قف .. إنك مجنون
من اجل تراث عقائدي معاصر
الفكر الملحد بعموميات طروحاته يختار فقرات عقائدية ليصف حملتها بالخبل والجنون وكثير من المروجين للفكر الالحادي يتمردون على المادة العقائدية بصفتها مدعاة للسخرية ويختارون المادة العقائدية التي يعجز حملة العقيدة من توفير المنطق العلمي لها مثل الطواف حول الكعبة او مناسك رمي الجمرات وحتى في الصلاة المنسكية . وتحضرني رقصة لفرقة رقص في تسعينات القرن الماضي تناقلتها قنوات البث المرئي كانت مبنية على رقصات ايقاعية وحركات منسك الصلاة عند المسلمين مما اثار حفيظة الاعلام الاسلامي ضدها ..
حملة العقيدة توقفوا عند سقف المعجزة فقالوا بقدسية التراث العقائدي واصبح لفظ (القدس) يغطي كل عجز العقل العقائدي وحيرة حملة العقيدة تزداد بشكل مطرد مع التطورات التقنية وتكاد تخلو الساحة العقائدية من محاولات عبور سقف (القدس) لفهم موضوعية القدس في التراث العقائدي الذي يمتلك تناغمية كبيرة مع العقل العقائدي بشكل كبير فتكون (المقدسات) خارج الحوارات العقائدية وخارج طموح الجماهير التي تحمل تلك المقدسات ...
المسلمون لا يختلفون كثيرا عن بعض الديانات القديمة بل هكذا اراد لهم المنظرون المعاصرون للفكر الانسانسي فاصبحت (مقدسات) المسلمين كما هي (مقدسات) الديانات القديمة التي تبتعد كثيرا عن ابسط الضوابط العلمية والمعرفية مثل الزواج بين الملائكة والانسان ويتم تقديس المولود من ذلك الزواج او ايداع الاسرار الكونية في الحيوانات فتتحول بعض الحيوانات الى حالة (مقدسة) كما هي مقدسات الديانات السماوية وقد نجح المنظرون للفكر الانساني المعاصر من الاستفادة من تلك (الديمقراطية) لتحويل التراث العقائدي في الارض كلها الى صفة (مقدسات) لها جلالها في التنظيرات الفكرية وحصانتها العامة ولكنها في نفس الوقت منحت الملحدون المرتبطون بنفس المنظرين سلاحا هجوميا يقع تحت عنوان استفزازي لكل حامل للعقيدة (قف .. انك مجنون)
في هذه المنازلة الفكرية ساحة صراع فكري كبير وخطير ومهم ...
العقيدة التي تستطيع ان ترتفع فوق سقف (القدس) وتستطيع ان تحول مقدساتها الى مادة علمية تحاكي المنظرين للفكر المعاصر وبالتالي تضع للمادة القدسية صفات علمية مجدولة بجدولة علمية معاصرة سيكون بالتأكيد نصرا كبيرا لتلك العقيدة ويستطيع حملتها ان يجعلوا من مقدساتهم التراثية مادة علمية لها حضور اجباري على العقل الانساني جميعا فيكون يوم (موسى وفرعون)
عسى ان تكون السطور شبيهة بالهرمونات الجسدية لنحصل على نوع من الهرمونات العقلية التي ترفع من درجة فاعلية العقل لمثل تلك الساحة التي يظهر فيها العلم في القدس كما فعل عيسى عليه السلام
الحاج عبود الخالدي
تعليق