تصريحات الرئيس الامريكي التي اعقبت الانتخابات العراقية كانت تحمل من الغريب اغربه فهي انحدرت من لسان الرئيس وكأنها من وحي سماوي واهمها تركز في أن (العراق سيشهد مزيدا من العنف) وان (العراق سيمر بايام صعبة للغاية) ولم يضع ذلك المتنبيء الفطين اسباب تلك الموصوفات في الوقت الذي يرى جميع المراقبين ان مرحلة شفافة ستبدأ مع العراق بعد ان عرف العراقيون سبل الاختيار الافضل لمرشحيهم حيث قامت الدعاية الانتخابية على هشيم الفشل للحكومة والبرلمان لدورته المنتهية الا ان تصريحات الرئيس الامريكي تعني الكثير في قراءة الحدث العراقي ... العراقيون يتصورون ان صلاح حالهم سيكون بصلاح الحاكم وهم في غفلة تامة عن القرار الاممي والخطة الاممية التي نفذت لغرض تدمير العراقيين بالكامل وشطبهم من سجل التاريخ ..!! فهم (شعب مارق) كما قال (جون كيري) ذلك فهم يواجهون خطة العالم المتمدن ..
النظم العراقية القائمة اليوم بمجملها تشكل خليط (مادة خام) تنتج حرب اهلية قادمة والجميع يعرف تكوينة العلائق للأطياف العراقية الا ان الجميع الان في حفرة من نار حيث يعيش العراق اليوم على ميزانية حكومية فالدخل القومي مرتبط ربطا مصيريا بالانفاق الحكومي ولا يوجد أي انتاج قومي زراعي او صناعي او حيواني فالصناعة معطلة بالكامل الا في بعض النتف الصناعية التكميلية كما ان الحرفية المهنية مشلولة تماما فلن تجد في العراق حرفية الخياطة او الدباغة او النجارة او الصياغة اوي نوع من الحرف سوى مهنية التصليح ما بعد البيع وهي ركيكة متهرئة والمواطن يفضل استبدال الجهاز العاطل على تصليحه ... التربية الحيوانية والجهد الزراعي يقترب من الاضمحلال والعراقيون يرتبطون بشكل خطير بالانفاق الحكومي من خلال حجم هائل من مستحقات الراتب الوظيفي حيث تعالج الحكومة ميزان مدفوعاتها وتدوير العملة بيد الجمهور من خلال مبيعات البنك المركزي للدولار بشكل مخيف يوميا يصل بمعدله السنوي الى قرابة 25 مليار دولار وعند توقف تلك العملية المخادعة فان العراقيين لا يمتلكون أي غطاء من دخلهم القومي ويسقط الدينار العراقي خلال فترة قصيرة من وقف الدعم الهائل للبنك المركزي لسعر الدينار العراقي ...
في الوقت الذي يوصف الدعم الكبير للعملة الوطنية بصفات شفافة الا ان وجه الحقيقة الاخر قاسي الوصف فهو موصوف بوصف (حفرة من نار) دخل فيها العراقيون فهم يأكلون ما لا يزرعون ويلبسون ما لا يصنعون فاصبح محكوما عليهم بالدمار حين يكون للدمار قرارا خفيا في اروقة تحدث عنها الرئيس الامريكي عندما يتوقع ان (يرى العراقيون ايام صعبة للغاية) حين يصبح راتب الموظف الحكومي لا يساوي قوت يوم واحد فينفلت الزمام ويأكل الناس بعضهم في حرب اهلية وهي ستكون (ورطة) مرسومة لهذا البلد تم التحضير لها منذ اكثر من نصف قرن يوم تم اجتثاث الناس من ارضهم تحت قانون اصلاح زراعي دمر الزراعة في بلد الزرع المسمى باسمه (عراق) من كثرة تشابك العروق في ارضه ..!!
يتحكمون بماء العراق من اعلى الفراتين بمشروع عملاق لا توصف عملقته (مشروع الاناضول) الا ان العراقيين مستكينون ونسوا ان الابار جعلت من صحراء الحجاز ثاني اكبر مصدر للحنطة في العالم ..!!
الرئيس الامريكي يعلن تمامية الخطة الأممية التي قادتها امريكا وهي ترتبط بما اعلنه (جون كيري) قبل عشر سنين الذي قال ان (شعب العراق شعب مارق وعلى العالم المتمدن ان يعيده الى تعداده قبل الاحتلال البريطاني عام 1918 ) ونتيجة اعلان (جون كيري) اعلن الرئيس الامريكي انجاز الخطة والباقي سيكون (شأن عراقي داخلي) وذلك واضح من اعلانه الغريب ان العراقيين سيواجهون ايام صعبة للغاية فالامريكيون سيخرجون من العراق ليلاقي العراق مصيره المرسوم وقد حذر الرئيس الامريكي من أي تدخل في الشأن العراقي حيث ستكون الواجهة الأعلامية ان ما سيجري في العراق هو شأن عراقي وكأن الامم المتمدنة لم يكن لها دور حرق الانسان العراقي من اجل ميراث مكمنه النفطي المتحكم بكل نفط العالم .. ولعل العراقيون لا يعلمون ان مكمن النفط العراقي يمثل المتحكم بنفوط العالم ومثل ذلك العلم محتكر عند اهل الاختصاص المهني والعلمي وبعض الناس يعرفون الحقيقة الا انها خافية على الشارع العراقي ومنفصلة عن الحدث العراقي لاسباب تخص خفاء الخطة اللاإنسانية التي تستخدم ضد فصيلة بشرية عريقة في حضارة الانسان ..!!
اذا استطاع العراقيون ان يقرءوا خطة عدوهم ... يكون الأمل
الحاج عبود الخالدي
تعليق