ما كان ابراهيم شافعيا ولا شيعيا
من أجل قيام الذكرى في المثل القرءاني
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67
ولادة المسميات العقائدية تعني ولادة دين جديد وتلك راشدة عقل فطري نلمسها ونراها في مسميات المذاهب الاسلامية التي تحولت الى وحدات عقائدية من خلال اختلاف في المحاور العقائدية حيث حملت كل وحدة من مسميات المذاهب صفة عقائدية في الدين والتي سميت باسماء نشأت بعد نشأة الدين في صدره الاول ... وحين نقرأ المسمى العقائدي تتضح صورة المثل القرءاني الشريف كما يتضح مسار الخارطة الفكرية التي يدركها عقل حامل القرءان
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَءاتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78
الاعتصام بالله نداء كل مذهب من مذاهب المسلمين الا ان الاعتصام بالله حين يكون في مجلس تحاوري او في خطاب ديني يروج بين المذاهب يتحول في وجهه الشفاف الى دبلوماسية مذهبية لا تسمن الاعتصام الموحد بالله بل يظهر بشكل واضح الاعتصام داخل الوحدة العقائدية المذهبية وفي وجهه غير الشفاف يتحول كل مروج مذهبي راصد يرى محاسنه ويرى عيوب الاخرين وكل مروج مذهبي يرى عيوب الاخرين ولا يرى عيوبه حتى اثخن الدين واصبح عبارة عن سلة عيوب يستخدمها اعداء الدين وهم لا يجهدون انفسهم في كشف عيوب الملسمين بل عيوب الاسلام يكشفها الصراع المذهبي ..!!
ابراهيم ابو المسلمين وهو الذي سمانا بالمسلمين فهل التسمية تاريخية وهل ابراهيم سمانا المسلمين ام ان (ملة ابراهيم) هي التي اطلقت اسم الاسلام على المسلمين ... لعل اسم المسلمين الشامل يطلقه اعداء الاسلام اما المسلمين انفسهم فهم يسمون انفسهم باسماء مذاهبهم فالمالكية هكذا تقول والحنابلة هكذا يقولون ومثلهم غيرهم ...
اذا كانت الملة الابراهيمية قد اطلقت اسم الاسلام على المسلمين فهل يحق للمسلمين ان ينسلخوا في مسميات اخرى ويعلنوا قيام دين جديد باسمه المذهبي المسمى ..!!
اذا لم يكن ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا وهما دينان سماويان فكيف يكون للمسلمين اكثر من مسمى في اسلامهم ... !!!
لعل كثيرا من الناس لا يجعلون لمسميات المذاهب طعنا في دين الاسلام حيث يروج الفكر العقائدي ان اختلاف فقهاء الامة رحمة الا ان الاقتتال بين الطوائف الاسلامية لن يكون رحمة ... شتائم البعض ضد البعض كيف يكون رحمة ..؟ تكفير بعضهم لبعض كيف يكون رحمة ..؟
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
فاذا كان ابراهيم ليس يهوديا ولا نصرانيا فهل يمكن ان يكون شيعيا او مالكيا وهو اول المسلمين ..!! انه انذار قرءاني مبين لمن يريد ان يكون القرءان دستورا عقائديا تنفيذيا ليقيم الدين من خلاله وان كان يوما لـ (ملة ابراهيم) وجودا يوحد المسلمين تحت قبة فكر عقائدي موحد فهل يمكن ان نسميه المذهب الابراهيمي وابراهيم ما كان يهوديا ولا نصرانيا ..!!
انه الاسلام مسمى (سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ) وهو يعني ان التسمية صادرة من (قبلة قبول) ولا تعني (من قبل) في عنصر الزمن فمن يكون مؤمنا وفق الملة الابراهيمية (لا يقبل) ان يسمي نفسه شافعيا او شيعيا او مالكيا او سلفيا بل لا يقبل اسما غير الاسلام وللاسلام مدخل يقيني واحد لا غير وحين يتحول الاسلام الى بوابات للدخول فيه فذلك يعني انه هنلك تسمية فوق تسمية ابراهيم
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق