غنم القوم نفشت في الحرث
من أجل بيان دستورية النص القرءاني
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ }الأنبياء78
من المؤكد ان النص الشريف هو (مثل) يقيم البيان وحين تختفي شخوص المثل القرءاني في بطن الزمن الا ان البيان القرءاني يبقى قائما ابدا ما دام لسنن الخلق فعل تنفيذي وتلك هي من فطرة عقل فلا بد ان يكون للقرءان قيامة فينا ... الحكم يقوم (في الحرث) وصفة الحاكم (المتحكم) هي صفة دواودية سليمانية ذلك لان داوود المشخص بنبوته وسليمان المشخص بنبوته ايضا هما شخصان من بشر عاشا في بطن التاريح واننا لا يمكن الرجوع اليهم وبموجب نص قرءاني الا اننا نستطيع ان نبحث عن الصفة الداوودية والصفة السليمانية القائمة في زمننا ليكون لحكم تلك الصفتان (حكم في الحرث) عندما تنفش فيه غنم القوم ..!!
{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ }يس31
استحالة الرجوع الى داوود وسليمان وقومهما بموجب النص الشريف لا تعني ضياع البيان وبالتالي فان دستورية البيان القرءاني لا بد ان تمتلك فاعلية خلق تتكرر عند تكرر نشاطها (اذ نفشت غنم القوم فيه) ونحن في زمن العلم الذي تتكشف فيه سراعا سنن الخلق النافذة والتي كانت خفية على الناس الا ان الله شاء ان يظهر كتابه (المبين) وهو وعاء نفاذية سنن الخلق فعرف البشر (مثلا) ان الماء هو نتيجة لاتحاد عنصري الاوكسجين والهيدروجين وهكذا فان القرءان في زمن العلم محمول على عربة الحكم كما جاء في النص الشريف وننصح بمراجعة ادراجنا
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ }يس31
استحالة الرجوع الى داوود وسليمان وقومهما بموجب النص الشريف لا تعني ضياع البيان وبالتالي فان دستورية البيان القرءاني لا بد ان تمتلك فاعلية خلق تتكرر عند تكرر نشاطها (اذ نفشت غنم القوم فيه) ونحن في زمن العلم الذي تتكشف فيه سراعا سنن الخلق النافذة والتي كانت خفية على الناس الا ان الله شاء ان يظهر كتابه (المبين) وهو وعاء نفاذية سنن الخلق فعرف البشر (مثلا) ان الماء هو نتيجة لاتحاد عنصري الاوكسجين والهيدروجين وهكذا فان القرءان في زمن العلم محمول على عربة الحكم كما جاء في النص الشريف وننصح بمراجعة ادراجنا
الحكم في الحرث بسبب غنم القوم حين نفشت فيه لا يمتلك اي عنوان معاصر له استخدام (معروف) بين جماهير البشر وحملة القرءان رغم ان المفسرين تحدثوا عن حوادث حدثت في الزمن الماضي ربطوها بذلك النص الا ان دستورية القرءان تعلن انه (ينذر من كان حيا) فتسقط تلك التفسيرات من الصفة الدستورية بل يقوم القرءان (حكما) محمول على عربة تسير مع الزمن وتنذر الاجيال التي يحل القرءان فيها بصفته الدستورية ومن تلك الصفة يستوجب على حامل القرءان ان يحمل قرءانه في زمنه ولا يوكل ذلك الى ماضي الاحداث بل الى عصرنة الحدث الذي يقيم القرءان بيانه وحكمه
الحكم هو في الحرث .... من عقلانية النص (للذين يعقلون)
السبب هو ان غنم القوم نفشت فيه .... من تدبر النص (افلا يتدبرون القرءان)
سليمان وداوود ... هي صفة الحاكم ... من تبصرة النص (افلا يبصرون)
وفي رحلة فكرية (تفكر) مع اللسان العربي المبين نحاول اقامة التذكرة لمعرفة مضامين تلك الالفاظ في اوليات العقل فنتفكر كما امرنا الله ان نتفكر بالامثال القرءانية
سليمان ... لفظ من جذر (سلم .. يسلم .. سليم) فيكون سليمان هو (مثنى) سليم يتبادلان الصفة مثلها عربيا مثل (وليد .. وليدان .. جميل .. جميلان) فهما صفتان تمتلكان تبادلية فاعلية الصفة (وليد) وفاعلية صفة الجمال في مدركة فطرية محض ...
هل يمكن ان ندرك صفة (سليم) حين تتبادل الصفة في حيز سليماني يعيش يومنا المعاصر ..؟؟ من المؤكد ان مثل تلك المدركة تحتاج الى استقلالية فكرية عالية التفعيل ومنها يمكن ان تقوم الذكرى في عقل فكر مستقل وبعدها يمكن انتقال الذكرى (من عقل بشري لعقل بشري اخر) فيقوم البيان القرءاني في الصفة السليمانية ... سوف لن نذهب بعيدا لتقوم الذكرى فالمجتمع الوطني المعاصر يمتلك صفة الـ (سليم) ففيه حرص بالغ على قيام (المصلحة العامة) في (السلامة الوطنية) وهي مصلحة تتصف بصفة (سلم سليم) يتبادلها المواطنون في موطنهم فمقتل شخص واحد (مثلا) يمثل خرقا لسلامة كل المواطنين لذلك فان المجتمع الوطني المعاصر يحمل الصفة (السليمانية التكوينية) ورغم ان تلك الصفة يحملها المواطنون وجدانيا الا ان المنظرين للوطنية (الفئة الباغية) سخروا تلك الصفة وهي (سنة خلق) لاغراض تغويم المواطنين واخضاعهم الى سلطوية حاكمة تحت فاعلية وجدانية يمتلكها المجتمع في تبادل صفة الـ (السليم) بين افراده (سنة خلق سليمانية) الا ان (ام الحكومات) تستثمر سنن الخلق وصولا الى اهدافها وهنا نريد ان نؤكد الفارقة بين سنة الخلق السليمانية (تبادل السلم) واكذوبة الاوطان التي تدعي (المصلحة العامة) وترتستم لسلطويتها عذرا في (سلامة المواطن) وتقيم (الحكم) فيه ولعل ظاهرة الزامية (حزام الامان) عند قيادة السيارات خير دليل على وسعة استثمار تلك الصفة التكوينية في تسليط العصا على الجماهير تحت حجة (حكم) (سلامة المواطن) ... تلك الصفة (تحكم في الحرث) بالشراكة مع الصفة الداوودية فما هي الصفة الداوودية ..؟؟
داوود ... لفظ استخدم كاسم علم وكأنه لا يمتلك اي تصريف لفظي الا ان العربية البسيطة في البناء العربي الفطري تربط لفظ (داوود) بجذر (دوى) فيكون البناء اللفظي العربي (دوى .. يدوي .. دويا .. دواء .. داوي .. داوود ) ... مثله في البناء العربي (سوى .. يسوي .. سويا .. سواء .. ساوى .. ساووا) (رد .. يرد .. يتردى .. رادود) حيث نجد في لفظ (رادود) تطابقا في خارطة الحرف مع لفظ (داوود) حيث يضاف حرفا الواو ويتكرر حرف الدال لتتحول الصفة الى اسم علم (رادود) وهو من لفظ (رد) كما في لفظ (دوى .. داوود) ... من تلك المعالجة العربية البسيطة جدا يتضح ان الصفة الداوودية تقع في صفة (الدوي) الا ان (داوود) يقلب صفة الدوي كما هو (الرادود) الذي يقلب صفة الرد فيكون رادود ومثله من يقلب صفة الدوي يكون داوود ...
في زمننا ما اكثر الدوي المرتد وما اكثر الصفة الداوودية التي تتصف بصفة الضجيج التي تطلقه التقنية الحضارية المعاصرة ففي كل حراك حضاري مكنني لا بد ان تظهر صفة الدوي تعقبها صفة الارتداد ذلك لان الموجة الصوتية وغير الصوتية هي طاقة (لا تفنى) وتبقى تمتلك صفة الدوي الداوودي بالارتطام في الاشياء وترتد منقلبة المسار لتصطدم بعاكس مادي اخر فترتد ومن ثم تنطلق لترتد في دويها حتى تضيع الا انها لا تضيع (لا تفنى) بل تتشعب الى شعب لا حصر لها تحت صفة داوودية (حاكمة) في فضائنا الذي نعيش فيه
صفة الدوي تلك خضعت لتجاربنا الشخصية في تسعينات القرن الماضي في مدينة بغداد وكنا نتحسس صفة (الدوي) من خلال مجسات تسجيل الصوت البسيطة لالة التسجيل الصوتي ومن خلال سماعة الطبيب حيث لاحظنا شدة الدوي ونشاطها وكانت مراقبتنا لتلك الظاهرة لا تفتر الا في منتصف الليل و (لا تتوقف) الا انها تمنح الباحث حجم فارق الدوي بين الليل والنهار ويستطيع كل شخص ان يفحص صفة الدوي تلك وذلك بتقريب فوهة قدح معدني من صيوان الاذن بمسافة بضعة سانتيمترات فلسوف تـُسمع ضوضاء متزايدة عندما يكون الفحص اثناء النهار وتقل ليلا مما يقيم عند الفاحص رسوخا لا ريب فيه ان تلك الضوضاء (الدوي) هو من نشاط المكننة البشرية خصوصا في المدن الصناعية حيث يختفي الدوي عند الفاحص في الريف البعيد عن المدن والمصانع وفي بطن الصحراء الا انه لا يختفي بشكل تام ... عند استخدام سماعة الطبيب فان مجس الدوي يظهر عند وضع السماعة على سطح اي وعاء موجود في موقع الفحص
اذن الصفة الداوودية المجردة من شخصية داوود النبي هي التي تستقرأ في زمن العلم ويمكن الوصول اليها عن طريق خامة الخطاب القرءاني (بلسان عربي مبين) كما حملت البيان التذكيري سطورنا السابقة
الصفة السليمانية والصفة الداوودية شكلتا (حكما حاكما) في الحرث والحكم هنا من صفة (الحاكمية) التي تكون ملزمة (تفاعلية ظاهرتان) تقيمان حاكمية (في الحرث) فما هو (الحرث)
نحن نعرف الحرث عموما انه تهييج الارض استعدادا لزراعتها فالحرث يقصد به في وظيفة استخدام لفظي شائع (حرث الارض) الا ان القرءان لا يحدد وظيفة اللفظ في ممارسة محددة بل القرءان هو (خارطة خلق) تتعامل مع اوليات المقاصد الشمولية للعقل ونسمع القرءان في حرث الدنيا وحرث الاخرة وهو استخدام لفظي لا يتصل بحراثة الارض للزرع
{نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }البقرة223
فالنساء حرث سواء كان القصد في النساء عنصر المرأة او كان في القصد العلمي القرءاني في (المنسيات) التي ينساها الانسان فتكون تحت لفظ (نسائكم) وتلك المنسيات يمكن الامساك بها عند حرث الذاكرة لاستخراجها عند الحاجة اليها وقد اثبت منهج علم النفس التجريبي ان الذاكرة لا تموت في العقل ويمكن استرجاع منسيات الانسان وعلماء النفس التجريبي لهم (محاريث) ممنهجة للوصول الى اعماق الذاكرة واستخراج الذكريات المنسية (نسائكم) .. حرث ... لفظ يعني في علم الحرف القرءان (انطلاق فاعلية فائقة الوسيلة) ومنها حرث الارض لانباتها ومنها (عجينة الحياة) التي يحرثها الانسان في نشاطه وقد جاء النص الشريف مؤكدا لصفة الحرث في (عجينة الحياة) وهو وعاء نشاط الانسان وسعيه اليومي
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }الشورى20
فالحرث هو (انطلاق فاعلية فائقة الوسيلة) وهو ما يحصل حصريا في زمننا التقني المليء بالمكننة التي تشارك الصفة السليمانية بصفتها الداوودية التي تصدر ازيزا متواصلا فلا توجد ماكنة صامتة ابدا حتى الماكنة الالكترونية (الحاسبة الالكترونية) فهي تمتلك ازيزا لا يظهر الا في بطن الليل بعد ان يقل النشاط البشري الذي يفرط باستخدام الالة خصوصا السيارات فهو (دوي متحرك متنقل) يمزق سكون كل مكان تنشط فيه تلك الالة الصارخة التي تمتلك (منطلق فاعلية) (فائق) (الوسيله)
الصفة السليمانية والصفة الداوودية التي اقيم بيانها التذكري تمتلك حاكمية في الحرث (عجينة الحياة) الا وهي حاكمية تقوم بسبب (اذ نفشت فيه غنم القوم)
غنم القوم (مغانمهم) فالالة لا تتحرك الا ومن ورائها (غنيمة) وذلك بيان تدبري من نص قرءاني فما تتحرك ءالة من ءالات هذا الزمان الا ومعها رباط (الجدوى الاقتصادية) التي تتصف بصفة الغنيمة (غنم) وتلك الالات تنفش في (عجينة) الحياة (حرث الدنيا) حكما سليمانية (تبادل السليم) و (الدوي المرتد) وكان الله لحكم تلك الصفتان شاهدا ..!! فماذا يعني لفظ (نفشت) ...؟؟
نفش ... لفظ نستخدمه في مقاصدنا عند تفتيت الشيء ونشره منفوشا ... وهو يعني في علم الحرف القرءاني (فاعليات متعددة متنحية تتبادل الفاعلية) فلو نفشنا حفنة من القطن (مثلا) فاننا سنقوم بفاعليات متعددة وهي متنحية عن صفة القطن المتلابس بشعيراته فنحولها (نفشا) الى الياف قطنية متناثرة تتبادل الصفة فيما بينها بتبادلية (فعل) في الصفة حيث تفترق الشعيرات القطنية التي كانت متداخلة بينها فحين ننفش حزمة قطن الى حزمتين فان الشعيرات في الحزمة (أ) تكون قد انفلتت من تماسكها مع شعيرات الحزمة (ب) وفي نفس الوقت يكون الفعل تبادليا حيث تكون شعيرات الحزمة (ب) منفلتة من شعيرات الحزمة (أ) وتلك هي تبادلية الفعل في النفش الذي نعرفه في ممارساتنا فكيف بنا واذا (نفشت) عجينة الحياة وفقدت مرابطها ...!!! ؟؟ انها ازمة العصر في امراض عصرية تنتشر وبيئة تتدهور من حاكمية ( حكم سليماني) في (السلامة الوطنية) المفتعلة تشاركها صفة داوودية من الدوي المتكاثر ارتدادا ينفش عجينة الحياة ويدمر (الحرث) الذي يحيا فيه البشر
نحن نقرأ القرءان بعقل مستقل مستندين الى ضوابط لا تخضع للرأي
تدبر النص القرءاني
الاستبصار بالمثل القرءاني
اللسان العربي المبين
فطرة العقل
نقيم التذكرة لمن يشاء ان يتذكر ليكون من المنذرين وهو حي يرزق يسعى للنجاة ولا تحمل سطورنا اي الزام فكري نحو الاخر فمن كان يريد البقاء مع غنم قوم سليمان وداوود فليبقى فلا سلطان فكري لبشر على بشر بل التذكرة سنة رسالية مؤكدة في القرءان
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق