السجن والاسلام والمسلمين
من أجل وصف حال المسلمين
من أجل وصف حال المسلمين
من المخجل جدا ان تكون ثقافة الدين على ناصية اللادين ونرى كثيرا من الدعاة الى الدين في امارة المسلمين قد انتهكوا نظم الاسلام صراحة مع ثقافة دينية صامتة ... كل متمسلم بالاسلام يدعي انه يطبق سنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام فان كان حاكما فله سجن وسجان ومسجونين وان كان مكلفا عاديا فما ان سرقه سارق ما الا ويسارع الى القاضي يشتكيه ليسجن القضاة من سرقه في سجن ما كان من الاسلام ولم يكون ... لم يكن في السنة الرسالية سجن ولم تحمل الاحكام الشرعية أي مادة عقابية فيها سجن ومسجون ..!! فاي سنة نبوية يطبق المسلمون سواء كانوا حكاما او محكومين ..!! انها وان تكن في صمت ثقافي ديني الا ان انفلات المتمسلمين من دينهم جعلهم يذهبون بدينهم مذاهب الهوى اما قواعد الدين فقد ماتت في العهد الراشد الذي لم يكن فيه سجن وسجان ومسجونين وما كان لنبي ان يكون له اسرى ليثخن في الارض .. انما يريدون عرض الحياة الدنيا وهم يعلمون ...
(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:67)
يتباكون على القدس وكأنهم مسلمون حقا ..!! يتباكون على الابرياء في العراق وافغانستان وسجناء غوانيتيناموا وكأن المسلمين مسلمون ..!! ونظم الاسلام تخترق على الاهواء وفي العلن .. اين الاسلام منا ونحن انما منغمسين في عروض دنيوية وعرض الدنيا لا يعني رديف طولها بل عروضها الفكرية التي جعلت من السجن وسيلة اصلاح في حين ما كان السجن ولن يكون الا صانع الاجرام فمن دخل السجن من جراء هفوة خرج منه وقد احترف الاجرام من نادي المجرمين (السجن) وكأن (عرض الدنيا) هو خير من عرض الاخرة الذي اوكل امر المعتدي الى الله فوالله من كانت ولايته لله حقا فان السارق تشل يداه في مال المؤمن لان الله يقول
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
فمن تمكن السارق من ماله فهو ليس من المؤمنين ومن أُعتدي عليه في غياب الدفاع الالهي عنه فهو ليس من المؤمنين .. ولاية الله المطلقة خير من سجن وسجين بل المعتدين والمجرمين هم البغاة في المجتمع على قدر استحقاقه فالمجتمع ذو القلب السليم لا ينتج مجرمين ولا يحتاج الى سجن وسجانين فالاجرام هو مؤشر مجتمعي يؤشر الانحراف الانساني ويضع لـ (العداوة والبغضاء) بين الانسان والانسان مدلولات مرئية في عدد المجرمين ونوعية الاجرام في كل مجتمع فلن تنفع السجون لانها ستزيد الغل المجتمعي عدوانا وبغضاءا وذلك يعني زيادة في وسعة الانتاج الجرمي في موصوفات الأءدميين او في موصوفات الجريمة فاي مجتمع انما يدفع ثمنا تربويا لجريمته في عدد المجرمين الذين ينتجهم ...
ربما تتهم هذه السطور بالمثالية المطلقة وفيها استحالة تنفيذية الا اننا نمتلك ردا تاريخيا في حقبة زمنية قاربت نصف قرن في حكم اسلامي في المدينة المنورة شارك فيه خمسة اشخاص هم المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام واربعة من خلفائه الراشدين ما كان في المدينة سجن ولا سجان مع ان العنصر المجتمعي في تلك الحقبة الزمنية كان وليد من مجتمع جاهلي لا يعرف غير الغزو والعدوان الا ان (النظم الفكرية) التي تصدى لها الاسلام الاول في (ثقافة دينية) نقية استطاعت ان تقلب ذلك المجتمع الى مجتمع مثالي ... سوف لن يقوم المجتمع بمطالبة الحكومات لالغاء السجون لان قرار الغاء السجون قرارا مجتمعيا وليس قرارا حكوميا فعندما يتوقف المجتمع من انتاج المجرم فلن يكون للسجون وظيفة وان ابقت الحكومات سجونها قائمة الا ان المجتمع هو القادر على عدم تزويدها بالنزلاء فيفقد السلطان عصاه الامبراطورية ..!! الا ان ثقافة الدين ملوثة عبر زمن طويل تقلبت فيه الثقافة الدينية فزرعت متشددين في الدين هم اول من يأسر ويسجن ويدعي انه يدافع عن سنة رسول الله وتلك السنة براء منه وان وضع لحية شمطاء ولبس عمة عصماء ...!!
ولاية الله منزوعة عن الباحثين في ولاية عروض دنيوية متكاثرة
الحاج عبود الخالدي
تعليق