تجربة عقل في الخلق
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
فلو اراد شخص ان يقطع غصن شجرة وهو مستقر على نفس الغصن المرشح للقطع فهو يعلم انه سيسقط قبل ان ينهي عملية القطع .. تلك تجربة عقلية تستقر في يقين العاقل دون الحاجة لتجربة الميدان .
لو اجرينا التجربة بنفس النهج كما يأتي :
لو استطاع شخص ان يختطف ابن اعتى مسؤول صهيوني عدوانا على الفلسطينيين واشدهم كرها لهم وكان ذلك الابن حديث الولادة واستبدله بابن حديث الولادة ايضا لاحد اكثر الفلسطينيين جهادا للصهاينة واكثرهم نشاطا في محاربة الصهاينة ! سيكون ابن الفلسطيني في بيئة صهونية ... وابن الصهيوني في بيئة فلسطينية ولو انتظر ذلك المجرب جيلا كاملا ويراقب نمو ذينيك الطفلين حتى مرحلة الرجولة .. فماذا سيرى بل ماذا سيراقب ...
اول رقابة مادية لجسديهما سوف لن يجد اختلافا جوهريا بينهما سوى بعض الفوارق الوراثية وسرعان ما يعزوها الى وراثة من اجداد سابقين ..
الرقابة الثانية ستكون لعقلانيتهما مؤكدا ..
سيجد ان ابن الصهيوني سيدافع عن القضية الفلسطينية وان ابن الفلسطيني يقتل الفلسطينين بوحشية !!
لا توجد أي احتمالية عقلانية في فشل نتائج هذه التجربة وهي تتطابق مع ذلك الذي يقطع غصن من الشجرة وهو واقف عليه !!
نحن اذن لا نحمل عقلانيات الاباء بل نحمل برنامجا تربويا بيئيا اجتماعيا ذو مسارب فكرية مسبقة الاعداد !!
بعد ان يكتشف العاقل هذه الحقيقة الا يجدر بعقله الراشد ان يتبرأ من كل فكر تم حقنه في عقله ويبرأ من كل تربية خضع لها ويكون ابراهيم ... ويبحث عن خالقه اولا ..
ويبدأ من تلك الحقيقة نزولا ليربي نفسه بنفسه ولا يسمح لتربية اخرى ان تخترق عقلانيته كما في المثل المفترض اعلاه دعوة للتبرهم ...بل دعوة للنجاة .
الحاج عبود الخالدي
تعليق