الصلاة والفرق بين (أصبر عليها) و (أصطبر عليها)
دستورية البيان في اللسان العربي في تطبيقات
منسك الصلاة
منسك الصلاة
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ
لِلتَّقْوَى }طه132
لِلتَّقْوَى }طه132
هنلك عدة الفاظ قرءانية اضيف عليها حرف الطاء ولها جذور مبينة (واضحة) في فطرة النطق ونقرأ
1 ـ {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ }الصافات153
2 ـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلائِدَ وَلا ءامِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2
3 ـ {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }مريم65
4 ـ {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }طه41
5 ـ {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي ءانَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ ءاتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }النمل7
6 ـ {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }فاطر37
7ـ {لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ }الغاشية22
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ }الطور37
1 ـ صفى ... اصطفى
2 ـ صاد ... اصطاد
3 ـ صبر ... اصطبر
4 ـ صنع ... اصطنع
5 ـ صلى ... اصطلى
6 ـ صرخ ... يصطرخ
7 ـ صير .. صيطر
في فطرة النطق عند الناس يوجد مثل تلك الاضافة لحرف الطاء على لفظ يبدأ بحرف الصاد مثل (صبح .. اصطبح .. صلح .. اصطلح ... صدم .. اصطدم ... صحب ... اصطحب ... صبغ .. اصطبغ .. و .. و .. ) وتلك الظاهرة في النطق تؤكد لحامل القرءان راسخة دستورية تفيد ان النص القرءاني بني على اسس مرتبطة بحقيقة خلق النطق في عقل الانسان الناطق ومن تلك الراسخة تقوم عند قاريء القرءان وحامله مرابط عقلانية تستذكرها فطرته العقلية الناطقة فيقوم البيان من لسان عربي مبين
من رقابة فطرية (محض) نرى الصفة في لفظ (الصف) وفيه بعض الناس (يصطفون) كالجند او الطلبة او غيرهم حيث نعلم وندرك ان اولئك المصطفون في الصف ما هم الا في فعل (نفاذ) لفاعلية (الصف) فنقول ان (فلان اصطف في الصف) وهنا يظهر لحرف الطاء قصدا في العقل انه لـ (نفاذ الصفة) في فاعلها واذا عرجنا على علم الحرف القرءاني لوجدنا ان حرف الطاء يدل على (نفاذية الصفة) فدخول حرف الطاء يعني في الفطرة الناطقة وفي علم الحرف القرءاني ان الصفة نافذة من قبل فاعلها وذلك واضح في (صف اصطف) حيث يكون (المصطف) في نفاذية لصفة (الصف) ومثلها (صحب ... اصطحب) فالاصطحاب هو في نفاذية الصحبة باختيار الصاحب ..
الله اصطفى البنات على البنين في (منظومة التكوين) وتلك الصفة مبينة فجعل البنات في (نفاذية الصف) اي مصفوفة في مبيض الانثى وهي اساس تكويني في سلالة البشرية ذلك لان بويضات الاناث هن (ام البشر) فهن في (صف نافذ) تكوينيا ومن تلك الصفة يقوم (بيان علمي) مفاده ان الكروموسومات الانثوية تمثل (صفا مصفوفا) وبما يختلف عن الكروموسومات الذكورية التي لا تمتلك تلك الصفة فهي عشوائية في كثرتها (غير مصطفة) ومن صفة اصطفاء البنات على البنين سارع المتحضرون في التطبيقات المعاصرة الى (تقسيم الازلام) في اللقاح الصناعي لان لبنات التكوين الذكورية مبعثرة عند خروجها في حين تكون لـ (بنات) البنات مصفوفة (مصطفة)
نفاذية (صف البنات) ان كروموسوماتها ستكون في بيضة والبيضة الانثوية مصفوفة في المبيض وقد عدها العلماء بحوالي 400 بيضة يتنزلن على التوالي وليس دفعة عشوائية لانها في (اصطفاف تكويني) حيث البيضة الانثوية هي الحامل للكروموسومات الانثوية اما حيامن الذكور والتي تحمل الكروموسومات الذكورية فهي بالملايين (غير مصطفة) بل مبعثرة ..!! فالله اصطفى البنات على البنين في نظم التكوين .
صبر ... اصطبر ... فهي (صبر نافذ) على الصلاة مع الاهل والاولاد والنفس ايضا حين (يؤهلها حاملها) ذلك لان النفس تؤمر ايضا
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى }النازعات40
والنهي امر فيكون الصبر (على الصلاة) سواء للنفس او معية الفرد من بنيه او من هم ضمن كيانه المفوض به نافذا ويمكن دعم تلك الراشدة الفكرية بالنص الشريف
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }مريم65
والصلاة هي موصوف في (عبادة لله) ومن يريد عبادة الله يجب ان (ينفذ عبادته) مع كل مربط من مرابطه النافذة مع نظم الخلق (فاصطبر عليها) فكل ما يقع في وصف عبادة الله يحتاج الى (الصبر المختار) وهو الصبر الطوعي (يصطبر) .. اما اذا قلنا (أمر اهلك بالصلاة واصبر عليها) وليس (واصطبر عليها) فذلك يعني اصبر عليهم (حين لا يصلون) اي ان عليك الصبر عليهم حتى يصلون ... واذا قلنا (أمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها) فذلك يعني ان عليك تعليم نفسك واهل بيتك ومن معك الصلاة وتأمرهم بالدوام عليها حيث الصبر سيكون نافذا بقيام الصلاة وليس بدونها .. الصبر الطوعي (على) الصلاة يعني (نفاذ علة الصلاة التكوينية) في جسد المصلي
الله اصطنع موسى لنفسه فلو كان (موسى شخصا واحدا فردا) لكان النص وجوبا بلسان عربي مبين هو (وصنعتك لنفسي) اما ان يكون النص (واصطنعتك لنفسي) فهي تعني (نفاذ الصنع) ما دام الخلق البشري قائما لان موسى يمثل (العقل السادس) الذي يرتبط بخلق البشر
الفرق بين العقل والنفس
العقل .. مرسل
نفاذ العقل الموسوي في الخلق يجعل البيان تحت لفظ (واصطنعتك لنفسي) فلو ان الصنع الموسوي قد تم للنبي موسى عليه السلام فقط لكان النص (صنعتك لنفسي) وتلك هي مهمة (البيان) في اللسان العربي (المبين) ومن تلك الراشدة يمكن الانتقال الى الفطرة الناطقة بالحق لانها تمثل (الحقيقة التكوينية) للنطق البشري فلا نستطيع القول (مثلا) ان (شركة مارسيدس اصطنعت السيارات التي تعمل بزيت الغاز ـ المازوت او الديزل) ذلك لان صناعتها ليست نافذة في شركة مرسيدس فقط فصناعة السيارات العاملة بزيت الغاز شملت كل مصانع السيارات ولكن يمكن لنا القول ان (الباحث ـ مرسيدس ـ اصطنع وقود زيت الغاز في تشغيل السيارات) وليست الشركة المسماة باسمه التي صنعت السيارات العاملة بزيت الغاز كما ان السيارات عموما لا تسير بزيت الغاز حصرا بل تسير بالبنزين وغيره من انواع الوقود المستحدثة فيكون لفظ (اصطنع مرسيدس وقودا للسيارات) حاملا لمقاصد الناطقين
عندما يصطاد الصياد صيدا فان فعل الصيد قد نفذ في الحيوان الذي اصطاده وبالتالي فان صفة الصياد تبقى فعالة فيه حتى (يصطاد صيدا) لتنفذ صفة الصيد في المصطاد فمن رمى حجرا فاصاب طيرا فذلك لا يعني صيد بل نية الصيد فيما يصطاده الصياد امر لازم ومثله ... من يصلى نارا فيكون في (صلة) مع النار الا ان من يصطلي بالنار انما هو انفذ صلة النار في جسده ونفسه فهو الذي ينفذ وصلته بالنار
{إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي ءانَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ ءاتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }النمل7
فاهل موسى يقومون بـ صلي انفسهم بالنار وليس العكس اي ان النار لا تصليهم بل هم (يصطلون) بالنار فيكون اللفظ (لعلكم تصطلون) ... اما ان يكون الصلي بالنار بفعل غير فعل المصطلي بها فيكون (ساصليهم بها) وذلك الرشاد يقرأ في النص الشريف
{سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ }المسد3
{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }النساء10
فهو سيصلى نارا ولا يصطلي بها وهم سيصلون سعيرا ولا يصطلون به ومثلها عندما نقول ان (فلان صدم سيارته بصخرة) ففعل الصدمة نفذ باسباب لم يختارها المتصادم بل الصدمة نتيجة فعل فيزيائي طاريء غير مختار اما ان نقول ان (فلان اصطدم بسيارته بصخرة) فان نفاذ الاصطدام قد حصل بخطأ منه اي باخيتار غير موفق منه فاصطدم بسيارته بالصخرة ... ومن تلك المراشد الفطرية الناطقة يتضح ان (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) تعني ان الصلاة تكون نافذة في صبر الصابر عليها فيكون (صاحب الدار) مسؤولا عن تدريب نفسه واهله ومن معه على الصلاة والصلاة هي التي تحتاج الى الصبر من قبل المصلي لتنفذ في جسد الاهل مثلها مثل ما فعله مرسيدس حين جعل من المازوت وقودا للسيارات ومثلها حين نفذت قوانين الفيزياء في التصادم فاصطدم فلان بسيارته ومثله حين اصطنع الله موسى في العقل البشري لكي يعبد الله في الارض (واصطنعتك لنفسي) ولعل الفطرة تدرك تلك الراشدة المبينة في ان الله (الخالق) حين اصطنع لنفسه شيء فالله (دائم) ولا بد ان يكون ما صنعه لنفسه (دائم ايضا) الا ان موسى النبي عليه السلام ليس دائم فقد (مات) فتكون الصناعة الموسوية هي في راشدة عقل لا بد ان تكون دائمة بدوام الخلق لان الله دائم في الخلق وتلك صفته الشريفة وما اصطنعه الله لنفسه الشريفة لا بد ان يكون دائم مثله حتى يقوم هو الله بوقف دوام ما اصطنع لنفسه
تشغيل الصلاة في جسد المصلي تستوجب (نفاذ منسك الصلاة) في جسد المصلي وهو ما حمله النص الشريف (واصطبر عليها) فالصلاة يوم الاحد فقط او الصلاة يوم السبت فقط او الصلاة يوم الجمعة فقط كما يفعله بعض البشر تعني ان المصلي لا (يصطبر عليها) فيتصورها انما هي ممارسة (معنوية) ترضي الخالق الا انها في حقيقتها هي ممارسة تكوينية ترتبط بمنظومة الخلق (كتابا موقوتا) فنفاذية الصلاة بصفة (اصطبر عليها) مرتبطة بدوران الارض حول نفسها وموقع المصلي من الشمس وهي مغنط ضخم جدا يؤثر في جسد الانسان من خلال ذلك الدوران فهي ذات رابط فلكي مبين (كتاب موقوت)
حرف الطاء حين يضاف على الصفة فهو يعني ان الصفة قد انفذها مفعلها (الفاعل) وتلك الفطرة العقلية مرتبطة بحرف الصاد حصرا فلا يدخل حرف الطاء على غير حرف الصاد بصفته حرف مضاف فلا نسطيع ان نضيف حرف (ط) الا بعد حرف (ص) للصفات التي تقبل التفعيل من قبل فاعلها كما في الصاحب والاصطحاب اما لفظ صدق مثلا فهو لا يحتمل الاضافة بحرف الطاء فطرة لان الصدق هو صفة فعالة نافذة عند الصادق ولا تحتاج الى نفاذية وتلك المراشد المرتبطة باضافة حرف الطاء بعد حرف الصاد لها خصوصية بمقاصد العقل بحرف الصاد ذلك لان حرف الصاد في العقل وفي علم الحرف القرءاني هو (فاعلية متنحية) ونفاذيتها تكون حين يضاف حرف الطاء اذا اراد الناطق ان يعلن نفاذية الصفة التي يقوم بتفعيلها فحين يتصالح الناس على لفظ معين يقول (تصالح الناس على ان لفظ سيارة يعني انها عربة تسير بالوقود) فاصبح لفظ (السيارة) هو (مصطلح) (اصطلح عليه) الناس باختيارهم ومثلها (صبر اصطبر) فمن يصطبر انما يقوم بنفاذ الصبر بارادته واختياره اما الصبر عموما فهو صفة قد لا تكون باختيار الصابر فمن يفقد عزيزا يصبر على فراقه الا انه صبر خارج عن ارادة الصابر (رغما عنه يصبر) اما ان يصطبر الانسان بارادته فان دلالة حرف الطاء تقوم في المقاصد الناطقة انه (نفاذية الصفة) في فاعلها ومنها ندرك مقاصد الله الشريفة (فاعبده واصطبر لعبادته) فان لم يكن الصبر على العبادة اختياريا فهي لن تكون عبادة لان العبادة لله طوعية في كثير من مفاصلها
الحاج عبود الخالدي
تعليق