جذور الحقيقة في منهج الفئة الباغية
عندما يتم رسم الحقيقة بريشة فرعونية
فطر العقل البشري على شغفه الفائق ليمسك بالحقيقة ... حقيقة كل شيء سواء كانت الحقيقة تمثل له ضرورة في يومياته او كانت الحقيقة تمثل له طموحا مستقبليا كما في الجهود المبذولة لاستكشاف الاجرام السماوية والبحث عن مخلوق عاقل في الكون ...
ظهرت ظاهرة مستنبت الحقيقة في ماضي الانسان مع بدايات النهضة العلمية التي صاحبت قيام الدولة الحديثة وقد فرضت نظرية داروين (اصل الانواع) في مدخل يرسخ الحقيقة من خلال جذور تاريخية في اصل الانواع حيث تم حقن عقول النشيء الجديد في المراحل الاولى بتلك النظرية العوجاء في كافة اقاليم الارض بلا استثناء (يذبح ابنائكم) حيث استخدمت تلك المنهجية لغرض هيكلة وحي المادة العقائدية التي تمنح الحقيقة جذرها التاريخي خصوصا في الديانات الاقدم تاريخا حيث يكون الاصل العقائدي كحقيقة متفعلة في يوم معاصر ممتدة من جذر تاريخي فتشكل حقيقة ما يجري من طقوس في يوم معاصر وعندما ارادت الدولة الحديثة ان تضع لنفسها مولدا للحقيقة الوطنية او للحقيقة العلمية انما اتكأت على فطرة انسانية تم تسخيرها لخدمة اهداف الفئة الباغية في تغوييم الشعوب من خلال وسائل وادوات لا حصر لها وعلى سبيل المثال عندما نرى كيف قامت الدولة الحديثة بمنح الاثار صفة وطنية عتيقة وجعلت من مجاميع من الركام وبعضا من الاثار المصنوعة موصوفة بانها ثروة وطنية وانها حقيقة مرابط الوطنية حتى صارت المتاحف سنة معاصرة تحاكي حقيقة اليوم من جذر تاريخي لتكون محلا للتفاخر الوطني وهي لا تغني ولا تسمن اي حاجة من حاجة الناس ...
الفئة الباغية التي تريد ان تكون الحقيقة دائما ضبابية في صحراء عقول الناس جعلت من المستنبت التاريخي لاي حقيقة مصدرا معرفيا يرتبط بحقائق اليوم على غفلة من جماهير الناس وقد نجحت تلك الفئة من تغويم الشعوب لتعيش حقيقة الماضي في امجاد مفترضة صارت لها ديمومة حق في يوم معاصر وقد استخدمت الفئة الباغية منهجية عميقة الاهداف ونطرح على سبيل المثال ما يساعد على ايصال الفكرة عندما اصبح كل عتيق ذو ثمن كبير جدا وبما يعاكس طباع الناس في الامتعة فكل عتيق انما يكون بطبيعته هزيل الثمن الا ان ادواة الفئة الباغية تعمل بعمق عميق لذبح عقول الناس فحين يباع طابع بريدي باكثر من مليون دولار نتسائل من المخبول الذي اشترى ذلك الطابع بمثل ذلك المبلغ ...!! الا ان المشتري لم ذا حاجة بالطابع البريدي القديم الا انه اداة تم تسخيرها لتغوييم الجماهير وحين تبنى المتاحف بسخاء كبير وحين تكون الكنيسة الاقدم بالانشاء هي الكنيسة الاكثر قدسا من غيرها اصبح الناس يؤمنون بالحقيقة الموثقة من بطن التاريخ وكأن الحقائق لا تقوم الا من خلال رابط تاريخي الا ان قادة الفئة الباغية يتعاملون مع حاضرهم بمعزل عن التاريخ تماما فهم حين يقيمون طودا علميا كبيرا في الفضاء فان حقائق الفضاء لا تمتلك ارشيفا تاريخيا ومثلها تقنيات حرب النجوم وغيرها كثير من الممارسات العلمية المعاصرة والتطبيقات التي تلت نشأة تلك العلوم والتي كانت بعيدة كل البعد عن اي مستنبت تاريخي الا ان الناس اغرقوا في التاريخ على غفلة منهم وحين نرى التفاخر بالامة الامريكية مثلا نجد ان تلك الامة لا تمتلك ارشيفا تاريخيا يقيم حقيقة عظمة امة في التاريخ الا ان عظمة الامة الامريكية حقيقة معاصرة لا ترتبط بالماضي في حين نجد ان الامجاد الاسلامية والامجاد العربية او امجاد اي قومية اخرى كانت تمثل حقيقة مفروضة فرضا على النشيء الجديد لتغويم الناس في ماضيهم ليفقدوا حاضرهم .
المنهجية التي تمارسها الفئة الباغية في فرض هيمنتها على الشعوب جعلت استضعاف الشعوب غاية لعلو ادارتها هي ومنحها صفة التحكم العالي الجودة من خلال غيبوبة فكرية دفعت الناس الى ماضيهم ليكون حاضرهم في رق واستعباد وطني او علمي تقني او ثقافة مستوردة من مراكز خصصت لبثق الثقافات كما في الشفافية الديمقراطية التي تولد في اقاليم خاصة ليتم تصديرها الى اقاليم تم استحكام مقود التحكم على شعوبها من خلال قادة وطنيين ينفذون الهدف المرسوم من قبل الفئة الباغية .
على نفس المنهج اصطبغ الفكر الاسلامي بنفس الصبغة فاصبح دستور المسلمين (القرءان) من مستنبت تاريخي محض ففقد القرءان صفته الدستورية (لينذر من كان حيا) لتوجيه جماهير المسلمين والدليل قائم اليوم حيث نجد ان الاسلاميين انفسهم اليوم انما يبحثون عن دستور معاصر لان القرءان ما هو الا حقيقة تاريخية ليس اكثر (مصحف قدسي) .
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُوراً }الفرقان30
الحاج عبود الخالدي
تعليق