الأرض لا تخلق بشر..!
من اجل ثقافة اسلامية معاصرة
من اجل ثقافة اسلامية معاصرة
لا يخفى على الناس جميعا خصوصا ذوي العقيدة التوحيدية ان الارض لا تخلق بشر وان الانسان مخلوق من قبل الله حصرا ولا يكون ولن يكون للارض علاقة عقلانية في عقلانية الانسان وان ما نجده من فوارق بيئية بين المناطق الحارة والمناطق الباردة او بين الصحراء والخضراء من بشر انما هو اختلاف غرائزي خاص بقدرات الانسان على التأقلم مع طبيعة الارض واجواء الارض اما عقلانية الانسان تبقى هي هي كما فطرها الله في الانسان ولعل تجربة العالم الجديد (امريكا) كانت مختبرا كبيرا للبشر جمعت اشتات الناس ومختلف انتماءاتهم الجغرافية والعرقية والمتضادة في الاقاليم الامريكية وتوجد تقارير تشير الى ان اليابانيين في امريكا والذين يتزاوجون فيما بينهم بدأت قاماتهم تطول وان الافارقة في امريكا واوربا بدأت انوفهم وشفاههم تتصاغر ...!! وبشرتهم تتكشف .. !! تلك غرائزية اقليمية .. اما عقول البشر فهي كما هي لا تتغير ولن تتغير بطبيعة الارض ولا يحق لنا كمسلمين ان نقول مغاربة او عراقيين او حجازيين او خليجيين او افارقة ..!!
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
فاذا كان الله يقول ان (لا تبديل لخلق الله) وان (فطرت الله التي فطر عليها الناس) فهل يحق للسوري ان يمجد نفسه لانه سوري او ان العراقي يمجد نفسه لانه عراقي .. .. ؟؟! من يدعي انه مصري او مغربي ورغم انه لا يقول ان وطني خلقني الا ان سياقات الطروحات في الثقافة السياسية تقول ان القصد العميق لاولئك المدعين ان اوطانهم خلقتهم فكثير من الصيحات الوطنية تجعل من الوطن إله العز لمواطنيه خصوصا تلك الاوطان التي اكتشف النفط تحت اديمها حيث تطاولت الالسن السياسية بعطاء الوطن وما اغدقه على المواطنين من خير ورحمة وكأن الوطن الفلاني هو الذي خلق النفط .. الا ساء ما يحكمون ... بل الا ساء ما يزرون من وزر في قولهم ولو عدنا الى الشعارات الوطنية لوجدنا ان المواطنين هم الذين جعلوا تلك الشعارات دستورا وطنيا من خلال تمجيد انفسهم بانتمائهم الى وطنهم ... حتى تغنوا بتراب الوطن باغاني المجد والعز وكأن الاوطان تخلق البشر ..!!
الاسلام يفقد ثقافته عند المواطنين المتحمسين لامجاد وطنهم حيث تطغى الثقافة السياسية الوطنية على ثقافة الدين ومن تلك الراشدة فان يوما عصيبا سيمر على المسلمين في اوطانهم ولعل الفئة الباغية التي تتحكم بالارض تعي خطورة ما رسخته من عنفوان وطني بين الناس حيث اخرجوا المواطنين من عبودية الله (الحق) الى عبودية الاوطان حتى رسخ بين الناس ان الاوطان تخلق شعوبها ... ليس شعوبها فقط فهذا دجاج لبناني وذلك تفاح سوري وهذا برتقال مصري وحين يتعامل الناس مع تلك الغلة تحت صفة الحاجة الغذائية المعرفة بهوية المنشأ الا ان التفاخر الوطني بتلك الغلة يجعل من مضامينها الفكرية ثقافيا وكأن الاوطان تخلق دجاجا وتفاحا و ... و بشرا ... وبقرا ...!!
في حوار قاسي جرى في احد المنتديات على الشبكة الدولية قال احد المواطنين من مواطن النفط مجدا في وطنه وطعنا بباقي الاوطان وكان يتفاخر بزهو عمارات وامن وامان وحضارة براقة في وطنه على حساب شعوب ابتليت بالخراب والدمار نتيجة خطط سوداء حاكتها الفئة الباغية التي تحكم وتتحكم بالارض وقال ذلك المتقول في مضاهات بين موطنه ومواطنيه وترفهم وسوء مواطن اخرى وسوء يومهم ..!! عندها اعتلت سطورنا سطور ذلك المتقول لتقول له ولكل كافر بالله ان (الله لا يخلق بشر) وان الاوطان هي اوثان عصرنا المعاصر ومن قال بالوطنية يعني انه ركب مركب الوثنية لا محال فالنفط الذي يتبجح به الامراء ما خلقته اوطناهم بل الله خلقه ويوم ينضب النفط فان اولئك المترفون سوف يهلكهم ترفهم لانهم نسوا الله واشركوا معه إله الوطن والله يقول قولا فوق قولنا وقول المتقولين :
{ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ }غافر12
وهل بعد ذلك البيان بيان ..؟؟
انها تذكرة ... فمن شاء ذكر ... ومن شاء فليصطحب هويته الوطنية معه الى قبره عسى ان تشفع له واذا مات في وطن ءاخر وقبر فيه فعليه ان يصطحب جواز سفره معه في قبره ..!!!!
الحاج عبود الخالدي