الصراع العقائدي بين الغاية
والدراية
من اجل حضارة عقائدية معاصرة
منذ القدم اعتمد اصحاب العقائد الثلاث على هدنة فكرية غير مكتوبة وعاشوا بسلام وتعاشروا فيما بينهم على مدى قرون طويلة بعد ان استقر الفتح الاسلامي وظهرت نوايا المسلمين الحسنة في نشر دين الله ومحاربة غير التوحيدين والمهادنة مع التوحيديين ولم يشهد التاريخ خروقات حقيقية الا عند الهجمة الصليبية على ديار المسلمين واحتلال اجزاء من فلسطين .
الباحث كيفما كانت اتجاهاته وصف الحرب الصليبية بانها حرب غير عقائدية وانها كانت تمثل افرازات الممالك الاوربية ومحاولة الملوك الاوربيين حشر العقيدة في متاهاتهم الامبراطورية ودفع شعوبهم الى مزيد من الذل والهوان والضرائب تحت واجهات عقائدية .
مرحلة الدولة الحديثة التي صهرت العقائد في بوتقة وطنية ولم تظهر خلالها على مدى قرابة قرن ونصف من الزمن اختناقات عقائدية حادة عدا مشروع الوطن اليهودي في فلسطين الذي تم تحميله على مركب وطني اكثر لمعانا من المركب العقائدي والمسلمون يتعاملون مع وطن مفقود اكثر من تعاملهم مع القضية الفلسطينية كأنها طعنة عقائدية الا في بعض الاروقة الفكرية ..
ازمة الصراع العقائدي بدأت في لبنان ومن ثم في ايران وظهر على ساحات الاحداث الصراعات المذهبية الاسلامية بعد استلام العقائديون دست السلطة في ايران وبعدها تدرجت سخونة الاحداث عند اعلان صفة الارهاب ذات اللفظ المسوم وتوسعت بعدها الى حرب عقائدية غير معلنة في تركيا ومن ثم في مصر بين الاقباط والمسلمين .. كما شمل برنامج الغزو الامريكي لافغانستان شيئا من التهييج العقائدي وظهر سجن غوانتيناموا على ساحة الحدث الدولي وهو اعلان استفزازي وبرنامج استفزازي عقائدي ... !!
في اوربا يجري الان صراع عقائدي مبرمج ويتم استفزاز المسلمين عقائديا وهو ينذر بكارثة مستقبلية ءاتية يحضر لها المنظرون التقليديون الذين حاربوا العقيدة مع بدء الثورة الفرنسية فاصبحوا اليوم يتعاملون مع المادة العقائدية كما تعامل معها الصليبيون ..!!
الاسطر السابقة لا تبحث عن نتيجة او فكر ينتج حلولا لازمة عقائدية حقيقية بل الاثارة تنحسر في تحفيز حملة العقائد التوحيدية على المحافظة على الهدنة التاريخية المجتمعية غير المكتوبة لتفويت الفرصة على اعداء العقيدة اصلا سواء كانت مسيحية او يهودية او اسلامية ...صحوة العقول للغاية هي بؤرة الدراية فالغاية سوداء تنذر بسوء ءاتي .. عسى ان تكون هذه الاسطر لها مسرى بين احباب الهدنة العقائدية
والعنوان الاكثر شمولية لمثل تلك الهدنة العقائدية
لا أحد ينام في قبر الاخر
الحاج عبود الخالدي
تعليق