التأريخ يـُكتبْ مرة واحدة .. !
من أجل حضارة اسلامية معاصرة
عندما يتجول احدنا في متحف للتاريخ ليرى جرة ً فخارية تعود الى ما قبل الاف السنين فان العقل سوف لن يجد مناصا ان التاريخ قد ترك اثرا واحدا في تلك الجرة ولا يمكن لإنسان يعيش في يومنا ان يستنتسخ من تلك الجرة صورا اخرى مستنسخة منها والا فانه يتهم بالتزوير لان حدث السابقين الذي صنع تلك الجرة هو حدث واحد ولا يمكن ان يستنسخ في غير عصره لان التاريخ يترك بصمة واحدة في كل نشاط ينشط به الانسان ولن تكون اكثر من بصمة واحدة وتلك بداهة عقل لا يمكن ان يتنازل عنها عقل البشر تحت صيحات متكررة لاعادة كتابة التاريخ فالتاريخ لا يكتب فان كتب فان التزوير نصيبه وعلى الانسان ان ينقب في التاريخ بحذر شديد كما ينقب علماء الاثار عن الاثر بفرشاة ناعمة ولا يستخدمون الفؤوس او الات حادة النهاية لان الاثر التاريخي رقيق الاركان سرعان ما يتصدع ويتعرض الى فساد المنقب الذي يستخدم آلة حادة لغرض حيازة المادة التاريخية ..
تلك الاثارة لا تصنع عقم قراءة التاريخ بل تصنع عقم اختلافه لان التاريخ لا يمكن ان يكون تاريخان مؤرخان لحدث واحد ويكون بالضرورة المؤكدة عقلا ان احد التاريخين مزيف تزييفا متعمدا او زيفا على غفلة حملته .. وما اكثره .. !!
القرءان واحد ... الوحي واحد ... الرسول واحد ... والمصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى ... فهل يمكن ان نقبل ذلك الاختلاف التاريخي القاتل الذي قتل وحدة المسلمين ومزق شملهم في مذاهب شتى ...
قرأت في ما قرأت في (وعلى الاعراف رجال) قرابة 18 قول ويقولون انه تفسير ولكن الحقيقة لن اجده تفسيرا ولكنه تاريخ متعدد وكل مؤرخ يؤرخ لكتبة كتبوا التاريخ وكأن للتاريخ وجوه وللحدث وجوه وحسب ما كان مداد قلم المؤرخ كان التاريخ والاختلاف يلعن المختلفين في التاريخ لان الحقيقة واحدة لا يمكن ان تتحول الى عدة حقائق يتم تزويقها فيكون بالتأكيد ان الزيف قد اصاب ما اختلف عن الحقيقة وضيع علينا نحن كجيل يريد ان يحتظن تاريخه مسارب شتى لانعرف من ان يؤتى الحق فيها .
الخطورة لا تكمن في تاريخ الامس البعيد فقط بل الخطورة الاشد تكمن في تاريخ الامس القريب بل القريب جدا جدا حتى تصل يومنا المعاصر المليء بزحمة الاراء التي تصف الحقيقة وهي قائمة بيننا ... لا يمكن للعقل ان يركع لكل الاراء الا لرأي واحد يركع له العقل ويرى ان الحقيقة فيه ولكن محصنات الركوع لرأي محدد يجب ان تظهر في :
ــ الحذر من الغفلة لان كل رأي يزوق مكوناته باكاذيب وحقائق مزيفة وهي صفة تخصصية يعتمدها المزوقون للاراء لتضييع الحقيقة وانجاح مهمتهم
ـــ الحذر من الأمزجة ... فالمزاج الانساني يعمي البصيرة ويدفع الانسان الى هاوية الضلالة وهي عندما يعرف نفسه بحقيقة واحدة لكونه ارضى مزاجه الشخصي فارتاحت نفسه ولكنه معصوب العين عن الحق ..!!
ـــ الحذر من توأمة الظنون لان الظنون عندما تتوائم بين الناس تفعل فعلها في رسوخ الغفلة فيتصورون الظنون حقيقة وتحصل عندما يصادق عليها جمهور كبير عريض كما حصل مع صرخات (الوطنية) التي احتظنت من جماهيرها في كل وطن تحت ناصية توأمة الظنون فظن الناس انهم ابناء وطنهم ونسوا حقيقة الخلق الآدمي الموحد ومن خلال توأمة الظنون قامت حقيقة مزيفة في (يعيش الوطن) وتم صياغة النشيد الوطني على ظنون العز والشرف والفداء و .. و ... و .. شعارات استهلكها كذب من يطلقها على مسار اكثر من نصف قرن من الزمن ..!!
الحقيقة ليس لها اكثر من وجه واحد وعلى العقل الانساني ان يتثقف بثقافة اللاريب من خلال الحقيقة الواحدة لان البشرية تسير الى منزلقات تهدد الكيان البشري ليس بالتصدع حسب بل بالاضمحلال والتراجع في الخلق الانساني الاخلاقي المدمر الذي بدأت معالمة تزداد بريقا في مطلع القرن الحادي والعشرين ..!!
القلم الثقافي يغازل حكام الارض وبالتالي تدفن الحقيقة بتراب الامزجة والمصالح المكتسبة وتختفي الحقيقة الام لتظهر على سطح اليوم حقائق مزيفة كما تقوم به دولة اليهود المزعومة على ارض تاريخية حيث استخدم المنظرون للعالم الجديد والذين يعملون بخفاء شديد الى استخدام التاريخ المزيف والامزجة الدينية في اكبر ازمة دمرت الكيان الاسلامي وتدمر الكيان العربي حتى وصل الاختلاف الى عتبات العربي المسلم في حارة واحدة في مدينة واحدة ..!! اذا كانت غفلة البديء في توأمة الظنون فما بال الغالفلين وهم يصنعون الحدث الان ويتمادون في غفلتهم وكأن الغفلة فطرة خلق فيهم تعيد بناء الماضي على امزجة معاصرة ومخططات خفية يكون الغافل مطيتها وبالتالي نخسر يومنا ويضيع الغد ليكون مقوده بيد من نظـّر الامر ودبر الحال ليوم اسود يزيد سوادا على سواد لان الغافلين سيزيدون السواد سوادا .. ولعل فلسطين والعراق خير مثل لما نتحدث به وكأن للحقيقة فيهما رحم يولد حقائق كلها تحتظن الحق ..!!!
القلم الثقافي العربي لا يقل شأوا من القلم الثقافي العام ويشارك المتغازلين غزلا فيضع لكل رأي لحن ونشيد وتزدحم الانشايد حتى يتخيل الى متابعيه انهم في سوق الصفارين وكل صانع صفر يطرق على هواه وكأنه لا يسمع طرقات غيره فيضيع صوت الحق بين مطارق الطارقين ..!!
القلم المسلم وقع وقعته الاولى في ربيع الفقه فاصبحت الاقلام الاسلامية تستمد حبرها المذهبي من رجالات يحملون صفة القدس في الحق ولكن الحق عند ارثه تم تقسيمه على الورثة فاصبح الحق الواحد عشرات في صورة الحقيقة وماتت الوحدة الاسلامية وليس لها يوم نشور وتستمر القرون لتزداد القوائم المذهبية والتعددية الطائفية وكأن الاسلام قد نزل على شكل مربعات هندسية ولكل مذهب مربعه ولونه ولا يمكن تغيير خارطة الاسلام وكأن المسلمين يمتلكون خارطة تشبه خارطة (سايكس وبيكو) وخطوطها حمراء لا تقبل ان تكون خضراء ..!!
تلك وان كانت لواعج نفس فرد لا يمثل الا نفسه الا ان طرحها بين متابعين من قومنا واهلنا قد تبعث في الروح بعث نشور لوحدة مصير وارجوزة وحدة عرقية عقائدية ترى الحقيقة خارج سوق الاراء ومعارض الحقائق المزيفة ... انها دعوة فكر للتفكر ... عسى ان تكون ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق