الفطرة الانسانية مصدر المعرفة الوحيد
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
فطرت الله التي فطر الناس عليها ... نص قرءاني وليس مقطع من مقال صحفي او مقولة لفيلسوف ... والنص الشريف يؤكد ان الدين هو جزء من الفطرة الانسانية ومع ذلك الرابط الدستوري يقوم علم الدين في ابهى صورة تبهر العقل . الناس ... البشر .. الأءدميون جميعا ... يعرفون .. يعلمون .. انهم بشر مختلفين عن غيرهم من المخلوقات ولكنهم لا يعرفون عقولهم وكيف تعمل وما فيها
لا يعرفون ما يلج في العقل وما يخرج منه ... انهم في وصف قرءاني (ولكن اكثر الناس لا يعلمون) ... خدعتهم انفسهم وما الله بخادعهم ... يعرفون ان نيوتن لم يعلمه معلم ... من اين اتى بالعلم في الفيزياء .. وارخميدس .. وغاليلو .. وفيثاغورس .. وغيرهم .. وان علمهم معلم .. فمن الذي علم معلمهم ... !!
كل العلوم .. كل بند معرفي يكتسبه الانسان في اكاديمية او في مختبر للعلم انما كان من فكر انساني من اصل فطري (فطرت الله) فلم يرد الى ارضنا مخلوق فضائي ليعلم الانسان فمن اين اتت تلك العلوم وكيف احتواها الانسان .. هذه السطور لا تتعامل في هذه المعالجة مع امثال قرءانية كما هي في سليمان وعيسى الذي يصنع من الطين كهيئة الطير فيكون طيرا .. هذه المعالجة تحاكي العقل في نص قرءاني مبين جدا جدا بل فائق البيان (فطرت الله التي فطر الناس عليها ....... ولكن اكثر الناس لا يعلمون )
لو سألت طبيبا عن علمه (كيف تعلمه ..؟) لقال تعلمت العلم في كلية الطب ولو سألت من علمك في الكلية سيقول فريق من اساتذة الكلية ... ومن علمهم ... علمهم فريق تعلم الطب من قبلهم .. ومن علم اولئك السابقون .. وحين تحبو التساؤلات في عمق الزمن في المعلم ومعلمه حتى تصل المعرفة الى عالم من غير معلم ... انه (مكتشف) .. اكتشف البند المعرفي ... وكيف ..؟؟ ومن ادخل العلم في رأسه .. سيقول البحث والجد والاجتهاد والتجربة ... اذن هنلك في معادلة المعرفة (انسان + نشاط) هو المحرك الاول للمعرفة الاولى والتي ولدت في عقلانية عالم من العلماء ومن ثم استنسخت في عقول اخرى واخرى وتراكمت حتى وصلت الى العلم الذي نراه الان في حاضرة الانسان ..
الناس تصوروا ان المعرفة تكتسب فقط من خلال المزيد من الاكتساب العلمي ولكن الحقيقة التي لم يمسكها الفكر الانساني هو ان اكتساب العلم هو لاغراض التخصص وليس لاغراض المعرفة ... نرى ذلك واضح في تصرفات الناس حيث نرصد الحرفية المهنية في النجار والحداد والصائغ والخياط فنرى ان اساسيات تلك المهن مسطورة على مسطح فطري واحد وان تخصص النجار في مهنيته يختلف عن تخصص الصائغ والحداد ولكن جميعهم يحركون اناملهم واصابعهم المرتبطة بعقولهم الفطرية وفق قانون واحد ومنهجية فطرية واحدة ..
قد لا نحتاج الى جهد كبير لاثبات الاسطر السابقة فقد فشلت كل الجهود التي حاولت ان تستفيد من الحيوانات من خلال تدريبها على اعمال مهنية كما هي مهنية الانسان وما استطاعت فرق بحثية عنيدة ان تدرب قردا على اعمال مهنية تسجل حضورا معرفيا كما يسجله النجار او الحداد ... لكن الناس يتصورون ان مهنية الحرفة هي علم مكتسب الا انها فطرة انسانية (فطرت الله) التي فطر الناس عليها
سنجد تأكيدات ميدانية لما نستحضره من فكر عندما نشاهد ثور الحراثة او ثور الساقية او حصان العربة عندما يضع مربوا تلك الحيوانات مصدات نظر على عيون حيوانتهم عندما يتستخدمونها لغرض محدد ولا يسمحون للحيوان ان يرى غير ما هو امامه والا ينفلت قياده . ... ولو امعنا فكريا في لجام الفرس لعرفنا فطرت الانسان التي فطر الله الناس عليها ..؟؟ ونعرف الفرق بين الانسان والحيوان من خلال فطرة المعرفة .
لو انتقلنا من الميدان المهني الى الميدان المعرفي (العلمي) فان مسافة الانتقال لن تكون بعيدة فما من مهني وحرفي يستخدم يداه الا وعقله معه وفي وعاء عقله تقوم المعرفة بميكانيكتها الفكرية ولا يمكن ان يكون المصاب بالشيزوفرينيا (ذهاب العقل) صائغا او نجارا او مهندسا لان الفطرة الانسانية التي فطرها الله في الانسان (الناس) وهو (انس + انس) تكون مختله عند مريض الشيزوفرينيا فيفقد وعاء المعرفة الفطري حيث يمتلك الانسان عالم الصورة + عالم اللاصورة وبهما يتبادل مهنيته وان فقد احدهما يكون عاجزا عن انسانيته كما في المصابين في الشيزوفرينيا او عندما يكون الانسان نائما او في غيبوبة (غياب العقل) فان فطرته العقلانية التي فطرها الله فيه تتوقف في النوم والغيبوبة فيفقد كل ذي علم مكتسب روابطه بما اكتسب ...
من ذلك يتضح ان الفطرة هي اصل المعرفة ولكن الانسان خدع نفسه حين تصور ان تراكمية الاستنساخ المعرفي لغرض التخصص هي الاصل في المعرفة والغريب ان الفلاسفة اثخنوا سطورهم بكلام غير مترابط حتى وصلوا الى الذهول والانفلات العقلي لانهم ما استطاعوا ان يمسكوا حقائق المعرفة في عقولهم فتاهوا في صحراء العقل ليومنا هذا .... ولن نبذل جهدا كبيرا حين نستدرج قول مشهور لاحد الفلاسفة حين بدا بالمعرفة من خلال اثبات وجوده هو فقال (انا افكر اذن انا موجود ..!!)
اذهلني يوما جهاز لانتاج الطاقة الكهربائية بلا وقود صممه وجربه قس سويسري في دير في قرية نائية في سويسرا ... انتج طاقة تكفي لانارة الدير من خلال قرصين من الالمنيوم يدوران بلا محرك وهو ان لم يأتي بجديد فقد تحدث عن ذلك المحرك عالم الكهرباء المعروف (تيسلر) الذي كان اول من صنع ذلك الجهاز في 1939 المكون من قرصين من الالمنيوم ومن دورانهما يحصل على قدرة تكفي حاجته للطاقة الكهربائية ... تم فحص جهاز ذلك القس من قبل خبراء اكاديميون اكدوا انهم يشاهدون عجبا وعندما سألوا القس من اين لك بكل هذه البيانات لتقوم ببناء مثل هذا الجهاز .. قال ان الصفاء الروحي وعدم التعامل مع البنوك والسياسة منحتني القدرة على بناء هذا الجهاز ... ويصف معد التقرير ان تلك القرية تمتلك تصرفات غاية في الاهمية فهم يصنعون كل شيء بايديهم لانفسهم ولا يفكرون بالمضاربة او الشهرة بل بالاكتفاء الذاتي في كل شيء ولا يرتبطون بالمدن الكبيرة الا نادرا ..
تلك هي تفاعلية مع الفطرة التي فطرها الله في الناس تظهر في حلة عصرية في اعلى درجات فوقانية للعلم (اصطياد الطاقة من الاجواء) ... العجيب ان ذلك الجهاز الذي كان قد روج له الكهربائي المتألق (تيسلر) في الربع الثاني من القرن الماضي ولكن هنلك قرارات خفية رفضت استخدام جهازه واجهزة اخرى مماثلة ظهرت بعد (تيسلر)
المادة الدينية الواضحة المقام في قيام الدين فطرة لا تمتلك تطبيقات ميدانية معاصرة الا ان تلك البيانات لها نصوص قرءانية تؤكدها سورة المدثر وتجعل للطاقة مصدرية كونية فكيف وصلت الى تيسلر او الى ذلك القس السويسري !! انها الفطرة التي فطر الله الناس عليها فهي مصدر المعرفة الانسانية (ولكن اكثر الناس لا يعلمون) والله القائل في قرءانه
(عَلَّمَ الأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5)
ذلك هو الله الذي (خلق الانسان) (علمه البيان) ولكن عندما تكون للمعرفة (ألهة) كثيرة في اكاديميات او عباقرة او نظريات فان الله الواحد سيكون مشطوبا في الحسبة البشرية فيكون بحق (ولكن اكثر الناس لا يعلمون) لان مسربهم سيكون (معرفي) ولن يكون (علمي) فالانسان العالم بحق انما يولد العلم في مخاضه العقلي من فطرة خلق اما بقية ما يسمونهم علماء فهم (معرفيون) وموصوفون بوصف (لا يعلمون) فالمعرفة هي سلالة (العلم) من فطرة خلق فطرها الله في المخلوق البشري
تلك تذكرة من قرءان عسى ان تنفع المؤمنين
تعليق