الفرق بين لفظي (مصيطر) و (مسيطر) في
اللسان العربي المبين
من أجل لسان عربي يقرأ القرءان
اللسان العربي المبين
من أجل لسان عربي يقرأ القرءان
ورد لفظ (مصيطر) في القرءان في موقعين :
{لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ }الغاشية22
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ }الطور37
العرب في لسانهم يصفون لفظ الهيمنة بـ (السيطرة) ومن يمارسها يسمى (مسيطر) اما لفظ (مصيطر) فهو لفظ غير دارج في السنة الناس .. لفظ (مسيطر) بالسين هو من جذر (سطر .. سطور ... يسطر ... يسيطر) وقد جاء في القرءان لفظ (يسطرون)
{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }القلم1
فلفظ (يسيطيرون) هو من لفظ (يسطرون) والسطر نعرفه بالقلم حين يكتب السطور الا ان خارطة الحرف اللفظي بموجب علم الحرف القرءاني ترشد بين ايدينا ان لفظ (سطر) يعني انه (وسيلة غالبة النفاذ) ومنها الاساطير فهي وسيلة قديمة كانت غالبة النفاذ بين الناس وان لم تكن مكتوبة بالقلم عندما تكون الاسطورة هي حكاية يتناقلها الناس الا انها (وسيلة الناس الغالبة النافذة في عقولهم) فتكون اسطورة وان لم تكتب ... وعندما يسطر القلم فيكتب انما تكون السطور (وسيلة غالبة النفاذ) ويمكن ادراك تلك الصفة فطريا من خلال كتابة العقود او حفظ الوثائق لان الكتابة تنفذ بصفتها ماسكة البيان وهي من سطور نافذة بحيث تلزم (تنفذ في من حررها) او من (املى بيانها) كما جاء في ءاية البيوع
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ـ من الاية 282 البقرة)
وحين تكون الكتابة بالقلم تكون وسيلة نافذة في كتاب مكتوب (وثيقة نافذة) من تلك الصفة الواضحة في السطر فان نص (ما انت عليهم بمسيطر) بالسين سوف لن يكون لها معنى في عربية عربة المقاصد ذات البيان المبين لان لفظ (بمسيطر) بالسين لا يعني المعنى الذي تصالحنا عليه من فهم في الهيمنة والتسلط فالمسيطر هو (ساطر السطور) مثلما نقول (متفضل) وهو يعني (فاعل الفضل) مصيطر ... لفظ من جذر (صطر) وهو في علم الحرف القرءاني يعني (وسيلة فاعلية متنحية النفاذ) وهي تعني (الهيمنة) او (التسلط) فالخبير مثلا هو (مهيمن) على موضوعية خبرته رغم انه لا يمارسها الان بل سبق وان مارسها سابقا (فعل متنحي) فحين يكون ذلك الفعل (الممارسة) نافذا في الخبير فيكون (مهيمن) على (مهنيته) وان لم يمارسها وقت قيام الصفة فيه بانه (مهيمن) المصيطر ... هو الذي حصل على (حيازة فعل متنحي) نافذ فان اتخذه وسيلة له اصبح مصيطر فالملك المصيطر هو ذلك الملك الذي استطاع (سابقا) ان يصفي كل معانديه ويوقف عدائهم ضده قسرا او يكون قد ارضاهم وهو (فعل متنحي نافذ) فيكون (مصيطر) على مملكته في صفة وصف بها الله المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام (لست عليهم بمصيطر) فهي في حق كما رشدت سطورنا اعلاه فهو لم يكن يمتلك فعلا سابقا (متنحيا) نافذا ليكون ذو (صيطرة) ليتخذها وسيلة في دعوته التذكيرية الى الله فهو لم يكن من عشيرة قوية عسكريا ولم يكن غنيا ولم يكن مسلحا فهو لم يكن عليهم (بمصيطر) وما كان فوسيلته تذكيرية فقط سنة نبوية في قرءان ـ 2 ـ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ فالرسول عليه افضل الصلاة والسلام لم يكن (مصيطر) ومن الخطأ ان نصف الهيمنة بـصفة الـ (مسيطر) بالسين فهي عجمة لسان عربي بل هي عربية (هجين) وربما يكون السبب في سليقة فطرية متولدة من التقارب اللفظي بين لفظي (س , ص) فهما حرفان قريبان جدا في التردد لموجتهما الصوتية لان حركة اللسان هي نفسها في السين والصاد وقد صنفها اللغويون بحروف الصفير وبما ان حركة اللسان في حرف الصاد مضخمة فان حركة اللسان في حرف السين اخف ضخامة فيستسيغها الناطقون فطريا بما يؤثر على سلامة النص العربي التكويني (لسان عربي مبين) وان تصالح الناس على المعنى الا ان صفة (المبين) تتصدع عند تهجين اللسان العربي نفس الفارقة تحصل في لفظي (سراط , صراط)
تلك تذكرة من عقل لعقل .. {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق