حوارية مع فلاح ؟
ازمة سوء ( الآسمدة الاصطناعية )
ازمة سوء ( الآسمدة الاصطناعية )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاقتنا مرة الصدف مع احد المزارعين ذوي الخبرة القديمة في اصول الزراعة الارض ، وكان يضع بضاعته عند احد الباعة للفواكه والخضر.
فسالت : هل هذه الخضر والفواكه نستطيع تناولها بطمانينة و سلام ؟ هل استعمل فيها الغبار الطبيعي ؟ أم سنتجرع بتناولها سموم المواد الكيماوية المصنعة التي تدخل في تركيب هذه الآسمدة ؟
أندهش المزارع لصيغة ملاحظتي ، وكانها ملاحظة لم يكن ابدا يتوقعها أو يتوقع أن تطرح ؟ لأن التعامل مع الآسمدة الكيماوية اصبح من المسلمات لذا كل مهتم بالشأن الفلاحي من المزارعين الى القطاع العام أو الخاص .
فاجاب مستدركا : اين هي أيام زمان وغبار الارض وطيب خضرها ، اننا نحاول قدر الامكان المحافظة على بعض الاراضي سليمة معافاة بما يتوفر لنا من غبار الانعام .
فسالت :ولكن لما تنتهجون نفس الآسلوب مع جميع الارض ..
فاجاب : الغبار الذي يتوفر لنا لا يكفي لجاجات الزرع فنضطر لتسميد معظم الاراضي بالاسمدة الكيماوية ؟
فرددت :ولكن لما لا يكفي ما يتوفر من الغبار ؟ هل لقلة الماشية ؟ أم ماذا ؟ ولما كان نفس الغبار يكفي لآجدادنا في ماسبق والان لم يعد يكفي ؟
هنا اصيب ذلك المزارع مرة اخرى بدوامة من الذهول !
كانه يعثر ـ ولآول مرة ـ على لغز كبير ، فاردف قائلا : فعلا لما تعد تكفي .. ؟؟لآن أصلا ما لدينا من حبوب ( بذور الزراعة ) هي كذلك دخل عليها التعديل الصناعي .. وهي لا تصلح اصلا الا مع تلك الاسمدة ؟ اما الغبار الطبيعي كانها تتقياه ولا تقبله ..؟؟
وهنا اجبت بدوري : ولكن اين البذور الحقيقة الاصلية التي كانت رائجة مند فترة قليلة فقط ..
فقال : اننا مع الاسف لم نعد نجدها بكثرة .. لقد أصبح العثور على البذور الطبيعية امرصعب ان لم يكن مستحيل .. الا في بض القرى النائية وعند بعض الفلاحة المحافظين على أراضيهم وهم قلة في قلة ؟؟
فسالت مرة اخرى : ولكن من أين تاتيتكم هذه البذور ( المصنعة ) ؟؟ فاجاب :نستورد كل صناعتنا حتى الفلاحية منها من الخارج ..
فانهيت حواري : قائلا ..علمتَ الان ما مرّ عليكم في غفلة وعن عمد ، كان هدفهم ان يفقد الفلاح مرابطه مع الارض .. حتى باتت البذور غير البذور ..والآرض غير الآرض ..
السلام عليكم
تعليق