السجن .. حق .. في ضلال
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
عندما يختفي الامر الالهي في التطبيق المجتمعي .. يختل المجتمع ... وتظهر بدائل الضلال
تلك احجية شرعية مشهورة في العقل خفية في التطبيق
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33)
اختفت العقوبات الشرعية المسطورة في القرءان وحل السجن بديلا عنها ..
اختل النظام المجتمعي ازاء ذلك فاصبح السجن بديلا ضالا
نظرية العقاب القديمة كانت مبنية على مبدأ الانتقام من المجرم لانه اخطأ ... نظريات العقاب الحديثة تقول ان العقاب هو اصلاح
يكتبون على ابواب السجون (دار اصلاح الكبار) ولكن التطبيقات انحرفت كثيرا عن العنوان في كل مكان .
السجون في ظل الدولة الحديثة تحولت الى عصا اجتماعية سلطانية في كل مكان حتى في اكثر المجتمعات التي تعلن الديمقراطية
مؤسسات اصلاح الكبار تحولت الى مؤسسات تعليمية يقوم فيها تعليم تلقائي لفنون الاجرام .. تعليم بلا معلم
زملاء السجن هم المعلمين .. وشبيه الشيء منجذب اليه .. فما كان في رهبة من جرم ودخل السجن .. خرج منه بل تخرج منه وقد انتزعت الرهبة منه بفنون زملاء خبراء !!
عقوبات التكوين في شريعة الله :
نوعان :الاولى هي عقوبات لمخالفات خالية من الجناية في حق الاخرين مثل الافطار المتعمد .. مخالفات منسك الحج ..
الثانية : هي العقوبات الجنائية التي تقع في حق الغير وهي موضوع هذا الادراج وهي :
ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا .. الدية.. الجلد . .الرجم .. قطع اليد .. العين بالعين والسن بالسن .. من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم .. جزاء سيئة سيئة مثلها ..
فقد المجني عليه سلطانه الشرعي !!
لا سجن في الاحكام الالهية ... تلك ضابطة خلق ضبطها الخالق .. خالفها الملوك والاباطرة لتعزيز الظلم في وسيلتهم وما انزل الله بها من سلطان .
اعتمدته الدولة الحديثة في كل مكان باعتبار ان السجن وسيلة حضارية .. لكن واقع الحال يشير الى تصاعد كارثي في اعداد المجرمين في كل مكان !!
ما كان للسجن وجودا في خارطة الخالق .. فهو صنيع الانسان ..
السجن كنظام من صنع بشري لا بد ان يكون منقوصا .. لانه مشطوب في قاموس التكوين الالهي حتى مع الاعداء
(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:67)
هذه الصرخة ما كانت ولا تكون من اجل الغاء السجون !! بل لغرض تحرير العقول من سجن فكر متحضر .
لا يمكن للدولة ان تتنازل عن حقها في سلطان السجون ... ليس لان السجن خارج منظومة الله .. بل لان السجن من منظومة الدولة الحديثة .. به تقوم .. تتسلط على شعوبها في كل مكان فهي وسيلة الدولة الحديثة !!
لنترك السلطان في سلطنته .. ولنكون مع المؤمن في ايمانه .. كم هم المؤمنون الذين يتشدقون بالسجن !!
وكأن ايمانهم يدفعهم الى سجن السارق والمعتدي .. وهم لا يعلمون ان ذلك السارق وذلك المعتدي لو سجن انما سيكون اكثرا مراسا في الاجرام .. سيتعلم من رفاق السجن ما يزيد وما ينكل بالمجتمع اكثر !!
انها ازمة سجن العقول .. فعقول المؤمنين سجنت في اسوار حضارية فانستهم قانون الله ...
فمن اعتدى عليك ايها المؤمن .. لاتعاقبه انت .. بل دع الله يعاقبه .. فالسجن فيه ضرر على قومك .. فان عفوت عن السارق والمعتدي منحته فرصة التوبة وان سعيت لسجنه يعني قطعت عليه فرصة التوبة فهو سيكون في رحاب السجن يتعلم فنون الاجرام !!
فهل تتحمل ذلك الاثم ايها المؤمن بالله وسلطانه !!
اهم ما يتعلمه السارق المستجد (لاول مرة) عندما يسجن ... يتعلم في السجن فنون وفنون في كيف ينفذ جرمه ويفلت من العقاب .. فيكون الاكثر خطرا ..
(إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) (النساء:149)
تلك ناصية الايمان يتربع فيها المؤمن الصابر فمن جعل الله حسبه !!
تأمين الهي خير من تأمين السجن والسجان !!
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)(الطلاق: من الآية3)
ومن يتمسك بعروة السجن والسجان .. فالسجن والسجان خارج سنة التكوين .. فمن يكون حسبه ..!!
الحاج عبود الخالدي