تويت
الذئاب والكهنوت السياسي
ذاكرة ودليل كهنوت السياسة بين الأمم :
ذاكرة ودليل كهنوت السياسة بين الأمم :
في شتاء بداية العام 1998 كنت مستقرا في رومانيا لأغراض تجارية وفي صبيحة يوم روماني بارد انفجرت في الصحف الاوربية ومنها الرومانية فضيحة مأساة عائلة عراقية متكونة من ابوين وثلاثة اطفال أكلتهم الذئاب على مشارف منطقة غابات على الحدود الالمانية كان قد تركهم متعهد تهريب المهاجرين غير الرسميين على اساس ان يأتي الطرف الالماني في عملية التهريب ليستلم العائلة ويوصلها الى مقرها المتفق عليه الا ان ذلك المهرب الالماني لم يأتي مما جعل تلك العائلة نهبا لذئاب الغابة المفترسة في اروع قصة إنسان في زمن متحضر تحتضر فيه الإنسانية بشكل مقزز...!!
في نفس اليوم المشؤوم الذي كان فيه ذلك الخبر محزنا للنفوس كان الموقف السياسي العراقي مع الامم المتحدة قد مر بمصاعب خانقة وتهاتر كلامي مع قوى التحالف بقيادة امريكا عندما منع النظام السابق مجموعة من المفتشين الاممين بالدخول والتفتيش في احدى مؤسسات التصنيع العسكري واظنها مؤسسة (نصر) فاستعرت المواقف الرسمية الدولية والاممية ضد المسؤولين العراقيين وتعالت صرخات سياسية متعددة المصدر بضرورة معاقبة رجالات الحكم العراقي الا ان مساء ذلك اليوم كان صاعقا مثل صباحه حيث تم استقبال وزير الخارجية العراقي (طارق عزيز) في فرنسا في اعلى درجات البروتوكول السياسي والدبلوماسي وكان الاستقبال مليئا بالحرس الجمهوري الفرنسي ذو الاناقة العالية وكان طارق عزيز يركب سيارة فاخرة مع رتل مرافق وفي أبهة بهية مع علياء دبلوماسية عالية الجودة منظورة على شاشات الفضائيات ..
قبل ايام تحدث طارق عزيز من داخل سجنه عن تداعيات خروج القوات الامريكية في الظرف العراقي المتهريء قائلا ان (امريكا ستسلم العراق للذئاب) وهو تصريح غريب لسياسي سجين صامت مع زملائه المسؤولين العراقيين السابقين دون أي تصريحات تتناقلها الصحف عدا ما قيل في المحكمة التي حاكمت بعضا منهم فتذكرت ذئاب ذلك اليوم الالماني الذي مزقت فيه اجساد عائلة عراقية في قلب اوربا مرتبطا باناقة استقبال طارق عزيز في فرنسا الذي يتحدث اليوم بغربة بالغة عن ذئاب ستفترس شعب العراق بعد خروج الجيش الامريكي
كيف تم استقبال طارق عزيز بحفاوة كبيرة في فرنسا في زمن ازمة شديدة مع العراق تخللها مطالب معلنة لمجلس الامن بمعاقبة أي مسؤول عراقي ينشط خارج العراق وهو هو طارق عزيز نفسه ومن سجنه بعد عشر سنين مع ذئاب تأكل الشعب العراقي ...!! ولماذا لم يأتي المهرب الالماني بل لماذا النشر الانفجاري لاخبار تلك العائلة العراقية الممزقة...!!! كلها سلة واحدة ...!! في صناعة سياسية ...
انها ذاكرة عقل انسان تمسك بمداليل الكهنوت السياسي المتسلط على غوييم الشعوب ومنها العراقيون وبامتياز عالي ... ذاكرة لا تقبل ان تفكك مرابط مربوطة في العقل تنبيء بكارثة حرب اهلية في العراق لها حبال ممنهجة بدقة عالية منذ زمن طويل من اجل (محروقات) ستحول الارض الى مقبرة حضارية ..!! في إحتباس حراري يصنعه كهنوت سياسي سيدمر كل شعوب الارض بدمار بيئي بعد ان يبيد شعب العراق باسنان الذئاب التي صنعها نفس الكهنوت السياسي المتحكم بشعوب الارض ومصيرها ... كل ذلك بسبب محروقات النفط التي تعيث في الارض فسادا ..
الحاج عبود الخالدي
تعليق