العيد في العلم
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
الى كل صائم في رمضان هدية الهية (أجر العمل الصالح) وهو أجر طاعة الله فهل لنا ان نعرف ثواب الدنيا .. ؟؟ ويبق ثواب الاخرة في غيب الله ... ونرقب ثواب الدنيا في دنيا نحن فيها ... اللهم اتمم نعمتك في العيد على كل من صام رمضان قربة اليك .. اللهم أسعد لهم عيدهم ..
لفظ عيد في لسان عربي مبين من لفظ (عد .. عاد .. عيد ... عود .. عدد .. عداد ... عديد .. يعد .. وعد .. و .. و .. (وكثير لفظي تحمله عربة العربية في بناء عربي فطره الله في عقل الانسان الناطق الذي انطقه الله ومنحه فطرة نطق الحرف الذي يدل على قصد الناطق . ن والقلم وما يسطرون ...
عاد ... تعني في مقاصدنا (انقلاب سريان نتاج فاعليته) فاذا كان شخص في البصرة وذهب الى بغداد لشأن من شؤونه فاللسان العربي لا يقول (عاد الى بغداد) لانه لم ينتج مقاصده في بغداد بعد وعندما يكمل نتاج مقاصده في بغداد يعود الى البصرة فينطق العقل بلسان فطري (عاد الى البصرة) فيكون لفظ (عاد) دليلا قصد الناطق على (انقلاب سريان نتاج فاعليته) .
عاد ... عيد ... الياء تدل في مقاصد النطق على فاعلية حيز نجدها في ... كتب ... يكتب ... فالياء تفعل حيز الكتابة (فعل الكتابة) او يقول القاصد (كتابي) للدلالة على تفعيل حيازته للكتاب فهو ملكه (فعال في حيازته) ... اذا فهمت الياء بدلالتها على فاعلية الحيز فهي (شيء) فعال في حيز فيكون
(عيد) في الفهم ان النتاج في الحيز منقلب المسار ... الفاعلية التي تفعلت في الحيز ينقلب مسارها في (عيد) ... وهي نفسها في لسان فطري عربي مبين عندما اقول (أعيد الدنانير الى مكانها) أي اني اقلب سريان حيازتها الى ما كانت عليه ... فما الذي يحدث في الصيام ليكون له (عيد)
في الصيام تنقلب فاعلية غرائز انسانية من حيز نهاري الى حيز ليلي ... المأكل والمشرب في غريزة الانسان التي تقع في النهار فهو (معاش) في سنة تكوين
(وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً) (النبأ:11)
ولكن الصيام يحولها الى فاعلية حيازة ليلية
(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)(البقرة: من الآية18)
هذا الانقلاب يسجل عودة في الـ (عيد) فيكون الاكل والشرب في النهار (عودة لسنة الخلق في المعاش) فيكون عيدا للصائمين (عودة لسنة التكوين)... فهل تحت ذلك البناء التكويني (كتب عليكم الصيام) ثواب دنيوي يمكن ان يمسك به المؤمنون .. ؟؟؟ لا بد ان يكون القرءان هاديا لمراشد الحق لانه يهدي للتي هي اقوم
(قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَءايَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (المائدة:114)
ذلك هو عيد ... نتاج منقلب السريان في حيز ... وهو (مأكل) فهو (مائدة) من السماء ينالها الصائم في تكوينة الافطار في عيد الفطر فماذا يحدث يوم يقلب الصائم مأكله في النهار بدلا من الليل يعود في عيد ..؟؟
سوف تعود مرابط تكوينة الجسد لتبني نظمها التكوينية التي فطرها الله فيه فتمحو من جسد المؤمن أي اضطراب او مس شيطاني حل في جسده خلال احد عشر شهرا سبقت رمضان ... انها مشفى جسدي كينوني في الخلق به يـ (عيد) الصائم منظومة رابطة الجسد بالمأكل والمشرب وهو لا يدري ان نظما تكوينية فعالة سوف تؤتي نتاجها (ءاية) في جسده ... على ان لا يكون المرض عقوبة ذنب الهي ففي تلك النقطة لا بد من وسيلة شفاء اخرى وهي معروفة في النظم الاسلامية وتقع في البحث عن الذنوب لتسقيطها بالتوبة والمغفرة فتكون المعادلة
توبة ومغفرة + صيام رمضاني = سلامة الجسد من عوارض الدنيا
فمن اتمم الله له نعمته في العيد فقد كتب له في رمضان مغفرة من ذنب وقبول طاعة صيام فتكون النتيجة خير من مستشفيات الارض كلها ..!! وخير من كل دواء ..!! ولا يحق للفايروسات ان تخترق جسده .. لانه محصن بسنن تكوينية متماسكة لا يستطيع الفايروس اختراقها ..!!
وان لم يصدقني احد فليسأل المتقين ويفحص اجسادهم ..!!
اللهم انزل علينا في عيدنا مائدة من السماء ... ستكون مأكولات في افطار نهار العيد وكأنها أدوية كونية قد صنعها الله في كتاب الصيام ليحصل المؤمن على عملية اعادة بناء (عيد) تكويني مع كل حاوية زمن تكوينية (سنة) وفيها رمضان في (أولنا) عند الصيام و (ءاخرنا) عند الافطار في برنامج خلق يغني الانسان عن التطبيب لان ذلك (ءاية منك) فهي حيز فعال من الله وما يكون للانسان ان يدركها لان الله قد احاط بكل شيء علما وان العلم الحق يؤتى حصرا من الله اما العلم البشري فهو مرشح للضلال ... والقرءان يهدي للتي هي اقوم ... تلك للذكرى ... عسى ان تنفع الذكرى ... في علم من قرءان ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق