نجوى طـَرَقـتْ طـُرقَ السـّماء ِ
لكَ العـُتبى ربـّي حينَ تحجـُبني عنكَ الذنوبْ
وتعتري النفسُ رغباتٌ حمـّلتني الكروبْ
فمراكبَ الدُنيا أبحرتْ بي في بحور ٍ.. أفقدني رَشـَدَكَ
مائجة ٌ بموجـِها .. فنسيتُ يومي .. وحـَرمتني مقربتكَ
وعـزَلتني فـِعالي عن رحمتكَ
وأسقطتني ذنوبي .. مساقط َ المخسرينْ
فأستحى وجهي .. في دوحة َ المستغفرينْ
وقـَبـْلَ القنوط ِ من وهن ْ نـَفسي
عرفتُ أن لا قنوط َ من رحمتكْ
فأنتَ تغفرُ كلَ الذنوب ِ ولن تـَستثن ِ
فذهبَ الوهنُ عني .. وركبتُ مراكبَ الفرارْ
فرارٌ من كل ذنب ٍ .. ومن كل ِ موقف ٍ جبارْ
فـَعـَييتْ .. وما وعيتْ .. فهي تلالاً من نارْ
سابحاتٌ في ذاكرة ٍ .. لا تهجعُ من الذنب ِ
في كل ذكرى .. مبضعٌ يخد ِش القلب ِ
أيـْـــه ...!! كم قسوت ِ يا نفسُ على هواك ِ
فمات َ هواك ِ ... وما نفعتْ دنياك ِ
فنفرتُ من مجلسي الصـَدوعْ
واقتفيتُ طريقَ السماءِ في خشوعْ
فوجدتُ طرقـَها في الارض ِ عريضةً
وكلُ طريق ٌ له مـَطرقْ
طرقتُ كلَ الطرق ِ الى السماء ِ
حتى ادركتُ بابها الكبيرْ
عليه حرسٌ شـِدادْ
فسألتهم أين مطارق َ هذا البابْ
فقالوا ليسَ لهذا الباب مـَطار ِقْ
فهو بابُ رحمة الله ِ ... لا يحتاج لمطارقْ
لأن ربكَ كتبَ على نفسه ِ الرحمة ُ
خجلتُ من ذنوبي وتعلثم َ لساني
وضاقَ الصدر ... ونزفتْ العيونْ
وأمتهنتُ نفسي ... فهي مـَهينة ٌ بذنوبها على ابواب ِ رحمةَ رب ٍ حنونْ
وما إن دنوت ... فتحتُ الباب .. وبعدها أبوابْ ... مشرعـه
تـتـفتـح ْ... فقد جاء الفتح ْ ... وانهارتْ الروح ْ
في ثنايا كرمَ الكريم
(إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (لأنفال:19)
يا أيها الإنسان
ما غرّكَ بركَ الكريم ْ
الذي خلقكْ
فسواكَ .... فعدلكْ
في أي صورة .. ما شاءَ ركبكْ
كلا
بل تكذ ّبون بالدينْ
فــيا روحي .. ليس لك بعد اليوم أن تنوحي
فلا نصير لك ِ غيرَ من خلقك ِ ..
فـبالذنب بوحي
فالباقيات الصالحات ...
تمسخ ُما أجترحتِ من الجروح ِ
فلن تنثني خطوة ً بعدَ اليوم ِ
خطواتُ شيطاني .. غدتْ في وضوح ِ
وصراط ربي صار إنشودة عقلي .. وروحي
طرقت باب السماء ِ .. فوجدتها طرقٌ مـُفـَّتـَحـَة ٌ ..
فما خابَ الطموح ِ
الحاج عبود الخالدي
تعليق