القيادة العقائدية
من اجل غد عقائدي طاهر
من اجل غد عقائدي طاهر
الانسان في كل زمان يضع للعقيدة قيادة اجبارية وكأن العقيدة بتكوينتها تمتلك قيادة موروثة من الرسول الذي بلغ برسالته فاصبحت مسميات (الخلافة) و(الحواريين) وغيرهم صفات تكوينية تلتصق بالنشاط العقائدي ولا يمكن ان يقبل العقل البشري عقيدة بلا قيادة . ..! لو امعن الانسان المتعادل في فكره الى مضامين القيادة العقائدية سيجد ان التفرقة العقائدية تأسست من نبتة قيادية تم الاختلاف عليها وتفرق العقائديون وتمزقوا تحت ناصية قيادة تختلف عن قيادة اخرى واتسعت رقعة الاختلاف وفق راصدة تعددية القيادات العقائدية .
سنجد الاختلاف القيادي ليس في الاديان السماوية فقط بل تعددية القيادات سرت في كل دين وتمزقت في الدين الواحد الى مذاهب لها قيادات ولم تقف عجلة التمزيق عند حد القيادة المذهبية بل تم شرخ المذهب الواحد الى قيادات وليدة تتوالد عبر الزمن او في زمن واحد جعلت من جماهير العقيدة مستعمرات فكرية لها قيادات تخصصية بتلك المستعمرات ولعل المتصفح لسجل التاريخ في (الملل والنحل) سيجد ما تشيب له الشباب من تمزيق متعمد فرضته القيادات العقائدية والتي تنادي جميعها هدف واحد الا انه هدف تم ارثه كاملا من مصدر التشريع فاصبح كل قائد عقائدي يساوي بقية القادة في كل ميدان فلا كبير ولا صغير بل متساوي بين متساوين . كل قائد في كل مذهب او فرع من مذهب انما يمارس سلطوية وكأنه (وكيل الله على الارض) في حين نرى ان الله يصف الرسول عليه افضل الصلاة والسلام (وما انت عليهم بوكيل) او قد نرى تلك القيادات تمارس صلاحيات (المحافظ) على الدين في حين نرى ان الله يخاطب رسوله (فما ارسلناك عليهم حفيظا) او قد نرى قيادة عقائدية اخرى تتخذ من مركزها القيادي العقائدي بصفتها (عالمة الاسرار الكونية) والله سبحانه يخاطب رسوله عليه افضل الصلاة والسلام (فما انت بنعمة ربك بكاهن) ونرى قيادات عقائدية اخرى تمارس السلطة في الدين والله يقول لرسوله (لست عليهم بمصيطر)
انه النفاق بعينه حين تدعي تلك القيادات ما لم يكن من حق رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ومصدرية النفاق تتضح حين يكون الدين عندهم مركبا للعز والسلطوية في الدنيا ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق