سـِياسـَتـَكـُمْ
الا ان مراشدنا مع القرءان وضعت للشعر وصفا خاصا عندما جاء في القرءان نصا في (المشعر الحرام)
(فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ)(البقرة: من الآية198)
ففي المشعر الحرام مصنع للشعور كما يكون (الخبز في المخبز) فتقوم صناعة الشعور في ذكر الله كما هدانا الله .
ورغم ان صناعة الشعور في الشعر هو مختص بالشعراء كما يختص الخبز بالخبازين الا ان صناعة الشعور عند الناس جميعا فطرة شاملة قد يقولها شاعر وقد يخفيها غير شاعر الا انها كموهبة الرسم موجودة عند الأءدميين جميعا دون استثناء ... وحبذا لو تكون صناعة الشعور دائما صادقة في المواجع وصادقة في السراء فتكون العاكسات الفكرية مرءاة عقل يرى فيها الناس اصناف من صناعة المشاعر فيكون الحبك الفكري سلعة فكرية ذات بريق تنقل للناس افراح واتراح الاخرين في وسيلة كانت الاولى عند الناس خصوصا العرب الا انها اليوم ضامرة ضمور غيرها من نظم الاصالة وحين يكون الأدب عموما هو قاموس الامم في ترجمان يومها يكون لصناعة الشعور دورا رياديا في تسجيل تلك الترجمة ...
من صدر ضيق تم صناعة المشاعر التالية من عقل لا يعرف فنون الشعر ولا يدري هل صناعة الشعور هي حقا من مهنية الشعر ..!! الا انها مشاعر حرجة انقلبت الى سطور مسطورة قد تشبه الشعر عندما تكون من غير شاعر ..!!
فـَقـَدْ غـَزا الوِســواسُ دِسـْتــورَ لـُقـْيــانـَا
فـَمـا نـَفـَع َ ألتـَسـييـس َ وَنـَحـْن ُ وَقـود َها
فـَلـِـكـُل ِ مـَسـوس ٍ مـِنـّا الـيـــوم شـَيـطـانا
فــــإن ْ كـُنـْتـُمْ و ِلاة َ ألأمـْر ِ حقا ً نمارسه ُ
فـَكـَيــف َ يـَكـْون َ الله في الاسلام ِ مـَولانــا
فـَهل ْحجبت ولايتكم ْعـَنـّا شـَيـاطـِيـن َإنـْسـِكـُمْ
فـَلـِلـْه ِ د َر َكـُم ُ كـَم ْ نـحـْن ُ صـُم ٌ وَعـُمـيانا
فـَما رَبـِحـَت فيها ْ تـِجـارتـُِنا بها وَما كـَسـِـبـَت ْ
وَهـَلْ في وَساوِس َالتـَسـْيـيسَ خيرا وعـُمـْرانا
وَمــا كَسـِبـَتْ مـِنـّا حـُسـْــنَ الظـُنـُــونَ بـِــكـُم
ْفـَــقـَدْ مـَــلأتـُمْ قــُُرانــا بـِالشرَ سوءا وألوانا
وَمـــا فازَ الولاة ُ فـفـي زَيـف ٍ مـَفـازَتـُهــمْ
فـَقـَــدْ شـَقــّــوا لـَنــا في الكـُـــفر ِ عـِنوانـا
وَمـــا العـَزيزَ فـينا نـَكـْيرا ً كان مُرتـَحـِــلا ً
ومــا لـِـلعـِــز ِوهما ً في أحَظـّـان ِ دُنـيانــا
إلا قـَــواميـس َ أفـعــال ٍ لـَهـــا شـَــهـِــدَت ْ
أمــــا عـَزيـــز َالإسـم ِ لـَنْ نـُوليه ِ شنـَئانا
فـَلـِكـُل ِعـَزيز َ قـَــومْ دِسـْتورا ً يـُنــاجـِزَه ُ
وَهـــوَ اليــومَ في الفـِعـْل ِ ما كانَ إنـْسانا
ثـَمالة َ الجمع ِ ما عـَرفـِت ْ لنا وجعــــــا ً
فــأصبـحَ عـَزيزَ اليومَ للشيطان ِ شـَيطانا
شيخ َ الشياطين َ وسوس في سـِياسـَتـِنا
فـَـفــي سَفينـَــتـِنـا اليــومَ ألـــف َ رّبـَانـا
فَــــلـِكـُل ِ رّب ٍ في سَفـينـَتـِنا مـعـّاشـِرَهُ
ألا ليــت َ همي عـَشيرَ الحـُزن ِ سـُقـْيانا
فمـــا كان َ لـِلـــسايــسَ مولى لسايسـه ِ
ومـــا زاد َ النــديــم ُ فصلا ً لـِطـُغـْيـانا
فـَفي طـُغاة َ الأمسِ بـَسمة ً هـُجرتْ
امـــا طغاة َ اليــومِ فـَلـِلبأساء ِ ألحانا
فإن دانتْ لـَنا دُنيا فهيَ مَرْخـَصـَـة ٌ
فـَللـــعـَزيز في موطنَ العـِزِ أشجانا
فـكـُلِ شجونَ العـِز ِ قـِرْبـَة ً خـُر ِمـَتْ
فـَلم يبـَقَ فيها ماءا ً يروي عـَطـْشانا
الحاج عبود الخالدي
تعليق