هل يمكن أن تقوم ثقافة اسلامية معاصرة
من أجل يوم إسلامي مستقل ثقافيا
المثقفون العرب امتلكوا ناصيتهم الثقافية بموجب هوية ثقافية مزجت كثير من الممتزجات التي لا تصلح كثير منها للمزج .
كثير من المثقفين ركبوا ناصية تبني الفكر الثقافي من مجتمعات بشرية اخرى
كثير منهم امتلكوا ناصية الهوية الوطنية العربية ونزعة العلياء العربية
كثير منهم ركبوا مراكب الثقافة الاسلامية المبحرة في التاريخ بمعزل عن الحاضر
واخرون اعتدلوا بين تلك المراشد الثلاث واقاموا جامعية فكرية ثقافية
الاعتدال الثقافي وان حقق نجاحا مرموقا الا انه فقد الهوية الثقافية التي تتصف بصفة الانتاج الثقافي الذي يمكن توأمته مع بيئة المثقف وكثيرا ما تعرض المثقفون المعتدلون الى الاختناق الفكري في مفصل بيئي فرضه المجتمع بضرورة قولبة المجتمع في هوية عربية او اسلامية لا يمتلك فيها المثقف سيفا حاسما في تغييرها .
اكثر تلك الاختناقات الفكرية شمولية هي (حرية المرأة) حيث ضاقت السبل الفكرية بين يدي المثقفين المعتدلين الذين يمتلكون سلة فكرية من ثقافات مختلفة ويحاولون الحصول على عصير فكري متجانس حلو المذاق .
الاختناق الفكري في حرية المرأة اتخذ اشكالا متعددة وصلت الى حد الصراع الفكري بين التطرف الاسلامي والتطرف العربي (الغيرة الذكورية) من جهة وطبقة المثقفين المعتدلين الذين فقدوا هويتهم الانتمائية وهم يدافعون عن حرية المرأة كفكر يضم سلة من الافكار الاقتصادية والسياسية واحيانا علمية وبيئية اجتماعية وتشدق الفكر الثقافي المنوع بشعارات مرئية مثل (المرأة نصف المجتمع) وان حجرها المنزلي ضياع لنصف جهد الامة .. !!
عندما يتم التعامل مع بنود اقتصادية (المرأة نصف المجتمع) فقد المثقفون المتطرفون اسلاميون كانوا او عربا قدرة المناورة وسجلت الثقافة ذات الهوية الاسلامية او العربية اختناقا مماثلا للاختناق البيئي الذي عانى منه المثقفون المعتدلون بحزمة من الثقافات الفكرية !!!
ذلك المثل ينطبق على كل محاور النقاش الفكري الذي خاضه المثقفون على مر زمن ربيع الحضارة المعاصرة وعندما يسجل التطرف الثقافي نصرا محددا انما يخسر موقعا ثقافيا في جانب اخر كما في الثقافة السياسية التي انتصر فيها الفكر الديمقراطي ماحقا وساحقا للفكر العقائدي والنزعة العلوية العربية فاصبح صوت المتسكع يساوي صوت العالم والمثقف في صندوق الاقتراع ..!!
مائة عام وبحر الثقافة العربية والاسلامية هائج غير مستقر والنجاحات التي حققها الفكر الثقافي الجامع في الهيكلية السياسية هو الذي منهح المثقفين الجامعين للفكر الثقافي فرصا للنجاح فكان النجاح الثقافي نجاحا مفروضا بمنهجية الحكم ولم تكن القناعات ذات قاعدة جماهيرية بل ثقافات ملكت شخوصها دون مصادقة جماهيرية واضحة .
تلك الاثارة لا تسجل على قاموس الارهاصات الصحفية او الفكرية بل هي محاولة لتشخيص داء ثقافي منشور على صفحات مقروئة لغرض تحفيز الفكر من اجل ثقافة تمتلك مقومات معاصرة ولها مرابط مع الهوية العربية والاسلامية في آن واحد .
لو اخذنا الشعر الحر بصفته وليد ثقافة معاصرة تمتلك هوية عربية معاصرة ولكنه منهج كلامي قديم قدم القرءان بسجعته المعروفة وبسبب الاصرار على ولادة ثقافة معاصرة تحرر مريدوا الشعر الحر من هويتهم الاسلامية ليقيموا هوية معاصرة متجاوزين حدودهم الشخصية بسبب تأثرهم بالفكر المستورد ومناداتهم للتحرر من الماضي وبناء حاضر مسمى باسمهم !!!
اذا كان للشعر الحر تحليللا عقلانيا فانه سجعة كلام استخدمت في قرءان الله نسجها حملة فكر شيوعي او فكر قومي او فكر متحرر ونسبوه لانفسهم وصفق لهم جمهور المثقفين في مسخ هوية عريقة لها جذور اصيلة لا يمكن ان تفنى !!!
الامثلة التي تعالج موضوعية الثقافة العربية والاسلامية المعاصرة كثيرة لا حصر لها وان شملت هذه السطور بعض الامثلة فجعبة القول فيها ما يزيد ويزيد ..
عصرنة الثقافة العربية او الاسلامية لا يعني مسخ الهوية وبناء نوادي روتري جديدة اكثر بيئية بل يعني التمسك بالهوية العربية والهوية الاسلامية وبناء طود ثقافي له مركز قرءاني له حضور علمي وثقافي وادبي لان القرءان موصوف انه لم يفرط فيه من شيء ابدا ...
المسلمون يمرون الان في إزمة خانقة تخص يومياتهم ومستقبلهم بصفتهم مسلمين فقد انقطع حبل الود المزعوم بين رواد الحضارة المعاصرة والمنظومة الاسلامية بعد احداث ايلول المفبركة في امريكا وبالتالي فان اعلان العدوان على المسلمين اصبح واضحا حين رفع عنه الغطاء باحداث مفتعله مما يجعل جيل المعاصرين امام مسئولية تاريخية توجب عليهم الحراك الفكري وصولا الى الحراك التطبيقي من أجل وقف العدوان بوسيلة تقوية الجسد الاسلامي ومثل ذلك النشاط لا يقوم الا حين تقوم ثقافة اسلامية مستقلة عن أي نوع من الثقافات الهجين ويستوجب الاعتماد على متطلبات قائمة في جيل الأزمة نفسها وعدم الالتفات الى ثقافة التاريخ الاسلامي وذلك لعدم فاعلية الحلول في يومنا المختلف جوهريا عن الأمس ومن تلك الراشدة الفكرية يستوجب ان تولد ثقافة اسلامية معاصرة في احظان معاصرة جدا وذلك لان جيل الاباء في زمن النهضة الحضارية شرب رحيق حضاري مسموم وبنى ثقافة اسلامية هجين تنفث اليوم سمومها في برامجية تم اعدادها منذ زمن طويل لاجهاض الاسلام من خلال اجهاض المسلمين انفسهم وهو ما يجري في ساحة معاصرة الان وبالتالي فان قيام استراتيجية ثقافية معاصرة لن تكون من خلال نشيد اسلامي او منسك اسلامي يتفعل كما في بناء الجوامع المزخرفة او في هالة الرموز الاسلامية بل يستوجب ان تتبنى ثقافة مسلمي اليوم طرقا غير تقليدية في العنفوان الثقافي تجعل من المسلم قادرا على حماية نفسه من هجوم حضاري مستعر .
كثير من المثقفين ركبوا ناصية تبني الفكر الثقافي من مجتمعات بشرية اخرى
كثير منهم امتلكوا ناصية الهوية الوطنية العربية ونزعة العلياء العربية
كثير منهم ركبوا مراكب الثقافة الاسلامية المبحرة في التاريخ بمعزل عن الحاضر
واخرون اعتدلوا بين تلك المراشد الثلاث واقاموا جامعية فكرية ثقافية
الاعتدال الثقافي وان حقق نجاحا مرموقا الا انه فقد الهوية الثقافية التي تتصف بصفة الانتاج الثقافي الذي يمكن توأمته مع بيئة المثقف وكثيرا ما تعرض المثقفون المعتدلون الى الاختناق الفكري في مفصل بيئي فرضه المجتمع بضرورة قولبة المجتمع في هوية عربية او اسلامية لا يمتلك فيها المثقف سيفا حاسما في تغييرها .
اكثر تلك الاختناقات الفكرية شمولية هي (حرية المرأة) حيث ضاقت السبل الفكرية بين يدي المثقفين المعتدلين الذين يمتلكون سلة فكرية من ثقافات مختلفة ويحاولون الحصول على عصير فكري متجانس حلو المذاق .
الاختناق الفكري في حرية المرأة اتخذ اشكالا متعددة وصلت الى حد الصراع الفكري بين التطرف الاسلامي والتطرف العربي (الغيرة الذكورية) من جهة وطبقة المثقفين المعتدلين الذين فقدوا هويتهم الانتمائية وهم يدافعون عن حرية المرأة كفكر يضم سلة من الافكار الاقتصادية والسياسية واحيانا علمية وبيئية اجتماعية وتشدق الفكر الثقافي المنوع بشعارات مرئية مثل (المرأة نصف المجتمع) وان حجرها المنزلي ضياع لنصف جهد الامة .. !!
عندما يتم التعامل مع بنود اقتصادية (المرأة نصف المجتمع) فقد المثقفون المتطرفون اسلاميون كانوا او عربا قدرة المناورة وسجلت الثقافة ذات الهوية الاسلامية او العربية اختناقا مماثلا للاختناق البيئي الذي عانى منه المثقفون المعتدلون بحزمة من الثقافات الفكرية !!!
ذلك المثل ينطبق على كل محاور النقاش الفكري الذي خاضه المثقفون على مر زمن ربيع الحضارة المعاصرة وعندما يسجل التطرف الثقافي نصرا محددا انما يخسر موقعا ثقافيا في جانب اخر كما في الثقافة السياسية التي انتصر فيها الفكر الديمقراطي ماحقا وساحقا للفكر العقائدي والنزعة العلوية العربية فاصبح صوت المتسكع يساوي صوت العالم والمثقف في صندوق الاقتراع ..!!
مائة عام وبحر الثقافة العربية والاسلامية هائج غير مستقر والنجاحات التي حققها الفكر الثقافي الجامع في الهيكلية السياسية هو الذي منهح المثقفين الجامعين للفكر الثقافي فرصا للنجاح فكان النجاح الثقافي نجاحا مفروضا بمنهجية الحكم ولم تكن القناعات ذات قاعدة جماهيرية بل ثقافات ملكت شخوصها دون مصادقة جماهيرية واضحة .
تلك الاثارة لا تسجل على قاموس الارهاصات الصحفية او الفكرية بل هي محاولة لتشخيص داء ثقافي منشور على صفحات مقروئة لغرض تحفيز الفكر من اجل ثقافة تمتلك مقومات معاصرة ولها مرابط مع الهوية العربية والاسلامية في آن واحد .
لو اخذنا الشعر الحر بصفته وليد ثقافة معاصرة تمتلك هوية عربية معاصرة ولكنه منهج كلامي قديم قدم القرءان بسجعته المعروفة وبسبب الاصرار على ولادة ثقافة معاصرة تحرر مريدوا الشعر الحر من هويتهم الاسلامية ليقيموا هوية معاصرة متجاوزين حدودهم الشخصية بسبب تأثرهم بالفكر المستورد ومناداتهم للتحرر من الماضي وبناء حاضر مسمى باسمهم !!!
اذا كان للشعر الحر تحليللا عقلانيا فانه سجعة كلام استخدمت في قرءان الله نسجها حملة فكر شيوعي او فكر قومي او فكر متحرر ونسبوه لانفسهم وصفق لهم جمهور المثقفين في مسخ هوية عريقة لها جذور اصيلة لا يمكن ان تفنى !!!
الامثلة التي تعالج موضوعية الثقافة العربية والاسلامية المعاصرة كثيرة لا حصر لها وان شملت هذه السطور بعض الامثلة فجعبة القول فيها ما يزيد ويزيد ..
عصرنة الثقافة العربية او الاسلامية لا يعني مسخ الهوية وبناء نوادي روتري جديدة اكثر بيئية بل يعني التمسك بالهوية العربية والهوية الاسلامية وبناء طود ثقافي له مركز قرءاني له حضور علمي وثقافي وادبي لان القرءان موصوف انه لم يفرط فيه من شيء ابدا ...
المسلمون يمرون الان في إزمة خانقة تخص يومياتهم ومستقبلهم بصفتهم مسلمين فقد انقطع حبل الود المزعوم بين رواد الحضارة المعاصرة والمنظومة الاسلامية بعد احداث ايلول المفبركة في امريكا وبالتالي فان اعلان العدوان على المسلمين اصبح واضحا حين رفع عنه الغطاء باحداث مفتعله مما يجعل جيل المعاصرين امام مسئولية تاريخية توجب عليهم الحراك الفكري وصولا الى الحراك التطبيقي من أجل وقف العدوان بوسيلة تقوية الجسد الاسلامي ومثل ذلك النشاط لا يقوم الا حين تقوم ثقافة اسلامية مستقلة عن أي نوع من الثقافات الهجين ويستوجب الاعتماد على متطلبات قائمة في جيل الأزمة نفسها وعدم الالتفات الى ثقافة التاريخ الاسلامي وذلك لعدم فاعلية الحلول في يومنا المختلف جوهريا عن الأمس ومن تلك الراشدة الفكرية يستوجب ان تولد ثقافة اسلامية معاصرة في احظان معاصرة جدا وذلك لان جيل الاباء في زمن النهضة الحضارية شرب رحيق حضاري مسموم وبنى ثقافة اسلامية هجين تنفث اليوم سمومها في برامجية تم اعدادها منذ زمن طويل لاجهاض الاسلام من خلال اجهاض المسلمين انفسهم وهو ما يجري في ساحة معاصرة الان وبالتالي فان قيام استراتيجية ثقافية معاصرة لن تكون من خلال نشيد اسلامي او منسك اسلامي يتفعل كما في بناء الجوامع المزخرفة او في هالة الرموز الاسلامية بل يستوجب ان تتبنى ثقافة مسلمي اليوم طرقا غير تقليدية في العنفوان الثقافي تجعل من المسلم قادرا على حماية نفسه من هجوم حضاري مستعر .
البيان القرءاني يؤكد ان الاسلام منصور بطبيعته التكوينية ويستطيع حملة القرءان ان يتمسكوا بقرءانهم موضوعيا فلن تنفع ثقافة تقديس القرءان بل يستوجب ان تقوم ثقافة فهم القرءان والبحث فيه عن حلول آنية تنفع في تفعيل الحلول بديلا عن ثقافة كشف المساويء او ثقافة النفور من الدوحة العقائدية بصفتها دوحة عاجزة عن تقديم مضامين فعالة في الحل .... قيام ثقافة اسلامية معاصرة لن يكون قرارا جماعيا بقدر ما يمتلك صفة فردية ذلك لان المنظومة الاسلامية تمنح النصر لمنتسبيها سواء كانوا جماعة او فرادى فالمسلم المؤمن منصور بدينه حتى لو كان في عاصمة الكافرين وحيدا... بين القرار الفردي والقرار الاممي تقوم الكيفية في خلق ثقافة اسلامية تمتلك حراك جماهيري لا يمكن ان يخضع لسيطرة سلطان او منهجية عدوان خفي تجهض أي محاولة اسلامية من اجل الخلاص ...
لا خير في أمة تضل طريق الخلاص وهي تحمل القرءان
(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً) المزمل:19
الحاج عبود الخالدي
تعليق