قتل الارزاق
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اشهر المباديء العقائدية جماهيرية راسخة ثابتة ( ان الرزق على الله )
ولكن هذه العقيدة مخترقة اختراقا خطيرا بين يدي العقائديون انفسهم
فالعقائديون يألمون كثيرا عندما تخترق عقيدتهم من غيرهم ولكنهم هم يخترقون اهم مفاصلها بانفسهم في اهم رابطة تربط الله بعباده وهي الرزق !!
اول الكبائر في الاختراق هو ان يجعل العقائدي مع الله شريكا في الرزق .. واولئك الشركاء لا يشطبون دور الله ولكن يتصفون بصفة الشريك مما خفي على العقائدي فيما اشرك .
العقائدي يرى الله في رزقه ولكنه حين يشرك تكون الغفلة في الشريك .
شركاء الله في الرزق كثرة كثيرة فلكل عقائدي شركاء لله في رزقه في :
وظيفة .. مصنع .. محل تجاري ... حرفة ... مهنة ... اموال مستثمرة .. شطارة ... مجازفة (مضاربه) ... مرتب تقاعدي .. منحة ... مساعدة ... ارث .. بخل ....
تلك شراكات العقلاء الاصوليين
يضاف اليها شراكات المنحرفين
الكذب (وتجعلون رزقكم انكم تكذبون) ... الاحتيال .. الغصب .. الصراع من اجل الدرهم .. السرقة ... القمار ... الربا ... تجارة الحرام .. البغاء .. تجار الحروب .. تجار الرذيله ..
ان شطبنا الصنف الثاني فتبرز اهمية الصنف الاول فهم الامل في رفعة الامة عند العودة الى الله .
تسمع احاديث العقلاء فذلك يقول عيشتي على وظيفتي .. وذلك يقول محلي باب رزقي .. وهذا يقول لو لم اكن ذكيا لما نجحت في عملي .. واخر يقول سبب نجاحي حسن اختياري .. واخر يقول ضعف الراتب فضعفت .. واخر يسعى لراتب اكبر .. و ..و .. كثيرون ومنهم البخيل الخائف من نفاد ماله وكأن رزق الله له نفاد !!
اكثر الناس يستدركون ما يقولون فيحاولون تعديل مراشدهم في ان تلك الصفات هي اسباب رزق !! فجعلوا السبب شريكا لله وما افلتوا من الشرك في قولهم .
كيف يكون السبب مصدرا للرزق .. عجبا يقولون .. جعلوا الاسباب وسيلة للرزق .. فاشركوا بالله اله اخر في الرزق ...
فمن جعل السبب وسيلته في الرزق فقد اشرك يقينا
ومن جعل الاسباب ماسكة للرزق فقد فاز برزق الله
والفرق بين الوسيلة وماسكتها كالفرق بين الصامولة والمفك
فالصامولة وسيلة ربط
والمفك ماسكة ربط
وبينهما فرق كبير .. ان استقر في العقل فان الوسيلة تبقى وان فقد العبد ماسكته
تبقى الصامولة وسيلة ربط وان ضاع المفك !!
ولكن ان ضاعت الوسيلة قتل الرزق !!
وخرج الانسان من وسيلة رزق ربه .. ودخل في وسيلته في الرزق فاصبح رزقه عائما في سوق العمل ...
تتقاذفه تيارات ... تحكمه قوانين دنيا .. يبتعد عن قانون الله .. قد يصيب مالا .. يخسر شأنا اخر .. قد يخسر المال .. ويسوء الحال (حظ يا نصيب) .. في علو وهبوط .. علو مال وهبوط اخلاق .. مكسب مال وضياع اولاد .. حب مال وكره زوج واولاد .. تضطرب .. تضطرب .. لا محال .. لانها وسيلة عبد .. لا وسيلة رب !!
اكثر العقائديون يؤمنون بالسبب في الرزق .. ولا يؤمنون بالرزق المباشر من الله بل بواسطة السبب وتلك غفلة قصوى في الوعاء العقائدي
(إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (الاسراء:30)
قالوا في (ويقدر) أي في قليل الرزق .. وما اصابوا الفهم لا والله .. فالله ما كان مغلول اليد ومن قال بها غلت يداه !!
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا )(المائدة: من الآية64)
وكيف بغير اليهود ان قالوا في (ويقدر) في قلة الرزق !!
ويقدر .. في فهم القرءان هي من القدرة وليس من البخل .. الا ساء ما تقولوا على الله !!
(وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) (النحل:71)
ولو كان هنلك جمع مؤمن خالص أي ان قرية فيها جمع مؤمن فقط دون شائبة لشوهدت هذه الاية في ميدان تطبيقي واضح
ولكن تشتت المؤمنين في مجتمعات مضطربة في ايمانها ولا يوجد حشد ايماني مصفى فالاية تظهر في تطبيقات فردية
ولكن من يزكي هذا مؤمن وهذا غير مؤمن لكي يرى الاية كما ثبتها الله !
تفضيل الرزق هذا على هذا بما حمل هذا من مسؤولية عيال ومتعلقين .. وذاك بما تحمل من مسؤولية عيال ومتعلقين
فمن سكن بجوار الفقراء وانفق عليهم فضله الله بالرزق على غيره !!
ومن تعلق به من نفقة عيال وارحام .. فضله الله في الرزق على من قلت نفقته من عياله وارحامه !!
وما هم برادي رزقهم على ما ملكت ايمانهم .. بل ذلك الفضل كان لما ملكت ايمانهم
فمن اراد تفضيل في الرزق .. فليزد من انفاقه على عياله ..
من بخل !! قال عقله ان رزق الله قد انتهى (نفد) واخشى على ما بيدي فبخل
ومن قال
(إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) (صّ:54)
فلن يكون بخيلا
الحاج عبود الخالدي
تعليق