الفكر المستقل
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
الفكر .. هو نتاج العقل
وعندما يتم اعلانه بالقول والكلام يكون ... (سفير العقل)
تعريف (الفكر نتاج العقل) يدركه العاقل دون الرجوع الى رأي الفلاسفة او مدارس الفكر ... التعريف اعلاه هو بحد ذاته يمثل سفارة الاستقلال العقلي في أي نشاط فكري ينشط به الفرد .
الزحف قليلا في معرفة مؤسسة الفكر عند الانسان تتداخل البيانات مع منهج الفلاسفة ويفقد المتفكر استقلاليته وهو لا يدري !!!
عندما يولد الفرد في هذه الدنيا انما يستنسخ افكار من هم حوله ويتم بناء مؤسسته الفكرية بموجب هوية البيئة التي نسخت افكارها فيه فيفقد استقلاليته وهو لا يزال يتعلم النطق .
يمكن لكل فرد ان يرقب تلك الظاهرة من خلال سلوكية الافراد المعبرة عن نشاطهم الفكري واكثر المراصد قساوة ووضوحا قد نراها في اولاد التجمعات الانسانية ذات التطرف الحاد .
ولو رصدنا على سبيل المثال اولاد الشحاتين الذين يمتهنون الاستجداء فلسوف يذهل العقل منهم ... انهم نسخ مستنسخة من الكبار وكان الحمض النووي يمتلك قناة الاستجداء كما هو لون الشعر او طول القامه ... !! ولو حاورتهم فلسوف تجد تنظيرات فكرية مستنسخة من ذويهم .. أي ان الاستنساخ هو استنساخ فكري تنظيري رغم ظهوره بصفته السلوكية
ولو رصدنا اولاد البغاة لوجدنا عقولا متطابقة مع سلفهم بشكل يذهل عقل الباحث .. ليس سلوكيتهم في المجتمع .. بل التنظير الذي يحملوه في عقولهم !!!
عندما ينطلق المتفكر بافكاره فهي عصارة تفاعليات لافكار مستنسخة مهما وصف فكره بالحيادية او وصف فكره بالملكية الفكرية الشخصية !!!
الافكار الشخصية وان امتلكت رابط برباط تفردي مع صاحب الفكر الا انها لن تكون صناعة فكرية شخصية لان ولادتها ما كانت من وليد حديث الولادة بل كانت من متفكر ملئت اركان عقله قبل ان ينتج الفكر .
هذا اذا ما اعلن المتفكر حياديته في الفكر ظنا منه انه قد ولد الفكر من رحم عقله !!
اما اذا ادرك المتفكر انه انما يخلط كثيرا من الافكار لينتقي منها احسنها واقربها توأمة مع عقله فذلك متفكر يعلن صراحة ان ولادة الفكر قد انزلقت من رحم فكر جمعي !!!
عندما يكون المتفكر في وسط بيئي متعادل يمتلك ناصية فكرية رشيدة فان استنساخ احسن الافكار ونبذ بعضها يكون المسرب الاكثر رشادا !!
(يسمعون القول يتبعون احسنه) ... اما اذا تطرف الفكر البيئي في كل الاتجاهات وتحصلت انكفاءات فكرية في بيئة المتفكر فيكون المتفكر فاقدا لتوازنه معدوم الاختيار بل مجبر على مسارب فكرية مفتوحة تفرض نفسها في بيئة محددة .
الاستقاله من بيئة فكرية غير متوازنة وموصوفة بصفة الانكفاء المتواصل تعتبر المسرب الفكري المستقل الذي ينشده المتفكر !!!
تلك الاستقالة الفكرية تنحى في بعض المجتمعات الى موصوفات الثورة فالثورة الفكرية هي بحد ذاتها استقالة فكرية من الفكر الفاسد وقد تحصل ذلك قبيل رسالة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ...
الاستقالة الكلية وليس الجزئيه من الفكر السائد وعدم الانتقائية هو الذي يقع في دائرة الاستقلال الفكري ويضع المتفكر في صفة البراءة من الفكر السائد .
من ذلك يتضح ان الاستقلال الفكري هو في البراءة من الافكار المستنسخة وقيام الفكر المستقل في عقلانية البريء ..
علماء المادة عندما تحركت عقولهم ماديا استقالوا من الفكر السائد وتمسكوا باستقلالية افكارهم البريئة من الافكار التي سادت مجتمعاتهم .. قتلوا ... سجنوا ... عذبوا .. احرقوا .. الا ان براءتهم من الفكر الفاسد كانت قد وصلت الى دائرة اللاعودة فنقشت اسمائهم في التاريخ كرواد للفكر في التقدم المادي المعاصر .
ابراهيم عليه السلام كان المثل الاول في الاستقلال الفكري والبراءة من الفكر الفاسد وقالوا حرقوه .. ولكن ... عدالة الفكر المستقل تمنح استقلالية الفكر حماية الهية مسطورة في القرءان ... وتبقى العدالة شرط الامن الالهي المنشود ... كثير من ذوي الافكار المستقلة كاصحاب الفكر الاممي فقدوا الحماية الالهية لان تنظيراتهم فقدت الصفة العادلة التي تعتبر الشرط الاساس في الاستقلال الفكري .
الحاج عبود الخالدي
تعليق