قبل ان تعطيه سمكة علمه كيف
يصطاد السمك
من اجل تربية عقائدية معاصرة
قبل ان تعطيه سمكة علمه كيف يصطاد السمك ... تلك حكمة منقولة عن عيسى عليه السلام فان صح النقل فاليسوع يستحقها وان لم تكن فهي مأثور كلام يخترق العقل ويفعل تكوينته الخفية .... اثارة فكرية تحتها كنز فكري تربوي ينفع الناس في تربية انفسهم واهليهم ... ولابد من وضع تلك المعالجة في زمننا المعاصر بفاعلية اكبر من الزمن الماضي لسبب جوهري هو ان السابقين كانوا يعيشون في مجتمعات صغيرة والمجتمع الصغير يستطيع ان يسيطر على وجدانه الخاص ونكهته الخاصة وبذلك يكون المجتمع الصغير بمثابة اسرة تحتظن الاولاد او ذوي الفكر الفطري ولا يمكن ان تكون السموم الفكرية حرة في المجتمعات الصغيرة سواء كانت قروية ريفية او في مدينة صغيرة او قبلية في صحراء في سموم تظهر في المجتمع الصغير سرعان ما تقبر او تحجم بموجب سنن الانسان الاجتماعية ... اليوم اصبحت الدنيا قرية صغيرة ويحتاج فيها المربي الى وسيلة تختلف عن الزمن السابق لان السموم الفكرية تنتقل عبر وسائل الاعلام بشكل مرعب ومخيف خصوصا مع الشبكة الدولية (النت) حيث استطاع مصنعوا تلك الشبكة من الوصول الى غرف النوم للشباب والبنات واصبحت نظم الاعلام لا تمتلك صفات الرصانة او الخجل او الخوف من الفضيحة وبالتالي فان المجتمع لن يوفر حماية وجدانية للنشيء الجديد بل بالعكس فقد اصبح المربي المعاصر يغوص في بحر من السموم الفكرية تؤتى بوسائل متعددة ومتكاثرة بشكل مطرد مع التقدم الحضارييصطاد السمك
من اجل تربية عقائدية معاصرة
بدلا من ان تلقنه الايمان علمه كيف يكون الايمان
تلقين الايمان ... ما اسهله ... تعليم الايمان ... ما ايسره ... ولكن الازمة تقوم في اللذين يحملون الايمان التلقيني فكيف سيعلمون اولادهم علم الايمان ..!! لا يزال الايمان يلقن تلقينا ... لا بد من تغيير منظومة التعريف بالايمان ومنهجية الطروحات العقائدية من الإلقاء السردي الى الفهم العقلاني ... وكل انسان يمتلك عقل ... به يعقل ... فليعقل ما يلقيه الملقون بالدين والداعين له ... سيكون .. تربية نفس .. لن تهون ... في زمن ملعون .. كثرت فيه زحمة الافكار ... وتباعدت فيه توأمة الافكار فاصبحت الافكار خليط بين الفضيلة والرذيلة ويحتاج الآدمي الى معيار يزن فيه ما يحيط به من افكار ... لا يشترط ان يكون كل الناس فلاسفة وعلماء ولكن في كل مجتمع رواد في الفكر وائمة دين وعقول ثقافية ومدرسين للنشيء وآباء وامهات في وعي يكفي لتأمين حماية اسرية او مجتمعية لسموم العقل المنفلت
الحاج عبود الخالدي
تعليق