العقيدة بين ماضيها وحاضرها
من اجل حضارة عقائدية معاصرة
من اجل حضارة عقائدية معاصرة
من ثوابت مصدرية الاديان انها تتصف بالقدم التاريخي ولا يخفى ان الديانة الهيودية هي اقدم تلك الديانات تلتها الديانة المسيحية فالاسلام
عاش الرسل في مجتمعهم الرسالي الاول فترة زمنية معتادة عدا ما جاء في طول عمر نوح عليه السلام (950 سنه) الا ان الديانة التشريعية للنبي نوح لا يوجد لها اثر تطبيقي الان اما حياة انبياء الله في الرسالات الثلاث كانت ذات مساحة عمر معتادة استطاعوا فيها بث الفيض الرسالي وتثبيته (على قدر) في تلك المجتمعات التي عاصرتهم .
الحياة اليومية والانشطة الانسانية كانت عبر عصور تلك الرسالات وما بعدها متشابهة في مقدراتها ويومياتها الانسانية وكانت حياة الانسان على مر عصور طويلة تتصف بصفة الرتابة العلمية والاقتصادية والثقافية واستخدام الالة وتغطية حاجات الانسان وحجم الالتصاق العقائدي بجماهير المعتقد فالكل يؤمن بما جاء به نبيه ولا داحض له غير الكفار والمشركين . ولا تعتبر المساجلات بين الاديان الثلاث اجهاضية الجهد فاليهود لم يجبروا مسيحيا او مسلما على التهود ومثله المسيحيون ومثله المسلمون فلم يسجل لنا التاريخ اكراه على دين للأديان الثلاث .. وما حصل من حروب كانت تتصف بسمة سياسية والفتوحات الاسلامية لم تجبر الناس على دين الاسلام وبقيت جماهير كثيرة خارج الدين الاسلامي ولم يتعرض الناس للضغوط عدا الوثنيين حصرا
الاختلاف الجوهري حصل عند النهضة العلمية منذ قرابة قرنين من الزمن وما صاحب نهضة العلم هو انفجار هائل في التطبيقات التقنية التي قلبت كيان الانسان في كل مكان واصبح اليوم المعاصر لا يساوي الامس بمجمل تفاصيله .. حتى ازداد التسارع التقني في التطبيق فاصبح اليوم المعاصر لا يساوي حتى الامس القريب ..!!
تعرضت الاديان السماوية الى اختناقات مدمرة بدأت بالديانة المسيحية وما عمله ثوار فرنسا ازاء العقيدة واهلها كان واضحا وما حصل مع اليهود في المانيا يمثل هجمة عقائدية وان صاحبتها نعرة عرقية وفكر ديكتاوتري .. اما الاسلام فهو لا يزال تحت مطرقة كارثية .. ولن يكون وحده بل تشاركه الاديان الثلاث في ازمة عقائدية واضحة
كل العقائد السماوية الان تتعرض الى ضغوط فكرية تنظيرية تحاول ان تقوقع العقيدة في ميادين شتى وتهيكل التعاليم العقائدية وتصهرها في قوانين يضعها البشر في الشؤون التنظيمية اما الشؤون العقائدية فقد تعرضت الى ضغوط مختلفة وكلها تتصف بالقوة .. مرة في الممارسات العقائدية واخرى في الشعوب ومرة في عمر الانسان فيتم استهداف الشباب وترك كبار السن للكنائس والجوامع ومرة في دحض نظرية الخالق واخرى (حديثة) تقول لا شأن لنا مع الخالق .. وهي محاولات كثيرة لا تعد ولا تحصى في سطور وكتاب
الاختناق العقائدي يمر على الجماهير بشكل يكاد لا يرى من خلال مرشحة ملوك العقيدة فان رضيت قيادات العقائد بامر ومررته فان جماهير العقيدة ترضخ لقيادتها سواء كانت قيادات شاملة او مذهبية او ميدانية .. ذلك ليس باتهام بل هي حقيقة واقعة بدأت بالفاتيكان والكنيس والان في دور الفتيا في كل مكان
ذلك الضغط الحضاري على الدين يمثل قاسما مشتركا أعظم يجمع الموحدين تحت خيمة رافضة والكل يعلم ان المتدينون اليهود والنصارى والمسلمون يتعرضون الى ضغوط تمتلك عنوانا واحدا في لغة الحضارة المعاصرة (المتطرفون) فهم محاربون في كل مكان ... المتطرفون لا يمتلكون ناصية العقيدة في الوحدة العقائدية ولا نريد ان يكون المتطرفون العقائديون بوتقة توحيدية لانهم يمتلكون ملكة الانا العقائدية ولكن انضغاطهم في حرب حضارية يمنح جماهير العقيدة فرصة رصد الشد الحضاري باتجاه العقائد عموما
نحن هنا نتحاور في امر عقائدنا...
الحاج عبود الخالدي
تعليق