الموضوع موجزا للبيان يمتد الى عمق وظيفة المصطلح ومهنيته في المقاصد ان كان المصطلح مهني الصفة ولعل لفظ (كومبارس) يعني في المقاصد مهنية ذلك النوع من النشاط حيث ينشط سوق (الكومبارس السياسي) هذه الايام وعندما ينشط الكومبارس على خشبة المسرح السياسي فان ذلك يعني ان المسرحية على وشك البديء وان شخوصها يستعدون في غرفة بعيدة عن المسرح لاستكمال اخر درس في سيناريو المسرحية كما يتم اعداد ماكياج وجوههم واكسسوارات ملابسهم بما يتناسب وأدوارهم... لقد شاهد جماهير اقليمنا اليعربي حشدا كبيرا من اولئك الكومبارس في الايام الثلاث الماضية وهم يرتدون حلل سياسية جديدة وماكياجات غيرت كثيرا من سحاناتهم السياسية المعتادة ولكن لا احد يعرف اين خشبة المسرح ومن هم جمهورها ...؟؟ هل هي في أعظمية بغداد او بصرية عربستانية او لبنانية دمشقية ام ان خشبة المسرح السياسي ستعود الى حارة حريك او مشارف غزة وربما قلبها ... السبب ان الكومبارس السياسي لا يعلن حقيقة دوره السياسي حيث حملت ذاكرتنا التي لم تختزلها ابتسامات الكومبارس السياسي قبيل دخول الكويت عام 1990 وما جرى من حراك سياسي عجيب وظهور تحالفات عربية غريبة هزت مشاعر الوحدويين العرب وصفقوا كثيرا لشخوص المسرحية ..!! الا ان الابتسامات الكومبارسية كانت خبيثة بخبث الحدث الذي اعتلى وظيفة تلك الانشطة السياسية الفوقانية لاوطان العرب فتحول الاتحاد الرباعي العربي الى كارثة عربية قبرت حلم الوحدويين ودخل الكويت جيش نظامي وجيش شعبي جعل من الكويت كالهشيم ولا يعرف الجمهور ان الكومبارس السياسي قد اخذ دروسا توجيهية بذلك قبل الحدث فكان بعد الحدث متمنطقا باللامنطق ...!! ... من ذلك الفصل الدرامي السياسي العربي عام 90 جعل الكومبارس السياسي من شعب العراق دامع العين فارغ البطن يستورد كثيرا من الضماد العاطفي من شعوب العالم ... الكومبارس السياسي في وقتها قام بتخدير جماهير المسرح السياسي فمنح المخرج الدرامي احد الكومبارسيين صفته الدكتاتورية حتى وقعت الواقعة وما ادراكم ما الواقعة فهي كانت تحت اقدام العراقيين في مكمن نفطي يتحكم بكل نفوط العالم أجمع فاصبحت الجماهير مطايا هلاكها ... وقعتهم في الواقعة جعلتهم يستجدون مواقف غير عربية أمثال (جون جلوي) لان الابتسامات العربية تحولت في الفصل التالي لدخول الكويت الى نباح عربي على جمهور مسرح العراق ..!! في حين آبار نفوطهم ينعقها الغربان ...!! ... حقيقة ان المثل العربي الذي قيل شعبيا (جررت اذني لشطارتك) ادت الى ان تكون آذان جماهيرنا السياسية طويلة من كثرة الجر ..!! فيسمعون الكومبارس السياسي حتى وان همسوا فيما بينهم وان سمع الجمهور المتفرج (لغطا) غير مفهوم فتراهم يؤلفون المقالات لصناعة سلال من الاراء اكثر من سلال العنب في فصل الصيف فتضيع المخططات الداكنة ولا يراها الباهتون على حراك مسرحي سياسي جماهيره خـَد ِرَة ًمـُخـَد َرَة ً.... فمن يتفق معنا هنا ان نحافظ على طول آذننا ولا نجرها لشطارة المخرج الذي اختار الكومبارس والسيناريو الكومبارسي الذي ظهر في الايام الماضية ..!!... ذلك لان الحكيم لا يلدغ من جحر مائة مرة ...!!! فطبول الحرب الاهلية تطرق بشدة في أعظمية بغداد ..!! وبغداد امتلأت بكومبارس سياسي عراقي أصيل في عراقيته وعرقيته ..!! اما عراقيته فقد ذابت كقطعة ثلج في شمس تموز ..!! اما عرقيته فاكثر كومبارس العراق يحمل جوازين للسفر واحد عراقي للصراع والآخر في زريبته التي آوته خارج العراق ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق