الريح والرياح في البيان القرءاني المبين
من أجل التذكرة بعلوم القرءان في زمن العلم
{مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ }إبراهيم18
لفظ ريح ... رياح ورد في القرءان قرابة عشرين مره وقد ذكر اللفظ تكرارا في مثل سليمان الا ان البيان القرءاني يلزم عقل حامل القرءان على التفكر في وظيفة ذلك اللفظ لادراك المقاصد الالهية في الامثال التي حملها الخطاب القرءاني الشريف
لفظ الريح والرياح رسخ في مقاصد الناس على انه (الهواء المتحرك) ومنه العواصف الهوائية المعروفة الا ان هنلك وظائف اخرى وردت في النصوص الشريفة لا يمكن (قرنها) مع الكتل الهوائية المتحركة كما في النص التالي
{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ }يوسف94
ريح يوسف التي (وجدها) يعقوب لا يمكن ان تكون كتلة هوائية متحركة
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46
في الاية الشريفة لا يمكن ان يكون القصد الالهي في كتلة هوائية تذهب عن الذين لا يطيعون الرسول فيفشلوا فتذهب عنهم ريحهم
لفظ ريح في البناء العربي من جذر (رح) وهو في البناء العربي الفطري (رح .. رحى .. راح .. ريح .. رياح .. روح .. راحة .. ريحة .. رائحة .. مروحة ... ريحان ... يروح .. يريح .. يستريح ... استراحة .. ترويح .. رواح ... أرواح ... و ... و ...
نرى بوضوح بالغ يدركه عقل الناطق بالعربية ان لفظ (ريح) هو من بناء عربي يستخدم في وظائف متعددة رغم اتحاد خارطة الحرف ومن تلك الصفة نحتاج الى اعادة اللفظ الى (اول اولياته) في مقاصد العقل لكي نستطيع ان ندرك المقاصد الشريفة رغم اختلاف وظيفة اللفظ
رح ... لفظ في علم الحرف القرءاني يدل في مقاصد العقل (فائقية وسيلة)
رحى ... تعني ... فاعلية وسيلة فائقة ... تلك الوسيلة تظهر في طحن الحبوب كالحنطة والشعير وغيرها فـ (الرحى) تمتلك فاعلية وسيله معروفة للناس وتتصف بصفة الفائقية لان مادة الرحى يجب ان تكون ذات صلادة (تفوق) صلادة المادة المطحونة والا لن يتم الطحن
روح ... فائقية وسيلة ربط ... وهي في الروح (رابط الحياة) التي يعرفها الناس الا انهم لا يعرفون تكوينة ذلك الرابط ومن نفس اللفظ نقرأ في مثل عيسى عليه السلام (وايدناه بروح القدس) حيث كان التأييد ليس برابط حياتي بل بصفة فائقة الوسيلة في الربط ومثله نقرأ (نزل به الروح الامين) فالروح هنا هي (فائقية وسيله رابطة) حيث الرابط سيكون في العقل البشري الذي (يتذكر) حين يستبصر في النص فالعقل الموسوي (السادس) يدرك خطاب القرءان وحين يكون العقل البشري السادس مؤهلا للذكرى فتقوم الذكرى ففائقية الوسيلة الرابطة تقوم بتأمين التذكرة (الروح الامين)
ريح ... فائقية وسيلة حيز (وسيلة الحيز متفوقة) .... فالرياح الشديدة تمتلك فائقية وسيلة حيز يتحرك بموجب نظم فيزيائية تم التعرف عليها في الزمن المعاصر فعندما يكون اختلاف في الضغط الجوي بين (حيز مكاني وحيز مكاني ءاخر) فيؤدي ذلك (التفوق في الضغط) الى دفع الكتل الهوائية من منطقة الضغط المرتفع الـ (فائق) الى منطقة الضغط المنخفظ ... فتذهب ريحكم تعني في ذهاب (التفوق) في وسيلتكم ان لم تطيعوا رسول الله وتتنازعوا في امركم ... لن تكون المقاصد العقلية في (ريحكم) على انها كتلة هوائية متحركة فالعقل الفطري لا يقبل وصفا يقول ان النزاع والفشل يوقف الكتل الهوائية
ريح ... من ريحة .. رائحة ... فهي فائقية وسيله حيز وهي في الاسترات العطرية التي تنطلق في الاجواء بفائقية (رغم انف من يشمها) لانها تمتلك الصفة الفائقة فتنتشر وفي هذا التدبر (الفطري) نسمع القرءان
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ }سبأ12
اذا قلنا ان المثل القرءاني متخصص ببيان سليمان النبي عليه السلام (حصرا) فما هي الحكمة ان تكون الكتل الهوائية تغدو وتروح شهر وشهر ..!! ومن لفظ رواحها تظهر خارطة لفظ (روح) ايضا وفيها فائقية وسيلة ربط فما هو الرابط الذي ترتبط به فائقية وسيلة حيز (الريح) ..؟؟ بوابة العقل تؤصد ازاء ذلك التصور فالكتلة الهوائية المتحركة لا تمتلك رابط وظيفي منظور فهي متحركة ولا احد يعلم وظيفة حراكها بشكل دقيق وان سكنت فلا ينطبق عليها لفظ ريح لانها تفقد صفة (التفوق) في وسيلتها
اذا قلنا ان لفظ (سليمان) يعني تبادلية السلام وهي صفة كانت في نبي الله سليمان عليه السلام فهي صفة تمتلك تكوينة تكرارها (تفعيلها) عندما يتبادل الانسان السلامة مع محيطه (سليم + سليم = سليمان) فان مرابط (رواحها) يمكن تدبرها من خلال النص الشريف في واحة علمية قرءانية بفكر مستقل
السلامة ... وهي حاوية (السليم) وهي لا بد ان تكون تبادلية التفعيل فلا بد ان تكون (أدوات الفعل سليمة) وذلك لا يكفي ان يكون الفاعل (سليم الفعل) بل يستوجب ان تكون أدوات التفعيل (سليمة ايضا) وتلك هي (صفة السلامة التبادلية) في فطرة عقل يتفكر في القرءان ليدرك صفة البيان فيه ومنه يدرك الانسان ان (السلامة في مواقيت الادوية وحجم الجرعة ـ مثلا) وهو في (سلامة فعل الفاعل الذي يستخدم الادوية) الا ان تلك الفاعلية (السليمة) لا تستكمل صفات السلامة الا عند تبادل عنصر (السليم) مع الدواء نفسه بصفته (أداة الفعل) فما فائدة الفعل السليم في ابتلاع الادوية عندما تكون تركيبة الادوية فاسدة وضارة ..!! اذن السلامة (حاوية السليم) لا بد ان تكون تبادلية بين (سليم + سليم) وهو سليم في الفعل و سليم في أداة التفعيل وهو (سليمان)
شهر .. لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (وسيلة فاعلية متنحية متعددة مستمرة) وهو ما ينطبق على الشهر الزمني فهو وسيلة (زمنية) ناتج من فاعليات متعددة متنحية تخص دوران الارض حول نفسها يوم + مسار الارض حول الشمس (منازل الارض حول الشمس) وتلك الفاعليات المتنحية المتعددة (المستمرة) تعني في (اوليات المقاصد العقلية) شهر ... لفظ شهر لا يستخدم للحاوية الزمنية بـ 30 يوم فقط بل هنلك استخدام منطقي ءاخر في لفظ (شهر) فهو يستخدم في (الاشهار) ومنها ما يقال (الشهر العقاري) ومنها الشهرة والاشتهار ففي الشهر العقاري تجري عملية تسجيل بيوع العقارات وهي (وسيلة لـ فاعليات متعددة متنحية مستمرة) ذلك لان العقار يخضع الى نظام الملكية الدائمية (اموال غير منقولة) فهي اموال ثابتة (مستمرة الحيازة) فالمساكن لا تسرق كما تسرق الاموال المنقولة فهي تتصف بصفة (الاستمرار) وحين تسجل اجراءات نقل الملكية (فاعليات متعددة متنحية مستمرة) فيكون (الشهر العقاري) مبينا في بيان مقاصد العقل الاولية
وللذي يتبادل السلامة (سليمان) الريح (الرائحة) اي (الاسترات العطرية) غدوها شهر ورواحها شهر
غد ... لفظ في معارفنا يعني اليوم اللاحق فيقول القائل (انتظرني يوم غد) الا ان منطق الناطقين يستخدم اللفظ نفسه في وظيفة اخرى فيقول القائل (اطهو الطعام حتى يغدو هريسا) ويقولون (الغداء) وهي وجبة الظهيرة من الطعام
غد ... لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (منقلب سريان حيازه متنحية) فيوم غد في حيازة متنحية زمنا فحين ينقلب سريانه (من اليوم الاني الى اليوم التالي) يكون يوم غد ... هريس القمح في حيازة متنحية فحين يتم طهو القمح ينقلب مسار قساوة القمح الى هريس (يغدو القمح هريسا) ... الغداء هو الوقت الذي يكون فيه الانسان قد (حاز الغلة من الطعام) سواء بقطفها من مزرعتها او بتسوقها من الاسواق فحين (تغدو الاطعمة) معدة للاطعام يكون (الغداء) حيث تكون وجبة طعام الظهيرة (في حيازة متنحية) فينقلب مسارها فـ (تغدو في غداء)
للذي يتبادل السلامة (سليمان) تكون الاسترات العطرية التي خلقها الله (غدوها شهر) و (رواحها شهر) ففي غدوها ستكون بموجب البيان الحرفي كالتالي :
(فعالة)
لـ (حيازه متنحية) وهي
(دائمة التقلب في سريانها)
(في مرابطها)
وتلك الاسترات العطرية في غدوها وهي (شهر) اي انها (وسيله لـ فاعليات متعددة متنحية) فتعمل عمل (المؤثر)
تلك الصفة في السلامة التبادلية بين الاسترات العطرية والجسد السليم مرتبطة (و) بـ (رواحها شهر) ... رواحها يعني
تفعيل وسيله
مستمرة الربط
فائقة الفعل
لـــ
فاعليات متعددة متنحية دائما (شهر)
تلك المعادلة العلمية المستقرأة من القرءان بمنهجية اللسان العربي المبين تمنحنا (قرن المقاصد الشريفة) مع (مقاصدنا)
في الجسم السليم تفعل الاسترات العطرية فعلها في (غدوها) وهي :
(فعالة)
لـ (حيازه متنحية) وهي
(دائمة التقلب في سريانها)
(في مرابطها)
وهي (الهرمونات) في الجسد السليم بموجب مقاصدنا فالهرمونات (فعالة) لـ (حيازة متنحية) نتائج كبيرة في الايض الخلوي في الجسد ترتبط بالفعل الهرموني (مرابطها) وهي (دائمة التقلب في سريانها) وهي صفة الهرمونات التي تملأ كامل مفاصل الجسد بصفتها (مؤثر بايولوجي) حين ترتبط ببايولوجيا الجسد السليم
والنتيجة العلمية من مثل سليمان ان (الريح) اي (الاسترات العطرية) ذات (التفوق في وسيلتها) والتي تدخل انف الانسان رغما عن انفه تقوم بتفعيل لـ حيازة متنحية) لا يعرفها العلماء على حقيقتها بل يعرفون معارف هامشية عنها وهي (الهرمونات المتأثرة بالاسترات العطرية) وهي دائمة التقلب في مسارها في جسد السليم لتقيم رابط (و) في (رواحها شهر) ورواحها كما ظهر حرفيا هو
تفعيل وسيله
مستمرة الربط
فائقة الفعل
لـــ
فاعليات متعددة متنحية دائما (شهر)
كثير من المستثمرين الذين ينتجون العطور عرفوا بعض الحقائق الهامشية عن فعل الاسترات العطرية في هرمونات جسد الانسان فانتجوا عطورا (نسائية) لتؤثر في رفع الهرمون الرجولي عند الذكور وانتجوا ايضا عطور (رجالية) لتؤثر في الهرمون الانثوي عند النساء
عرف بعض العلماء ان الاسترات العطرية التي تصدر من التفاح تقوم بتنشيط عضلة القلب الا انهم لم يعرفوا (مرابطها التفصيلية) وقد استقر عرف طبي في اسبانيا ينصح المصابين بضعف العضلات القلبية ان يديموا تواجدهم في مصحات مزارع التفاح في موسم الغلة والتي خصصت لذلك الغرض الطبي وكانت النتائج المعلنة لمرضى القلب في وصف حسن
الناس بفطرتهم يعرفون الكثير من المؤثرات العطرية وفي الطب الشعبي عند كثير من المجتمعات تستخدم الاسترات العطرية الطبيعية لمعالجة اضطرابات المعدة خصوصا عند مقتربات القيء والغثيان كما تستخدم الاسترات العطرية (شعبيا) لصحوة الغائب عن الوعي ففي بعض المجتمعات يستخدم الاستر العطري للبصل وفي مجتمعات اخرى يستخدم ماء الزهور (ماء الورد) وهنلك في كثير من المجتمعات تستخدم وسيلة (البخور) لاغراض علاجية متعددة كما تستخدم الاسترات العطرية لـ (راحة النفس) ولفظ راحة من ريح وهي التي وجدها يعقوب عليه السلام في (ريح يوسف) في العير الاتية وهي (هاجس عقلاني) يعقوبي راج في عقله (راحة نفسية ابوية) على يوسف (ريح يوسف) (وجدها يعقوب) في نفسه
المادة العلمية المستقرأة من البيان القرءاني خطيرة للغاية لانها ترتبط بـ (معشر الجن) حيث حملت الاية رابط مع الجن في (ولسليمان الريح)
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ }سبأ12
الاسترات العطرية ترفع التألق الطيفي لـ (الهالة الحياتية) لذلك يستخدم الناس العطور لتحسين مراشدهم النفسية فاذا كان الاثر الذي يتركه معشر الجن مع الانس يظهر في هالة كاليريان (الهالة الحياتية) فان الاسترات العطرية تعمل عمل المؤثر في (غدوها ورواحها) وننصح بمراجعة ادراجنا (حوار يبحث فب مخلوق الجن)
حوار يبحث في مخلوق الجان
مقتبس من متن الجواب رقم (18) في مبحث الجن
من تلك المعالجات التي حملها هذا الحوار المبارك تظهر ضرورة العصر في معرفة حقائق التكوين في (معشر الجن والانس) ليس لغرض التفرج عليه او لغرض الفضول المعرفي بل لغرض تبادلية نظم السلامة بين (الانسان والجان) من خلال الصفة السليمانية (سليم + سليم) والا فان البشرية في خطر ..!!
في هذا الملف السليماني يقول ربنا في القرءان (خارطة الخلق) ان (ما اوتيتم من العلم الا قليلا ومهما تعملقت علوم الماديين فان القرءان يعلو بعلومه لانه من مصدرية (الخالق والمصمم والمنفذ لنظم الخلق)
العناصر المادية تمتلك (ريح) لها تفوق تنفيذي في بايولوجيا الجسد حتى وان كان الكثير من المواد الكيميائية لا رائحة فيها الا ان بحوثا علمية اثبتت ان هنلك بعض الناس يشمون رائحة المواد الكيميائية ويميزونها وكثير من الناس يستشعرون رائحة بعض المواد في حين لا يستشعرها غيرهم مثل اوكسيد الحديد فيشمه بعض الناس ولا يشمه ءاخرون ... العلم الحديث لا يمتلك اي ملف علمي يتعامل مع اثر الروائح في بايولوجيا الجسد عدا ما نشر عن (عطر التفاح) الطبيعي كمنشط لعضلة القلب ... ونقرأ القرءان
{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ }الواقعة89
اذا كانت الروح (فائقية وسيلة رابطة) كما جاء في سطورنا السابقة فان لفظ (ريحان) يعني (تبادلية وسيله لتفعيل حيازه فائقة) وتلك التبادلية للوسيلة تحصل في الجسد الانساني من خلال عملية تحفيز هرموني وسوف لن نذهب الى حرم اكاديمي لنصادق على ذلك الرشاد الفكري ففطرة الانسان تدركها حين نرى كثير من الناس يصابون بالغثيان عندما يشمون روائح لا يستسيغونها حيث تظهر الاضطرابات البايولوجية من خلال عملية الغثيان المعوي وبوضوح كبير وتلك الصفة وما يلتحق بها من مدركاتنا الفطرية في الروائح الكريهة سوف ترسخ لدينا (وظيفة الروائح) وعندما ندرك اثرها السلبي في الروائح الكريهة نبقى نجهل اثرها الايجابي مع الروائح المستساغة للعقل البشري
وظيفة الروائح يمكن ادراكها بالفطرة وتمتلك قاموس فطري كبير وفيها بيان مبين فالوليد يستشعر رائحة امه فيهدأ حين يكون في احضانها ونلحظ مثل تلك الصفة في الحيوانات حيث يتعرف الجرو على امه من خلال شيفرة عطرية كما نلمس تلك الصفة في الكلاب البوليسية التي تستخدم حاسة الشم لمؤثرات (مجهولة) يعرفها الكلب ويجهلها العلم ...
كراهة روائح الخبث الانساني والحيواني وروائح التفسخ لها مداليل علمية كبيرة وذلك لغرض الابتعاد عنها وعدم التماس معها وقد وصفتها الاحكام الشرعية بالنجاسات وما هي الا مواد متفسخة قد تكون مستعمرة جرثوميا فيتحصل الضرر من الجراثيم التي تستعمر الخبث فكانت كراهة ريحها وظيفة خلق فطرها الله في الانسان ولعل ريح الموتى عند التفسخ خير دليل على وظيفة الروائح بايولوجيا وبالتالي فان الصفة السليمانية تستوجب الحرص الشديد على تبادل السلامة مع الاسترات العطرية خصوصا في الزمن المعاصر الذي امتلأ بالاسترات العطرية الصناعية والتي لا نعرف مؤثراتها في بايولوجيا الجسد (منكر) وخصوصا في البيوت الحديثة التي تمتاز بانها عبارة عن مكعبات مقفلة تبقى فيها مؤثرات الروائح لفترة زمنية طويلة بما يختلف عن نظم البناء القديم التي كانت مبنية على تهوية المنزل طبيعيا
كثير من المواد الصناعية ذات روائح غير مستساغة وهي كثيرة الاستخدام مثل سائل الهايبو (القاصر) او مبيدات الحشرات او مركبات النفثالين التي تستخدم كوسيلة طاردة للحشرات
اخطر ما يكتنف حضارتنا المعاصرة هو روائح المنتجات النفطية فهي روائح من مصدر عضوي (النفط مادة عضوية) ولا احد يعلم اثر روائح تلك المنتجات العضوية في اجساد الناس فهي (منكر) لا يعرفه احد الا انها منتشرة بشكل واسع مما ينذر بخطورتها عندما تعمل المحفزات الهرمونية فان كان عطر التفاح يحفز عضلة القلب والمعروف ان القلب هو (غدة هرمونية) فماذا ستفعل روائح النفط خصوصا اذا علمنا ان النفط هو من اجساد المخلوقات التي خلفتها حادثة نوح الكونية
نوح والنفط
لدينا مساحة تجريبية واسعة حول اثر الروائح والاسترات العطرية كمحفزات هرمونية مع مرابطها المؤثرة في هالة الحياة (هالة كاليريان) والتي ترتبط برباط غير مباشر مع (امراض العصر) ذلك لان الروائح (غير الطبيعية) تتكاثر مع المد الحضاري بشكل كبير دون ان يكون لجهابذة العلم مراصد السلامة في تلك الممارسة التي تعرض اجساد البشر الى مهالك مؤكدة لان الروائح غير الطبيعية غير معروفة التأثير فهي (منكر) في العقل البشري ويستوجب النهي عنها خصوصا روائح النفط والتي عزلتها الطبيعة بالامر الالهي في اعماق سحيقة في الارض الا ان الجبروت التقني الانساني يتبجح بها في يومنا المعاصر في تردي صحي يزداد خطرا وسط زحمة مسميات لامراض العصر
تلك تذكرة انذارية فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا
الحاج عبود الخالدي
تعليق