بلدية مدينة العقل
من اجل أدب عقائدي معاصر
اكتشف انه يمتلك مدينة من عقل ... عرف حارات عقله ... في كل حارة ساعة توقيت ... تنبيء بعداد الزمن ... ومعها شريط فيديوي ممغنط ... سجل عليها كل حدث في حياته ... خرج من مدينة عقله حيران ... لا تستهويه عقول الاخرين ... فهو لا يمتلك تصريحا لدخولها ... الا مدينة عقله هو ... يعرف خارطة حاراتها ... وباقي المدن مجهولة ... فسمع مؤذن جامع يهتف في مكبر الصوت أن (الله اكبر) فقال لادخل مدينة الله ... عسى ان ارى فيها شيئا لم اراه في مدينة عقلي ... اصطف مع المصلين ... من شريط فيديو ذاكرته يستعين في ذكرى كان يصلي فيها مع اباه في جامع قريته ... قلد المصلين في صلاتهم ... وجد ضالته ... ان للعقل جامع في هذا الجامع ... تردد عليه ... عرف الله ... عرف كم هو حجم القمامة في مدينة عقله ... اكداس من الاوساخ ... عفنة ... لا بد من رفعها ... اين بلدية العقل ..؟؟ كيف وسيلتها ... ومن هم عمالها ... فذهب الى شيخ الجامع يشتكيه .. كثرة القمامة في عقله ... وما السبيل ... وليس في عقله عمال لرفع القمامة ... ذهل شيخ الجامع ... افي العقل قمامة ياولدي ..؟؟ نعم ... قالها للشيخ ... عجب الشيخ .. كيف يكون شكلها ايها المهتدي ... تعلثم المسؤول ... تعثر لسانه المشلول ... يا شيخي الجليل ... انت لا تعرفها ... لانك لا تمتلك كرسي الاعتراف كما هو عند النصارى ... ففي عقلي قمامة ضلال ... وسوء فعل ... وكلها اكداس في مدينة عقلي ... وفي كل حارة من حارات العقل ... واحتاج الى من يساعدني لاخراج تلك الاوساخ العفنة من عقلي .
اطرق الشيخ كثيرا ... يا ولدي ليس عندنا كرسي للاعتراف كما عند اساقفة المسيح لان ديننا قد رسم العلاقة بين العبد وربه بلا رهبنة ..!! وصعق .. وهل تبقى الاوساخ في قماقمها في العقل ..!! وما السبيل ..؟؟ واين الوسيلة .. ؟ والشيخ يشفق عليه ... وهو يقول ... ومن يغفر الذنوب ايها المهتدي ... فلا غافر لها الا الله ... تب الى ربك ... اصلح علاقتك ... ستكون القمامة تلك حسنات لك لان الله يبدل السيئات الى حسنات ... لانه رحيم لطيف بالعباد ... عجب من كلام شيخه .. وهل سترفع القمامة ... قال الشيخ نعم ... صلاحك سيكون خير صلاح العارفين فقد ذقت طيبات الشيطان فوجدت زيفها وقصير امدها ... وسوف تذوق طيبات الرحمن وتشهد دوامها ودوام عطاؤها ...
خرج من عند شيخه وهو يعرف كيف يدير دائرة بلدية عقله .. ليرفع قمامة ماضيه العفنة .. ويملأ حارات عقله بالباقيات الصالحات .
الحاج عبود الخالدي