الرق السياسي في العنفوان
الثوري
الثوري
من المعروف قديما وحديثا ان الثورة تقوم نتيجة احتقان جماهيري وتفاقم ايدلوجي في العجينة المجتمعية ذات صفة سالبة تجعل من الثورة مفتاح لذلك الاحتقان ويبدأ قادة الثورة بنشاط تصفية اركان سياسة العهد السابق وغالبا ما يطفو العنف كوسيلة لتصفية عناصر ادارة مسببات الاحتقان الذي كان سببا للثورة فربما تفرض الاقامة الجبرية على الامبراطور في قصره الفخم مع حاشيته الا ان القتل يكون من نصيب جلاوزة الظلم
الفئة المتحكمة في الارض كيفما كان اسمها فصفتها (متحكمة بالارض) تمتلك ذلك الارشيف بشكل خاص لانه كان في نجاح بدايات تلك الفئة في الثورة الفرنسية التي اقيم على نجاحها تفعيل نظرية الدولة الحديثة التي نظر اليها احد منتسبي الفئة الباغية (جان جاك روسو) والتي انتشرت بشكل سرطاني او (بصفة سحر ساحر) في مجمل الارض فان لم تكن تطيح بملوك وسلاطين من سلالات قديمة الا ان الدولة الحديثة حولت اولئك السلاطين والاباطرة الى براويز سياسية معدومي الصلاحيات مثل امبراطور اليابان ...
تلك الفئة التي نتحدث عنها استخدمت صلاحيات الثورة في انقلابات عسكرية متتابعة ووصفتها بصفة الثورة خصوصا في منطقة الشرق الاوسط في النصف الثاني من القرن الماضي حيث استمر الثوار يحكمون في بلدانهم بقانون الثورة ففي العراق مثلا عاشت الثورة طيلة حياة مجلس قيادة الثورة الذي اوصل العراقيين الى يومهم المعاصر تحت تشريعات ثورية ونرى في مصر لا يزال قانون طواريء ثوري فعال ونرى بشكل واضح ثوار اسلاميون في ايران وافغانستان واليمن وفي مناطق متفرقة في العالم وكأننا نشاهد ملحمة حرب بشرية تتأقلم في اقليم بحيثيات ثورية تقلب استقرار الناس الى هرج وتجعل الانسان اداة مقادة بخيوط غير مرئية فالثوار دائما يتصفون بصفة جدار يحجب فاعلية الاذرع المتحكمة بالارض ...
شمولية الصفة الثورية والثوار تلتصق بشكل يقيني بنتاج تلك الثورة ومصداقية شعارات الثوار تظهر من خلال نتائج تطبيقية لا توحي بان الثوار ثوار بل هم عملاء في كل مكان يحجبون خطط سوداء تحيكها فئة من الناس لهم مصالح في تحويل البشر الى قطعان بشرية (غوييم) يقادون في اقليم بما تأقلم فيه من فكر فهنا اسلام وهناك مسيح وهنا سيخ وهناك تاميل وفي كل مكان فكر متأقلم مع الثوار وكثيرا ما ينقسم على بعضه كما في لبنان الطائفية او العراق المذهبي الثورة المتوائمة مع العرقية او ايران الفارسية النزعة في توأمة مع فكر متأقلم مع الاسلام
الفكر السياسي يحتاج الى ترجمة معاصرة لمقومات الثورة بعد ان انحسرت وسيلة الانقلابات الحكومية في الربع الاخير من القرن الماضي فيكون الحراك العقلاني الواعي يبحث عن زر اطفاء نزعة الانقلابات الثورية لمعرفة زر التشغيل القائم الان من اجل فهم الواقع السياسي الاقليمي لكل اقليم على اسس مرئية بعين العقل خارج شاشة العرض السياسي المبرمج الذي يقود الجماهير فكريا الى مسارب سياسية محددة الابعاد بشكل مسبق .
الحاج عبود الخالدي
تعليق