طيف سياسي
على مدى مساحة الوعي والنضوج الفكري عند الناس جميعا كان كل منا قادرا على ادراك شيئا من الطيف السياسي في مفاصل تقع في قلب الحدث السياسي او على حواشيه وان نستذكر شيئا من ذلك الطيف فانما يكون القصد في بيان امثاله التي تنتشر في كل مواطن الارض ولن تقع الذكرى في خصوصية ما نستذكره من حالة محددة في بلد واحد بل طيف منتشر ومن تلك الذاكرة بمجملها يكون لعنوان (الطيف السياسي) معنى واضح يدلنا على مكامن ذلك الطيف وورش صناعته ونستذكر :
كان الملوك يضعون صورهم الشخصية على العملة الورقية ردحا من زمن صناعة العملة الورقية اما الانظمة الجمهورية فكانت تضع على عملتها رموزا وطنية قديمة الرمز او حديثة الانشاء الا ان صور رئيس الجمهورية لم تكن ظاهرة في تلك الاوراق النقدية لكن ثمانينات القرن الماضي شهدت طيفا جديدا في كثير من رؤساء دول في العالم ذات نظام جمهوري وليس ملكي يقوم فيها الرؤساء باستعمار العملة الوطنية ويضعون صورهم الشخصية عليها ...!!! هل تلك موضة سياسية او اقتصادية ام هو طيف سياسي له ورشة تصنيع غير مرئية ..؟؟
وتتكاثر الذكريات في برامج اطفال او طريقة القاء نشرة الاخبار او في فخامة القصور الخاصة باركان الحكم او في تناغمية دولية في زيادة تسعيرة الترانزيت او الرسوم الجمركية وفي قوانين لبس حزام الامان وقوانين منع التدخين او استحداث وزارات جديدة بعناوين جديدة ..و .. حتى تثخن الذاكرة بكثير من الفعاليات الوطنية التي يراها المواطن انها مستنسخة في دول اخرى بصيغة (طبق الاصل) مع بعض الالوان الباهتة احيانا ... هل تلك هي موظة دولية ..!!؟؟ قد يتبادر الى ذهن كثير من المتأثرين بالثقافة الوطنية ان تلك المستنسخات هي ثقافة اممية يمكن انتشارها بشكل انسيابي وفق برامجية الضرورة في جميع دول العالم او بعضها ولكل موطن طبيعته ... يمكن قبول تلك الواصفة مؤقتا ... اما ان يكون اتحاد الطيف الدولي شاملا لبؤر سياسية علوية بل غاية في العلوية هو ما يجهض تلك الاراء الشفافة التي لا ترى الحقيقة من الغربيل لشدة شفافيتها ... فحين نرى ان موضة الصفة الشبابية في رؤساء العالم تنتشر بشكل يثير حساسية سياسية لان مثل ذلك الطيف لا يستنسخ في الانتخابات التشريعية حيث يتساقط الشيوخ وكبار السن من المناصب ليعتلي دست الحكم رؤساء شباب ما كان لهم مثل تلك المناصب الا في قيادة الثورات حين تنقلب الى حكم رئاسي اما الانتخابات فلم يكن للناخب خيار من الشباب بل لذوي الحنكة الطويلة في العمل السياسي وهم عادة من كبار السن ومن ذوي تاريخ طويل في السياسة مثل الرؤساء الامريكان والفرنسيين ورؤساء وزارات بريطانيا وغيرها ... شبابية رؤساء العالم اليوم هو طيف سياسي هرمي علوي لا يمكن ان يكون وليد ثقافة اممية بل هو من ورشة تصنع الرؤساء دائما الا انها خفية على المرؤسين لان المرؤسين هم من الغوييم دائما ... لو نستطيع ان نقوم بتشغيل الذاكرة لنرى شبابية اخر رئيس وزراء عربي او بريطاني او رئيس امريكي او فرنسي سيكون لخلفية كلامنا حيثيات فكرية مودعة في غالبية العقول تدل حاملها على تلك الورشة التي تصنع القادة سواء كانوا من الشباب او النساء او الشيوخ لان ما يحصل في غالبيته هو انتخاب او استلام رئاسي موروث لا يحمل العنف فهي ليست معركة بين الشباب والشيوخ على مناصب الحكم بل هي منهجية ذات مصدر نافذ في كل الارض يستبدل خيوط نسيجه بالشكل الذي يراه هو مناسبا والجمهور اعتاد ان يلبس نسيج سياسي يمثل طيف محبوك ناعم الملمس خشن الاهداف وصولا الى تطبيع الغوييم على العولمة واعلان حكومة الارض الواحدة ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق